الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمثالها، لا أقول:"الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم
حرف.
معنى الحرف المقابل بالحسنة
قال أبو عمرو الداني في كتاب "العدد": إن هذا على حال صور الكَلِم
في الرسم، دون استقرارهن في اللفظ، ألا ترى أن صورة "الم" في الكتابة
ثلاثة أحرف، وهي في التلاوة تسعة أحرف، فلو كانت الكلمة إنما تعد
حروفها على حال استقرارها في اللفظ دون الرسم، لوجب أن يكون لقارىء
"الم" تسعون حسنة.
فلما قال: إنها ثلاثة أحرف، وإن لقارئها ثلاثين حسنة، لكل حرف
منها عشر حسنات، ثبت أن حروف الكلمة إنما تُعدُّ على حال صورهن في
الكتابة دون التلاوة، وأن الثواب جارٍ على ذلك.
قال: والكلمة هي الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات.
والحرف هو الشبهة.
قال: وأطول الكلم في كتاب الله، ما بلغ عشرة أحرف، نحو قوله:
"ليستخلفنهم " و "أنلزمكموها".
فأما قوله: "فأسقيناكموه" عشرة في الرسم، وأحد عشر في اللفظ.
وحروف الهجاء في الفواتح كلمات، لا حروف، لأن الحروف لا يسكت
عليه، ولا ينفرد وحده في السورة، وهذه الحروف مسكوت عليها، منفردة. انتهى
وهو مشكل، فإن العامل إنما يثاب على عمله، لا على عمل غيره.
فالقارىء إنما يثاب على تحريك أعضائه بالحرف، سواء كتب، أو لا، وكان
مما يكتب إذا كتب أو مما يسقط في الرسم.
والذي قاله، يلزم منه أن تعطل بعض الحروف التي ينطق بها، ويعملها
بلسانه، أو حلقه أو شفتيه، وهذا لا يرضاه أحد، فإن ثوابه على بعض عمله دون بعض تَحكُم.
والذي ئكشف به معنى الحديث: حمل الحرف على الكلمة، فلما كانت
"الم" مرسومة على صورة كلمة واحدة، بين الحديث أنها ثلاث كلمات، فإن
المنطوق به: إنما هو أسماء الحروف، في مسمياتها، وكل اسم منها كلمة، لا
شك في ذلك.
وهذا الذي ظهر لي، نقله شيخنا علامة الِإقراء شمس الدين الجزري
في آخر كتابه النشر، عن شيخه الحافظ عماد الدين ابن كثير، وارتضاه
ونصره، وذكر أن ابنْ مفلح ذكره في فروعه، عن شيخه أبي العباس