الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيفية نزول الوحي
روى البخاري في بدء الوحي، ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم والترمذي في المناقب، والنَّسائي في الصلاة، والبيهقي في الأسماء والصفات "، عن عائشة رضي الله عنها، أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم:
كيف يأتيك الوحي؟ ، قال: أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده
عليَّ، فينفصم عني، وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً
فيكلمني، فأعي ما يقول، قالت عائشة رضي الله عنها: لقد رأيته ينزل عليه
الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وأن جبينه ليتفصدُ عرقاً.
وسيأتي في سورة القيامة حديث ابن عباس رضي الله عنهما في شدة
الوحي.
والحكمة في جعل صوت الوحي كالصلصلة - والله أعلم - ما بين
صاحبي الصوتين: الوحي، والحديد، من الشّبه في البأس الشديد والمنافع
والثقل، والشدة والصلابة، والحدة والصفاء، والنفع والِإبانة، والقطع
والتأثير، دون التأثر، وغير ذلك مما يكشفه التدبر، والتأمل، والتفكر، مع ما فيه من تقريب إسماع كلام الله تعالى من غير حرف، بل ولا صوت.
وكذلك جاء في الحديث الآخر، الذي رواه البخاري، وأبو داود، عن
أبب هريرة، ومسلم عن ابن عباس، عن رجال من الصحابة رضي الله
عنهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء، سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا.
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق، ظهر له في وقع الحديد بعضُه على بعض فإنه أقوى من الوقع على الحجر.
ولما كان هذا الصوت للوحي، وكان الموحي واحداً لا شريك له، شرع
توحيد وحيه أيضاً، بهذا المظهر، تشريفاً له، ولئلا يلبس نوع لَبْس، ولو