الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة، فوضع في بيت العزة، ثم جعل ينزل
تنزيلًا.
وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات " من طريق أبي داود، عن
جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فقال: ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل.
فضل كلام الله على سائر الكلام
وروى الإِمام أحمد في المسند عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال: كنا قعوداً نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا فقال: ما هذا الذي تكتبون؟ ، فقلنا: ما نسمع منك. فقال: أَكِتَاب مع كتاب الله؟.
امحضوا كتاب الله وأخلصوه، قال: فجمعنا ما كتبناه في صعيد واحد ثم
أحرقناه بالنار، فقلنا: أنتحدث عنك؟ قال: نعم. تحدثوا عني ولا حرج.
ومن كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار، قال: قلنا: يا رسول الله، أنتحدث
عن بني إسرائيل؟ *، قال: نعم فحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنكم
لا تَحَدِّثُون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه.
وروى الشيخان والترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول
ْالله صلى الله عليه وسلم قال: ما من الأنيياء (نبي) إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه لله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة.
وروى مسلم في صفة النار، والنَّسائي في "فضائل القرآن "، عن عياض
بن حمار المجاشعي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً في خطبته: ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نَحَلْتُه عبداً حلالٌ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً وأن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا، لا يغسله الماء، تقرأه نائما ويقظان.
وروى الشيخان، والترمذي، والنَّسائي، عن ابن عمر رضي الله
عنهما، عن النبي في أنه قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن
فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء
الليل وآناء النهار.
وللطبراني والبيهقي في كتابا الزهد"، عن معاذ رضي الله عنه قال:
أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى ميلاً، ثم قال: أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم وحفظ الجار، وكظم الغيظ، ولين الكلام، وبذل السلام، ولزوم الإمام، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، وقصر الأملِ، وحسن العمل، وأنهاك أن تشتم مسلماً، أو تصدق كاذباً، أو تكذِّب صادقا، أو تعصي إماماً عادلَاَ، أو أن تفسد في الأرض، يا معاذ، أذكر الله عند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة السر بالسر، والعلانية بالعلانية.
وروي الترمذي: والدارمي، عن الحارث الأعور قال: مررت في
المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على عليٍّ رضي الله عنه
فأخبرته فقال: أو قد فعلوها؟. قلت نعم. قال: أما إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟
قال: كتابُ الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو
الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في
غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط
المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع
منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبة وهو الذي لم تنته
الجن إذ سمعته حتى قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجباً"، من قال به صدق، ومن
عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط
مستقيم.
ورواه الِإمام أحمد، والدارمي، وأبو يعلى بلفظ: أن علياً رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك، فقلت: فأين المخرج يا جبريل؟ ، قال: كتاب الله، به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك - مرتين - قول فصل. الحديث.
ولفظ الدارمي: الكتاب العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى الهدى في غيره أضله الله.
ومن ولى هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم.
والنور المبين. الحديث.
ورواه الطبراني بسند - قال الهيثمي: فيه عمرو بن واقد، وهو
متروك - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الفتن فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله. الحديث جميعه.
وروى أبو عبيد في الفضائل، والترمذي في الأمثال من جامعة وقال:
حسن غريب والنَّسائي في التفسير، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضرب الله مثلًا صراطاً مستقيماً، وعلى جنبي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى رأس الصراط داع يقول: ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا، وداع يقول من فوق
الصراط - قال الترمذي: والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى
صراط مستقيم - فإذا أحد فتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويلك لا
تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، فإن الصراط: الِإسلام والستور حدود الله -
قال: الترمذي: فلا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف الستر - والأبواب
المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط، القرآن والذي من
فوقه: واعظ الله في قلب كل مسلم.
وسيأتي في سورة الأنعام عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعن العرباض
رضي الله عنه.
