الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف النور:
يعرف النور على أوجه:
أحدها: يكون بمعنى الإسلام، قال الله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (1) يعني: دينه، وقال تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (2).
ثانيها: يكون بمعنى الإيمان الذي يهتدى به، قال الله تعالى:{وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} (3).
ثالثها: يكون بمعنى هادي أهل السماوات والأرض، قال الله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (4).
رابعها: يكون بمعنى ضوء النهار، قال تعالى:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (5).
خامسها: يكون بمعنى ضوء القمر، قال تعالى:{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} (6).
(1) سورة التوبة الآية 32
(2)
سورة الصف الآية 8
(3)
سورة الحديد الآية 28
(4)
سورة النور الآية 35
(5)
سورة الأنعام الآية 1
(6)
سورة نوح الآية 16
سادسها: يكون بمعنى الضوء الذي يعطيه الله للمؤمنين يمشون به على الصراط يوم القيامة، قال تعالى:{يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} (1) وقال: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} (2).
سابعها: يكون بمعنى الحلال والحرام والأحكام والمواعظ التي وردت في التوراة، قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} (3).
ثامنها: يكون بمعنى القرآن، وما فيه من بيان الحلال والحرام والأمر والنهي قال تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} (4).
تاسعها: يكون بمعنى النبي، ورد في صفته صلى الله عليه وسلم (أنور المتجرد) أي نير لون الجسم. يقال للحسن المشرق اللون: أنور، يقال: أنار فهو منير.
عاشرها: يكون بمعنى " الرب " قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (5).
(1) سورة الحديد الآية 12
(2)
سورة التحريم الآية 8
(3)
سورة المائدة الآية 44
(4)
سورة التغابن الآية 8
(5)
سورة الزمر الآية 69
والنور: اسم من أسماء الله الحسنى قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (1).
وهو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية، وقيل: هو الظاهر الذي به كل ظهور. فالظاهر في نفسه المظهر لغيره يسمى نورا.
وفي حديث أبي ذر (قال له ابن شقيق: «لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أسأله: هل رأيت ربك؟ فقال: قد سألته، فقال: " نور أني أراه " أي هو نور كيف أراه (2)».
وفي حديث الدعاء «اللهم اجعل في قلبي نورا (3)» وباقي أعضائه (4)، أراد ضياء الحق وبيانه كأنه قال: اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق، واجعل تصرفي وتقلبي فيها على سبيل الصواب والخير. (5)
والنور: من صفات الله عز وجل قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (6)،
(1) سورة النور الآية 35
(2)
انظر شرح النووي على مسلم، (باب ما جاء في رؤية الله عز وجل، من كتاب الإيمان) ج 3 ص 12.
(3)
صحيح البخاري الدعوات (6316)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (763)، سنن الترمذي الصلاة (442)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1620)، سنن أبي داود الأدب (5043)، مسند أحمد (1/ 373)، موطأ مالك الطلاق (1262)، سنن الدارمي الصلاة (1255).
(4)
صحيح مسلم، باب الدعاء في صلاة الليل، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ج 1 ص 530.
(5)
النهاية لابن الأثير ج 5 ص 124، 125.
(6)
سورة النور الآية 35
قيل في تفسيره: هادى أهل السماوات والأرض، وقيل:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} (1) أي: مثل نور هداه في قلب المؤمن.
والنور: الضياء، والنور: ضد الظلمة، وفي المحكم: النور: الضوء، أيا كان. وقيل: هو شعاعه وسطوعه.
والجمع: أنوار، ونيران، والمنار والمنارة: موضع النور. (2)
والنور: هو الهادي، وقيل: المنور، وقيل: هو الحق، وقيل: هو الذي لا يخفى على أوليائه (3). .
وقال ابن القيم: والله سبحانه وتعالى سمى نفسه نورا، وجعل كتابه نورا، ورسوله صلى الله عليه وسلم نورا، ودينه نورا، واحتجب عن خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نورا يتلألأ قال الله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (4).
(1) سورة النور الآية 35
(2)
لسان العرب ج 5 ص 240، 241
(3)
الاعتقاد للبيهقي ص 20.
(4)
سورة النور الآية 35