الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفاتحة
قال النووي في "التبيان ": في السورة لغتان: الهمز، وتركه.
والترك أفصح وهو الذي جاء به القرآن، وممن ذكر اللغتين ابن قتيبة في "غريب الحديث ". انتهى.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مكية.
قال الأصفهاني: وهو قول قتادة، وأبي العالية، وعليه أكثر
العلماء.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه، ومجاهد، وعطاء: مدنية.
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن إبليس
رَن حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة.
ومثل هذا لا يقال بالرأي، فله حكم الرفع.
قال الهيثمي: - ورجاله رجال الصحيح
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة.
من كنز تحت العرش.
وفي البخاري في حديث أبي سعيد بن المُعَلى رضي الله عنه: أن أم
القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم.
وسورة الحِجْر مكية بالاتفاق.
وقال ابن إسحاق فىِ سيرته: حدثنا يونس، عن يونس بن عمرو.
عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل - هو الهمداني الكوفي، ثقة: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: لخديجة رضي الله عنها: إني إذا خلوت وحدي، أسمع نداء، وقد - والله خشيت أن يكون هذا أمراً، فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك ذلك فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وِتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر رضي الله عنه، وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثَمَ، ذكرت خديجة حديثه له، فقالت: اذهب يا عتيق مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ أبو بكر بيده، فقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: ومن أخبرك؟
قال: خديجة فانطلقا إليه، فقصا عليه، فقال: إذا خلوتُ وحدي، سمعتُ
نداء خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هارباً في الأرض، فقال له: لا
تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول: ثم ائتني فاخبرني، فلما خلا،
ناداه: يا محمد، قل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد للهِ رب العالمين " حتى
بلغ: "الضالين ". قل: لا إله إلا الله.
فأتى ورقة فذكر له ذلك، فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا
أشهد أنك الذي بَشَر به ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وأنك
نبي مرسل، فإنك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك
لأجاهدن معك، فلما توفي ورقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد رأيت القسّ في الجنة عليه ثياب الحرير، لأنه آمن بي وصدقني "، يعني: ورقة. انتهى.
وعندي: أنها نزلت مرتين، من كل من البلدين مرة، فإن ذلك لائق
بجلالها وعظمتها، ومناسب لتسميتها بالمثاني، فهي مكية مدنية معاً وبه قال
بعض العلماء، حكاه الأصفهاني.