الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن كنت ممن يدور مع البرهان، فقد ذكرت لك من ذلك ما فيه
مقنع، وإن كنت مقيداً بالسلف، فهذا كلام بعضهم، وإن خالفه غيره.
وقوله: إنَّ الأول أصح، منظور فيه.
والأصح - بل الصواب -: هذا الثاني، لما ذكرت من الدلائل، وأقمت
من الحجج.
هذا تحرير القول إجمالاً في نفي السجع عن القرآن، وإن أردت
التفصيل، فانظر كل موضع ادعى فيه كل مدع شيئاً من ذلك من كتابي:
"نظم الدرر في تناسب الآي والسور" تجد فيه - بحمد الله - ما يفكك من
تلك العهدة، ويخلص مما لزم من الورطة، وإنه ما سيق على ذلك النظم، إلا
لحال دعا إليه، لا يبلغ الكلام ذروة البلاغة إلا به، فهو جار على ما
اقتضاه من الحال، لا على التفنن في المقال.
والله الهادي من الضلال، الموفق لمن اختاره إلى أشرف الأقوال
والأعمال.
عدد آيات الفاتحة
إذا تقرر هذا، فعدد آي الفاتحة: وإن وقع الاتفاق على إجماله، فقد
حصل الاختلاف في تفصيله.
عد الكوفي والمكي " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، وأسقطا "أنعمت
عليهم "، وعكس المدنيان، والبصري والشامي.
هكذا حكي الِإجماع - على أنها سبع - المصنِّفون في العدد.
وقال الِإمام نجم الدين أبو حفص عمر النسفي في تفسيره "التيسير:
هي ثماني آيات في قول الحسن البصري، وست في قول الحسين الجعفي.
وسبع في قول الجمهور.
فالحسن عد البسملة و "أنعمت عليهم " آيتين، وتركهما الجعفي.
وحكى الأصفهاني في تفسيره: أن عمر بن عبيد عدها أيضاً ثمانية.
لأنه جعل (إياك نعبد) آية.
قال: وهو شاذ، وكذا القول بأنها ست.
رويها - أي الحرف الذي هو نهاية فواصلها -: حرفان، يجمعهما:
من.
وفيها شبه الفاصلة: (إياك نعبد) ، قاله الداني.
و (صراط الذين) قاله الجعبري.
وروى الداني بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول:
هي - أي البسملة - آية من كتاب الله، ثم يقول أبو هريرة: عُدُّوا إن شئتم
فاتحة الكتاب، يعني: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.