وروى الطبراني في الصغير - من وجه ضعيف - عن أنس بن مالك
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصبح حزيناً على الدنيا، أصح ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به، فإنما يشكو الله تعالى، ومن تضعضع لغني لينال مما في يده، أسخط الله عز وجل، ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله.
ولمسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال سول
الله صلى الله عليه وسلم: الطهور شطر الِإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
وقال ابن هشام في السيرة في أوائل الهجرة، قال ابن إسحاق: ثم
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فقال: إن الحمد لله، أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى . قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإِسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسنِ الحديث وأبلغه، أحبوا ما (أحب الله) ، أحبوا الله من كل قلوبكم.
ولا تَمَلُّوا كلام الله وذكره ولا تقسُ عنه قلوبكم، فإنه من كل ما يخلق الله
يختار ويصطفي، فقد سماه الله خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد.
والصالح من الحديث، ومن كل ما أوتي الناس الحلال والحرام، فاعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئاً، واتقوه حق تقاته، وأصدقوا الله صالح ما تقولون
بأفواهكم، وتحايُّوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن يُنكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله.
وقال الحافظ زين الدين: عبد الرحمن بن رجب في كتاب "الاستغناء
بالقرآن ": وخرج الطبراني في الطولات بإسناد ضعيف، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين عهداً، وذكر فيه: كتاب الله، فيه تبيان لما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، ليكون حاجزاً للناس، حجز الله بعضهم عن بعض، وهو كتاب الله، مهيمن على الكتب، مصدق لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور، ويخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما فاتكم دركه في آبائكم الأولين، الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه، كيف كان جوابهم لرسله، وكيف كان تصديقهم بآيات الله وكيف كان تكذيبهم بآيات الله، فأخبركم الله في كتابه هذا شأنهم وأعمالهم، وأعمال من هلك منهم بذنبه، لتجتنبوا مثل ذلك أن تعملوا به، لكي لا يحل عليكم من سخطه ونقمته، مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم، وتهاونهم بأمر الله، وأخبركم في كتابه هذا بأخبار من نجا ممن كان قبلكم، لكي تعملوا مثل أعمالهم، فكتب لكم في كتابه هذا تبيان ذلك كله، رحمة منه لكم، وشفقة من ربكم عليكم، وهو هدى الله من الضلالة، وتبيان من العمى، وإقالة من العثرة، ونجاة من الفتنة، ونور من الظلمة، وشفاء من الأحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان ما بين الدنيا والأخرة، فيه كمال دينكم.
فذكره حتى قال: من عمل بما فيه نجا، ومن اتبع ما فيه اهتدى، ومن
خاصم به فلح، ومن قاتل به نصر، ومن تركه ضل، حتى يراجعه، تعلموا
ما فيه، وأسمعوه آذانكم، وأودعوه أجوافكم، واستخلصوه قلوبكم، فإنه نور للأبصار، وربيع للقلوب، وشفاء لما في الصدور.
وروى أحمد، والترمذي، والنَّسائي، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث يحبهم الله، حتى قال: وقوم ساروا ليلتهم، حتى إذا
كان النوم أحب إليهم مما يعدل به، فوضعوا رؤوسهم، فقام أحدهم
يتملقني ويتلوا آياتي.
وللبيهقي عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بعد ما قدم المدينة، فقال في خطبته: إن أحسن الحديث كتاب الله، أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الِإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، وأحبو الله من كل قلوبكم.
وقال الِإمام الغزالي في كتاب "فضل القرآن من الإحياء": وقال
أحمد ابن حنبل: رأيت الله عز وجل في المنام، فقلت: يا رب ما أفضل ما
يتقرب به المتقربون إليك؟ ، قال: كلامي يا أحمد، قال: قلت: يا رب
بفهم، أم بغير فهم؟ ، قال: بفهم وبغير فهم.
وسيأتي في الأعراف ويس ما يتصل بهذا عن حمزة الزيات.
