الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (1)».
وعن ابن مسعود رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى (3)» .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك (4)» .
(1) رواه البخاري في الأدب المفرد، الحديث رقم 691، ص 233. ورواه أبو داود في سننه في كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، الحديث رقم 1522، ج 2 ص 86. كما رواه النسائي في سننه في كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، ج 3 ص 53. وروى الإمام أحمد نحوه في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الحديث رقم 7982، ج 13 ص 360. وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
(2)
رواه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء، باب في الأدعية، ج 17 ص 43.
(3)
رواه مسلم في صحيحه في الموضع السابق، ج 17 ص 40، 41.
(4)
رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء ج 16 ص 253، 204.
المبحث الثاني: ما يعين على الصبر عن المعصية:
الأسباب التي تعين المسلم على الصبر عن معصية الله أسباب
عديدة، لعل من أهمها ما يلي:
أولا: تقوية باعث الدين: ويكون ذلك بأمور عدة:
أحدها: الإيمان بالله تعالى، فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه، فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم، وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر، فإن من باشر قلبه الإيمان بقيام الله عليه، ورؤيته له، وتحريمه لما حرم عليه، وبغضه له، ومقته لفاعله، وباشر قلبه الإيمان بالثواب والعقاب والجنة والنار، امتنع من أن لا يعمل بموجب هذا العلم (1).
ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن (2)» .
الثاني: إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع، ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة.
(1) ابن القيم، طريق الهجرتين، ص 275.
(2)
رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب الأشربة، الباب (1)، الحديث رقم 5578، ج 10 ص 30. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي، ج 2 ص 41، 42.
الثالث: مشهد محبته سبحانه، فيترك العبد معصيته محبة له، فإن المحب لمن يحب مطيع، وأفضل الترك ترك المحبين، كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين. ومقتضى محبة العبد لله أن يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله. ولذا يقول يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادعى محبة الله عز وجل ولم يحفظ حدوده.
الرابع: مشهد النعمة والإحسان، فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه، وإنما يفعل ذلك لئام الناس، فمقتضى إحسان الله وإنعامه على عبده اجتناب هذا العبد معصية ربه، حياء منه سبحانه. فقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:«استحيوا من الله حق الحياء، قالوا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى (1)» .
يقول ابن القيم: وليمنع المؤمن مشهد إحسان الله تعالى
(1) رواه الترمذي في سننه في كتاب صفة القيامة، الباب (24)، الحديث رقم 2463، ج 4 ص 637، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه. كما رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقاق، الحديث رقم 7915، ج 4 ص 359، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.