الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يظهر على من ضعف حاله، فإن كان مغلوباً لا تَسَبُّب له في ذلك، فهو
معذور.
كراهة الجمع بين سورتين فأكثر في الركعة الواحدة
ولأبي عبيد عن ابن سيرين، أنه حدث أبا العالية، أن ابن عمر رضي
الله عنهما يقرأ عشر سور في ركعة، فقال: قد كنت أفعله، حتى حدثني مع
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لكل سورة حَظُّها من الركوع والسجود.
وله عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلاً أتاه فقال: قرأت القرآن
في ليلة - أو قال: في ركعة - فقال ابن عمر: أفعلتموها؟ ، لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لِتُعْطَى كل سورة حَظُّها من الركوع والسجود.
وله عن غياث بن رزين، عن شيخ من المعافر، ذكر منه صلاحاً
وفضلاً حدثه أن رجلا يُقال له: عَبَّاد، كان يلزم عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما، وكان امرءا صالحاً، فكان يقرأ القرآن، ويَقْرِن بين السور في الركعة
الواحدة، فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو، فأتاه عبَّاد يوما، فقال عبد الله بن
عمرو: يا خائن أمانته ثلاث مرات، فاشتد ذلك على عبَّاد، فقال: غفر الله
لك، أي أمانة بلغك أني خنتها؟.
فقال أُخبرت أنك تجمع بين السورتين في الركعة الواحدة، فقال: إِني
لا أفعل ذلك، فقال: فكيف يوم تأخذك كل سورة بركعتها وسجدتها، أما
إني لم أقل لك إلا ما قال لي رسول الله.
ورواه ابن عبد الحكم - أيضاً - في فتوح مصر بنحوه.
وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين سور في ركعة، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى في سورة النساء.
فيجمع: بأن هذا أولى.
وذلك لبيان الجواز، أو لعلة اقتضت ذلك - (والله أعلم)