وللإمام أحمد - وهذا لفظه - وأبي داود، وابن ماجه، وابن حبان في
صحيحيهما، والحاكم وصححه - وقال الدارقطني: إسناده صالح، وعلق
البخاري بعضه في صحيحه - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة (من نجد) فغشينا داراً من دور المشركين، فأصبنا امرأة رجل منهم، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وجاء صاحبها وكان غائباً، فذكر له مصابُها، فحلف لا يرت حتى يهريق من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دماً، فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق نزل في
شِعْب من الشَعَاب، فقال: من رجلان يكلأننا في ليلتنا هذه من عدونا؟
فقال رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، نحن نكلؤك يا رسول الله.
فخرجنا إلى فم الشعب دون العسكر، ثم قال الأنصاري للمهاجري، أتكفيني
أول الليل وأكفيك آخره، أم تكفيني آخره وأكفيك أوله؟. فقال المهاجري: بل اكفني أوله وأكفيك آخره، فنام المهاجري، وقام الأنصاري يصلي، وافتتح بسورة من القرآن، فبينما هو فيها يقرؤها، جاء زوج المرأة، فلما رأى الرجل
قائماً يصلي، وعرف أنه ربيئة القوم، فنزع له بسهم فوضعه فيه، قال:
فينزعه فيضعه وهو قائم يقرأ السورة التي هو فيها ولم يتحرك كراهية أن
يقطعها، ثم عاد له زوج المرأة بسهم آخر فوضعه فيه، فانتزعه فوضعه وهو
قائم يصلي في السورة التي هو فيها، ولم يتحرك كراهية أن يقطعها، ثم عاد له زوج المرأة الثالثة بسهم فوضعه فيه فانتزعه فوضعه، ثم ركع وسجد، ثم قال لصاحبه: اقعد فقد أتيتُ فجلس الهاجري، فلما رآهما صاحب المرأة هرب وعرف أنه قد نذر به، قال: وإذا الأنصاريْ يفوج دماً من رميات
صاحب المرأة، فقال له أخوه الهاجري: يغفر الله لك، ألا كنت آذنتني
أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة من القرآن قد افتتحتها أصلي بها.
فكرهت أن أقطعها وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه، لقطع نفسي قبل أن أقطعها.
وقيل: إن الرجلين: عمار بن ياسر، وعبَّاد بن بشر، رضي الله
عنهما.
وروى ابن المبارك في الزهد، عن أبي ريحانة - وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنه قفل من بعض عزواته، فلما انصرف أتى أهله فتعشى، ثم دعا بوضوء فتوضا منه، ثم قام إلى مسجده، فقرأ سورة ثم أخرى، فلم يزل ذلك مكانه كلما فرغ من سورة افتتح أخرى، حتى إذا أذن المؤذن شدَّ عليه ثيابه، فأتته امرأته فقالت: يا أبا ريحانة، قد عزوتَ فتعبتَ في غزوك، ثم قدمت، ألم يكن لي حظ ونصيب؟. فقال: بلى، والله ما خطرتِ لي على بال، فلو ذكرتكِ لكان عليَّ حق، قالت: فما يشغلك يا أبا ريحانة؟
قال: لم يزل يهوى قلبي فيما وصف الله عز وجل في جنته من لباسها
وأزواجها، ونعيمها ولذاتها، حتى سمعت المؤذن.
وروى الحافظ أبو عبد الله بن منده، عن إسماعيل بن طلحة بن
عبيد الله، عن أبيه رضي الله عنه قال: أردت مالي بالغابة، فأدركني الليل.
فآويت إلى قبر عبد الله بن عمرو بن حزام رضي الله عنه، فسمعت قراءة من
القبر ما سمعت أحسن منها فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له،
فقال: ذلك عبد الله ألم تعلم أن الله قبض أرواحهم، فجعلها في قناديل من
زبرجد، وياقوت، وعلقها وسط الجنة، فإذا كان الليل رُدَّت إليهم أرواحهم، فلا تزال كذلك، حتى إذا طلع الفجر، رُدَّت أرواحهم إلى مكانهم التي كانت فيه.
