الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجيم عندما يوسوس له، مزينا ارتكاب المعاصي، ودافعا إلى طريق الشرور والمفاسد. كما قال تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1).
(1) سورة الأعراف الآية 200
رابعا: الاستعانة بالصلاة:
يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (1)، فأمر سبحانه بالاستعانة بالصلاة، لأنها عماد الدين ونور المؤمنين، والصلة بين العبد وربه، فإذا كانت صلاة العبد كاملة؛ مجتمعا فيها ما يلزم فيها وما يسن، وحصل فيها حضور القلب الذي هو لبها، لا جرم أنها من أكبر المعونة على كثير من الأمور، ومنها اجتناب المعاصي، لأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وصفا وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه (2). يقول تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (3).
(1) سورة البقرة الآية 153
(2)
انظر: ابن سعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 75.
(3)
سورة العنكبوت الآية 45
خامسا: التفكر في مفاسد المعصية وسوء عاقبتها:
تفكر العبد في المفاسد المترتبة على اقتراف المعصية وسوء
عواقبها يعينه بلا شك على الصبر عنها، فإنه لو لم يكن جنة ولا نار لكان في هذه المفاسد وسوء العواقب ما ينهى عن إجابة الداعي إلى المعصية.
ومن ذلك: زوال النعم ونقصان الرزق، فما أذنب عبد ذنبا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب، ولا تزال الذنوب تزيل عنه النعم نعمة بعد نعمة حتى تسلب منه النعم كلها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه (1)» .
ويقول بعض السلف: (أذنبت ذنبا فحرمت قيام الليل سنة)(2).
ومن ذلك: إعراض الله وملائكته وعباده عن العاصي، وسواد وجهه، وظلمة قلبه، وشدة قلقه، وتمزق شمله، ومرضه الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بد.
ومن ذلك أيضا: زوال الطمأنينة بالله والسكون إليه، وضياع أعز الأشياء عليه وهو الوقت الذي لا عوض عنه. وبالجملة فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبد علما، فشرور الدنيا
(1) رواه الإمام أحمد في المسند من حديث ثوبان رضي الله عنه، الحديث رقم 22413، ج 37 ص 95. كما رواه ابن ماجه في سننه في باب القدر، الحديث رقم 90، ص 32، وقد ضعفه الألباني في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
(2)
ابن القيم، طريق الهجرتين ص 271.