الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمع الصحابة رضي الله عنهم للقرآن
1 -
جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وروى البخاري، والترمذي، وأبو عبيد في الفضائل، وأبو بكر بن أبي
داود في كتاب المصاحف، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إليَّ
أبو بكر رضي الله عنه قتل أهل اليمامة، وعنده عمر رضي الله عنه، فقال
أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس -
وفي رواية: بقراء القرآن - وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن.
فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وأني لأرى: أن يجمع القرآن.
قال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه، حتى شرح الله لذلك
صدري، ورأيت الذي رأى عمر.
قال زيد بن ثابت: وعمر جالس عنده لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك
رجل عاقل شاب، ولا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه.
فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال، ما كان أثْقَلَ عليَّ مما أمرني به من
جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. فقال أبو بكر: هو - والله - خير. فلم أزل أراجعه، حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر.
وفي رواية: فلم يزل يراجعني في ذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
حتى شرح الله صدري، للذي شرح له صدرهما.
فقمت فتتبعت القرآن، أجمعه من الرقاع، والأكتاف والعُسُب.
واللَخَاف - يعني الخزف -، وقال أبو بكر بن أبي داود: اللخف واللخاف: الحجارة الرقاق - وقال: ومن الأضلاع، يعني: الأكتاف. وصدور الرجال، حتى وجدتِ من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت، أو أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مكتوبتين مع أحد غيره:(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)
فكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفاه الله، ثم عند عمر رضي الله عنه حتى توفاه الله رضي الله عنه، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
ولأبي بكر بن أبي شيبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استحر
القتل بالقراء يومئذ، فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن
الخطاب ولزيد ابن ثابت رضي الله عنهما: اقعدا على باب المسجد، فمن
جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
أي بشاهدين يشهدان أن الذي أتى به كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى إسحاق بن راهوية، وأحمد بن منيع، عن ابن عباس، عن
أبي بن كعب رضي الله عنهم قال: آخر ما نزل من القرآن (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) .
ورواه عبد الله بن أحمد بلفظ: آخر آية نزلت: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) الآية.
وتقدم في أوائل هذه الفضائل في آخر ما نزل غير هذا.
وروى عبد الله بن الِإمام أحمد، وعبد الله بن أبي داود، عن أبي بن
كعب رضي الله عنه، أنهم جمعوا القرآن في مصاحف - وقال ابن أبي داود:
في مصحف - في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وكان رجال يكتبون، ويملي
عليهم أُبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين، فلما انتهوا إلى هذه الآية من
سورة براءة (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127)
فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن فقال لهم أبي بن كعب رضي الله عنه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني آيتين: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) .
قال: هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فختم (الأمر) بما فتح الله به: بالله الذي لا إله إلا هو، وهو قوله
تبارك وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) .
وروى عبد الله بن الِإمام أحمد - أيضاً - والطبراني في الكبير، عن أبي
بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) الآية.
قال الهيثمي: وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ثقة سيء الحفظ.
وبقية رجاله ثقات.
وروى عبد الله بن الِإمام أحمد، وأبو بكر بن أبي داود، عن عباد بن
عبد الله ابن الزبير قال: أتى الحارث بن خزيمة رضي الله عنه بهاتين
الآيتين من آخر سورة براءة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى عمر بن
الخطاب، فقال: من معك على هذا؟. قال: لا أدري، والله إني لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها، فقال عمر رضي الله عنه: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لو كانت شت ثلاث آيات، لجعلتها سورة
على حدة، فانظروا أي سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعها في آخر
براءة.
وروى ابن أبي داود، عن عبد الرحمن بن يحيى بن حاطب، أن عثمان
رضي الله عنه قال: من كان عنده شيء من كتاب الله فليأتنا به، وكان لا
يقبل شيئاً من ذلك حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: