الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولمالك والستة - إلا البخاري - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه، فقرأه ما بهن صلاة الفجر، وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل.
النهي عن الغلو في القرآن
وروى أبو بكر بن أبي شيبة، والِإمام أحمد، وأبو يعلى، في مسانيدهم.
والبزار وأبو عبيد في الفضائل، عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به.
وفي نسخة، ولا تستأثروا به.
وشك أبو عبيد فقال: أو تستكثروا به.
قال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات.
الغلوُّ: المبالغة المؤدية للملل، وهي ضد الجفوة.
والمراد: التوسط والرفق، والاقتصاد.
يبَينه ما رواه أبو عبيد في الغريب، عن علي رضي الله عنه قال: خير
هذه الأمة: النمط الأوسط، يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي.
النمط: الطريق. والغالي: المتعمق حتى يخرجه ذلك إلى إكفار الناس
كنحو من مذاهب الخوارج، وأهل البدع.
والجافي عنه: التارك له، وللعمل به.
ولكن القصد بين ذلك.
وروى أبو عبيد في الغريب - أيضاً - عن حذيفة رضي الله عنه، أن من
أقرأ الناس للقرآن منافقاً لا يدع واواً ولا ألفاً، يَلْفِته بلسانه، كما تلفت البقرة الخَلَى بلسانها.
اللفْت: الليّ.
وفي حديث آخر: "إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال.
الذي يلفت الكلام كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها.
وروى أبو يعلى عن حذيفة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي قوماً يقرأون القرآن، ينثرونه نثر الدقل، يتأولونه على غير تأويله.
وروى أبو يعلى بسند - قال الهيثمي: فيه أبو معشر نجيح، وهو
ضعيف يُعتَبر بحديثه - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن لهذا القرآن شرة، وللناس عنه فترة، فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هي، ومن كانت فترته إلى الِإعراض، فأولئك هم قوم بور.
وروى الشيخان، وأبو داود، والنَّسائي - وهذا لفظ مسلم في أواخر
باب الزكاة من روايات جمعت بينها - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
أن عليا رضي الله عنه بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو باليمن بذُهَيْبَة في تربتها، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر: الأقْرَعُ بن حابِس الحَنْظَلي، وعُيَيْنَةُ ابنُ بَدْرٍ الفَزَارِيُ، وعَلْقَمةُ بنُ عُلَاثَةَ العامِرِي، ثم أحد بن كِلَاب، وزَيْدُ الخَيْر
الطائي ثم أحد بني نبهان. فغضبت قريش فقالوا: يعطي صناديد نجدِ
ويدعنا؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم. فجاء رجل
كث اللحية، مشرف الوجنتين، غائر العينين، ناتىء الجبين، محلوق
الرأس، مَشَمِّرُ الإزار.
وفي رواية: فأتاه ذو الخويصرة. وهو رجل من بني تميم فقال: اتق الله
يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن يطيع الله إن عصيته، أيامنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟.
ثم أدبر الرجل، فاستأذن خالد بن الوليد رضي الله عنه في قتله.
وفي رواية: إن الذي استأذن في قتله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، فإن له أصحاباً يَحْقِر أحدُكم صلاته مع صلاتهم.
وفي رواية: إن مِنْ ضِئْضِيء هذا قوماً أحْدَاثُ الأسْنَانِ، سُفَهَاءُ
الأحلام، يقولون: مِنْ خير قَولِ البَرِيَّة، يقرأون القرآن - وفي رواية:
يتلون كتاب الله رطبا، لاِ يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام.
ويدعون أهل الأوثان.
وفي رواية: يمرُقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السهم من الرمِيَّة، لئن
أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
وفي رواية عن أبي سعيد: يخرج في هذه الأمة - ولم يقل: منها - قوم
تحقرون صلاتكم مع صلاتهم.
وفي رواية: يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم.
وفي رواية: ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى
صيامهم بشيء، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم.
وفي رواية: يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم - أو حناجرهم - يمرُقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه فيتمادى في الفوقة، هل علق بها شيء من الدمِ، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أول مثل البَضْعة تدَرْدَرُ، يخرجون على حين
فُرْقَةٍ من الناس، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق.
قال أبو سعيد: فاشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتُمس
فوجد، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت.
وروى الطبراني عن جندب رضي الله عنه قال: لما فارقت الخوارج عليا
رضي الله عنه، فخرج في طلبهم، وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم.
وإذا لهم دوي كدوي النحل، من قراءة القرآن، وإذا فيهم أصحاب
الثفِنات، أو أصحاب البرانس.
أي لأنهم صارت لهم في وجوههم - من كثرة السجود - ثفنات البعير.
وهو - بالمثلثة والفاء محركة - ركبته وما مس من الأرض من كركرته.
فصار غليظا.
وكأن رئيسهم يقال له: ذو الثفنات. والله الموفق.
وروى ابن رجب عن عمر رضي الله عنه قال: إن أخوف ما أخاف
عليكم ثلاثة: منافق يقرأ القرآن، لا يخطىء منه واواً ولا ألفا، يجادل الناس
أنه أعلم منهم ليضلهم عن الهدى.
وذلةُ عالم. وأئمة مضلون.