الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل حامل القرآن
ولمسلم والترمذي والنَّسائي، وابن ماجة، عن أبي مسعود البدري رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، وأقدمهم قراءة - وفي رواية: للقرآن - فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سناً - وفي رواية: سِلْما -، ولا يؤمَّن الرجل الرجلَ في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه.
ولعبد بن حميد عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اجتمع ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم.
ولأبي عبيد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يؤم القوم أقرؤهم
لكتاب الله، وأقدمهم هجرة، فإن كانوا في ذلك سواء، فليؤمهم أحسنهم
وجهاً.
قال أبو عبيد: لا أراها إلا أرادت حسن السمت والهدى.
وللبخاري، وأبي داود وهذا لفظه، والنَّسائي، عن عمرو بن سلمة
رضي الله عنه قال: كنا بحاضر يمر بنا الناس إذا أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم -
فكانوا إذا رجعوا مروا بنا، فأخبرونا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا وكنت غلاماً حافظاً، فحفظتُ من ذلك قرآناً كثيراً، فانطلق أبو وافد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه، فعلمهم الصلاة وقال: يؤمكم أقرؤكم.
وفي رواية: لما أرادوا أن ينصرفوا، قالوا: يا رسول الله من يؤمنا؟.
قال: أكثركم جمعاً للقرآن - أو أخذا للقرآن -، فلم يكن أحد جمع ما جمعت، فقدَّمُوني وأنا غلام عليَّ شملة لي.
وفي رواية: فكنت أقرأهم لما كنت أحفظ، فقدَّمُوني، فكنت أؤمهم
وعليَّ بردة لي صغيرة صفراء.
وفي رواية: موصلة فيها فتق، فكنت إذا سجدت خرجت إستي.
وفي رواية: فكنت إذا سجدت تكشفَتْ عني، فقالت امرأة من النساء:
وَارُوا عنا عورة قارئكم، فاشتروا لي قميصاً عُمانِيَّا، فما فرحت بشيء - بعد الإسلام - فرحي به، فكنت أؤمهم وأنا ابن سبع سنين، أو ثماني سنين.
وفي رواية: ما شهدت مَجْمعاً من جَرْم إلا كنت إمامهم، (وكنت
أصلي على جنائزهم إلى يومي هذا.
وقريب من هذا: ما وقع لزيد بن ثابت رضي الله عنه.
قال شيخنا في "الإصابة في أسماء الصحابة"، وروى البخاري
تعليقاً، والبغوي وأبو يعلى موصولاً، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد.
عن أبيه رضي الله عنه قال: أتِي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك.
وقال: وقتل أبوه يوم بعاث، قبل الهجرة بخمس سنين، وله يومئذ
ست سنين. وسيأتي بقية ما يتم به هذا في سورة البقرة إن شاء الله تعالى.
وفي التبيان للنووي: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان القراء
أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومُشَاوَرته، كُهولاً وشُباناً. رواه
البخاري.
وفيه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننْزِل الناس منازلهم.
رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده.
قال الحاكم أبو عبد الله في "علوم الحديث ": هو حديث حسن
صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الله تبارك وتعالى قال: من آذى وليا، فقد آذنته بالحرب، رواه البخاري.
وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنَكم الله بشيء من ذمته.
وعن الإمامين الجليلين: أبي حنيفة والشافعي، قالا: إن لم يكن العلماء
أولياء الله، فليس لله ولي.
وقال الِإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي
وفقنا الله وإياك وجعلنا ممن يخشاه، ويتقيه حق تقاته -: أن لحوم العلماء
مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وإن من أطلق لسانه
في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) الآية. انتهى ما في التبيان.
ولأحمد، والترمذي وقال: حسن غريب، والطبراني في معاجمه الثلاث.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولفظه في الكبير: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة، لا يهولهم الفزع، ولا يفزعون حين يفزع الناس: رجل تعلم القرآن فقام به يطلب وجه الله وما عنده،
ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وما عنده.
ومملوك لم يمنعه رق الدنيا عن طاعة ربه.
وللبخاري وأصحاب السنن الأربعة، عن جابر رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ويقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير إلى أحدهما: قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم ".
وقال عبد الرزاق في جامعه: أخبرنا معمر وابن عيينة، عن أيوب، عن
حميد ابن هلال، أخبرني هشام بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: قتل
أبي يوم أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفروا وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الإثنين والثلاثة في قبر، وقدموا أكثرهم قرآنا، فكانا أبي ثالث ثلاثة، وكان أكثرهم قرآناً فَقدِّم.
وأخرجه أبو عبيد عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب به، ولفظه:
قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القَرْحَ يوم أحد، وقالوا: كيف تأمر بقتلانا؟.
قال: احفروا وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا في القبر الإثنين والثلاثة.
وقدموا أكثرهم قرآناً، فقدم أبي بين يدي اثنين.
وللشيخين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
ولفظ عبد بن حميد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِض الكتاب على جبريل عليه السلام في كل رمضان، فإذا أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي يَعْرِضُ فيها ما يَعْرِض، أصبح وهو أجودُ من الريح المرسلة، لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، فلما كان الشهر الذي تُوُفًيَ بَعْدَهُ، عرض عليه عرضتين.
وللشيخين عن عائشة رضي الله عنها في حديث الوفاة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أْسَرَّ إلى فاطمة رضي الله عنها ما أخبرت به بعد موته صلى الله عليه وسلم: أنه قال لها: إن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضه الآن مرتين، قال: وإني لا أرى الأجل إلا وقد اقترب، فاتقى الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك.
وللشيخين - وهذا لفظ مسلم - عن أنس رضي الله عنه، أن الله عز
وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو شامة: يعني عام وفاته، أو يوم وفاته، يريد: أيام مرضه كلها.
كما يقال: يوم الجمل، ويوم صفين.
وفي جامع الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمع الله في
هذا الكتاب علم الأولين، وعلم الآخرين، وعلم ما كان، وعلم ما يكون.
والعلم بالخالق جل جلاله في أمره وخلقه.