الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس: النبي سأل الله أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا
أخرج البخاري بسنده من حديث ابن عباس. . . وكان يقول في دعائه: «اللهم اجعل في قبري نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا (1)»
وزاد مسلم «واجعل في لساني نورا، واجعل في نفسي نورا، وأعظم لي نورا، اللهم أعطني نورا (2)» .
وفي رواية عند مسلم شك الراوي فقال: «واجعل لي نورا أو قال: اجعلي نورا (3)»
قال ابن حجر: قال القرطبي: هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم
…
.
ثم قال ابن حجر: والتحقيق في معناه أن النور مظهر ما نسب
(1) صحيح البخاري، الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه من الليل حديث رقم 6316 (فتح الباري ج 11 ص 116).
(2)
صحيح البخاري الجمعة (1198)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (763)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1620)، سنن أبي داود الصلاة (1367)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1363)، مسند أحمد (1/ 373)، موطأ مالك النداء للصلاة (267)، سنن الدارمي الصلاة (1255).
(3)
صحيح مسلم، كتاب المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل ج 1 ص 525 - 530.
إليه، وهو يختلف بحسبه: فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصرات، ونور القلب كاشف للمعلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات.
وقال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن يتحلى بأنوار المعرفة والطاعات، ويتعرى عما عداهما (1)
…
.
وأخرج أحمد بسنده من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وحزنه، وأبدله الله مكانه فرحا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها (2)» .
(1) انظر (فتح الباري ج 11 ص 118).
(2)
مسند أحمد ج 1 ص 391، والأذكار للنووي ص 104، وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم 334 من حديث أبي موسى، وقال المحقق: وحديث ابن مسعود أثبت منه سندا وأشهر رجالا، وهو حديث حسن، وقد صححه بعض الأئمة.