ويأتي في العنكبوت قراءة ميت.
وروى من طريق الحافظ أبي بكر الخطيب قال: أنا محمد بن جعفر بن
علان أنا عيسى بن محمد الطوطري قال: رأيت أبا بكر بن مجاهد المقرىء في
النوم كأنه يقرأ، وكأني أقول له: يا سيدي أنت ميت وتقرأ؟ ، فكأنه يقول
لي: كنت أدعو في دبر كل صلاة، وعند ختم القرآن، أن يجعلني ممن يقرأ في
قبره.
وروى أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" عن عكرمة قال: قال ابن
عباس رضي الله عنهما: المؤمن يعطي مصحفاً في قبره يقرأ فيه.
وذكر أبو الحسن بن البراء في كتابه "الروضة" عن إبراهيم الحفار قال:
حفرت قبراً، فبدت لَبِنَة من القبر، فشممت رائحة المسك، حين انفتحت
اللبِنَة فإذا بشيخ جالس في قبره يقرأ.
وروى الِإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -
نمت في فراشي (1) ، فرأيت الجنة، فسمعت صوت قارىء يقرأ.
فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذاك البَرُّ، كذاك البَرُّ، وكان أبر الناس بأمه.
قال ابن رجب: أخرجاه.
وذكر أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ -، عن صالح بن حبان، عن عبد الله
بن بريدة قال: إن أهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار جل جلاله.
فيقرأ عليهم القرآن، وقد جلس كل امرىء منهم مجلسه الذي هو مجلسه.
على منابر الدر والياقوت والزبرجد، والذهب، والزمرد، فلم تَقَر أعينهم بشيء، ولم يسمعوا شيئاً قط أعظم ولا أحسن منه، ثم ينصرفون إلى رحالهم ناعمين، قريرة أعينهم، إلى مثلها من الغد.
قال: وذكر يحيى بن سلام قال: أخبرني رجل من أهل الكوفة، عن
داود بن أبي هند، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم في كل يوم جمعة، على كثيب من كافور، لا يرى طرفاه، وفيه نهر جار، حافتاه المسك، عليه جوار يقرأن القرآن بأحسن أصوات الأولون والأخرون.
(1) لا وجودلها في المسند.
وقال ابن وهب: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: قال رجل لابن
شهاب: هل في الجنة سماع؟ ، قال: أي والذي نفس ابن شهاب بيده.
إن في الجنة لشجراً حمله اللؤلؤ والزبرجد، تحته جوار ناهدات، يتغنين
بالقرآن، يقلن: نحن الناعمات فلا نيأس، ونحن الخالدات فلا نموت، فإذا
سمع ذلك الشجر صفق بعضه بعضاً، فلا يدري أأصوات الجواري أحسن.
أم أصوات الشجر.
وروى أبو عبيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ينبغي
لقارىء القرآن أن يعرف إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس يفطرون.
وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس
يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون.
قال: وأحسبه قال: وبحزنه إذ الناس يفرحون.
وروى أبو نعيم عن أبي حازم قال: كنت ترى حامل القرآن في
خمسين رجلًا فتعرفه، قد خضعه القرآن، فأدركت القراء الذين هم القراء.
فأما اليوم فليسوا بقراء، ولكنهم خراء.
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "المعروف " عن الفضيل بن عياض
معضلاً قال: بلغني أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا عظَّمت أمتي الدينار والدرهم، نُزِع منها هيبةُ الِإسلام. وإذا تركوا الأمر يالمعروف، حرموا بركة الوحي.
قال الغزالي: قال الفضيل: يعني: حرموا فهم القرآن، فقد شرط
الله الإنابة في الفهم، فقال:"وما يتذكر إلا من ينيب ".
ولمسلم وابن ماجة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين.