الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوب الاعتصام بالقرآن والسنة
ولأبي بكر بن أبي شيبة، وعبدِ بن حُميد في مسنديهما، عن زيد بن ثابت
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تسمكتم به لن تضلوا، الخليفتَيْن: كتاب الله، وعتْرَتِي، وأنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظر كيفِ تَخْلُفوُني فيهما.
وروى من أوجه كثيرة عن عِدة من الصحابة، رضي الله عنهم في
خطبة حَجة الوداع، أنه صلى الله عليه وسلم قال: وقد تركت فيكم أيها الناس ما إن اعتصمتم به، لن تضلوا، كتابَ الله وسُنَةَ نبيه.
وروى البزار بإسناد ضعيف، عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: إني
خَلَّفت فيكم شيئين لن تضلواِ بعدهما أبداً ما أخذتم بهما: كتاب الله وسُنَتي.
لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحَوْض.
ولأبي نعيم بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي تُوفًي فيه، ونحن في صلاة الغداة فقال: إني تركت فيكمِ كتابَ الله وسُنتي، فاستَنْطِقُوا القرآنَ بسنتي، فإنه لن تعمى أبصارُكم، ولن تزِلَّ أقدامكم ما أخذتم بهما.
واستتدل أبو نعيم بذلك على أنه أراد بقوله: وعِتْرتي، سنَتَهُ وبَيَانَهُ
للقرآن.
وعترته من أعلم الناس بأحواله وأفعاله، وأحكامه وسنته، فلذا حضَّ
على الاقتداء بهم، والأخذ عنهم.
ذكر ذلك ابن رجب، والدارمي، ومسلم، والنَّسائي، وعبد بن حميد
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فيناً خطيبا بماء يدعى خُمَّاً، بين مكةَ والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتِيَني رسولُ ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثَقَلَيْن، أولهما: كتاب الله، فيه الَهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به. فحثَّ على كتاب الله ورَغب فيه.
وفي رواية: قال: هو حَبْلُ الله، من استمسك به وأخذ به، كان على الهُدَى، ومَنْ أخطأه ضلَّ.
وفي رواية: من اتَّبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة.
ثم قال: وأهل بيتي، أذكِّرُكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرُكُمُ الله في أهل
قال الدارمي: ثلاث مرات.
ولأبي بكر الشافعي في الجزء السادس من "الفوائد الغِيلَانِيات" عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلَّفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتابَ الله، وسنتي، ولن يفترقا إلى يَرِدَا عليَّ الحوضَ.
ولمالكٍ في المُوطَأ - مُعْضلًا - قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تركت
فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابَ الله، وسنةَ رسوله.
وللطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تَعَلَّم كتاب الله، ثم اتبع ما فيه، هداه الله به من الضلالة في الدنيا، وَوَقَاهُ الله يوم القيامة سوءَ الحساب.
ولرَزِين وعبد الرزاق في جامعه عنه - أيضاً رضي الله عنه، أنه قال:
من اقتدى بكتاب الله، لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
ثم تلا هذه الآية: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) .
ولأبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي سُرَيْح الخُزَاعي رضي الله عنه قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟.
قالوا: نعم.
قال: فإن هذا القرآن سبب، طرَفُه بيد الله، وطَرَفُه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً.
ورواه عبد بن حميد، وابن حبان في صحيحه، كلاهما من طريقه.
ورواه أحمد بن منيع، عن أبي هريرة رضي الله عنه.