الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الهيثمي: رجاله ثقات.
ورواه ابن أبي داود - كما قال النووي في التبيان - بإسنادين
صحيحين عن قتادة قال: كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن.
جمع أهله ودعا.
قال: وروى الدارمي بإسناده عن حميد الأعرج قال: من قرأ القرآن ثم
دعا أمَّن على دعائه أربعة آلاف ملك. انتهى.
إنزال القرآن من سبعة أبواب
ولأحمد والطبراني، وابن أبي داود في كتاب المصاحف، عن فلفلة
الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه.
فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا
الخبر!!.
فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة أحرف
- أو قال: حروف - وإن الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد.
قال الهيثمي: وفيه عثمان بن حسان العامري، ذكره ابن أبي حاتم ولم
يجرحه، ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. انتهى.
وحديث الأبواب هذا روى من أوجه كثيرة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده.
وكذا أبو يعلى الموصلى في مسنده، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه
والبيهقي في كتاب المدخل.
ومثله لا يقال بالرأي، فهو مرفوع حكما.
وفي بعض الطرق التصريح برفعه إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تفسير السبعة الأحرف: بزاجر وآمر، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال (1) .
ورواه الإمام أحمد عن ابن مسعود مختصراً.
(1) نقل الطحاوي عن أحمد بن أبي عمران أنه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد، لأنه محال أن يكون الحرف منها حراماً لا ما سواه، أو يكون حلالاً لا ما سواه، لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
قال أبو شامة: وعندي لهذا الأثر - أيضاً - تأويلان آخران:
أحدهما: ذكره أبو علي الأهوازي في كتاب "الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في كتاب "المقاطع": أن قوله "زاجر وآمر - إلى آخره - استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد، وهو السبعة.
وروى: زاجرا، وآمراً، بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرا للأبواب، لا للأحرف، أي هذا سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائناً من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال.
راجع: المرشد ص 108.
وعزاه شيخنا العلامة مقرىء زمانه شمس الدين محمد، بن محمد، بن
محمد ابن علي، بن الجزري، الدمشقي الشافعي، في أوائل كتابه "النشر
في القراءات العشر" إلى الطبراني، من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود: إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد، وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف:
حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وضرب أمثال، وأمر وزجر، فأحل حلاله، وحرم حرامه، واعمل بمحكمة، وقف عند متشابهه، واعتبر أمثاله، فإن كُلًا من عند الله وما يذكَّر إلا أولو الألباب.
وكذا أخرجه الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد عن الطبراني.
عن عمر بن أبي سلمة به، وقال: وفيه عمار بن مطر، وهو ضعيف جداً.
وقد وثقه بعضهم. انتهى.
وَقَد عَدَّ الحروف سبعاً، فلما سَبَّب عنها قوله:"فأحل حلاله" إلى آخره.
جعلها خمساً، فأسقط الأمر والنهي، لدخولهما في الحلال والحرام.
وذلك موافق لما رواه البيهقي في فضل القرآن من "الشُعب" عن أبي
هريرة رضي الله عنه بلفظ: نزل القرآن على خمسة أوجه: حلال وحرام.
ومحكم ومتشابه، وأمثال.
والمراد - والله أعلم - بالباب: الحسي. وبالحرف الواحد من الكتاب
الأول: اللغة التي هي الروايات في الألفاظ.
فتصير خاصة القرآن في هذا الحديث: نزوله من سبعة أبواب من
أبواب السماء. والمراد بالحروف التي فُصِّل إليها القرآن في هذا الحديث:
الوجوه المذكورة.
والمراد بها في الأحاديث الآتية: اللغات التي خص القرآن من بين
الكتب السالفة بجواز القراءة بها، على أنها (قراءة) ، لا ترجمة وتفسير.
تنبيها على عموم الدعوة، وشرف اللغة التي نزل بها واتساعها، والتخفيف
على أهلها.
قال الإِمام أبو جعفر بن جرير في مقدمة التفسير: كل كتاب تقدم نزوله
كتابنا فإنما نزل بلسان واحد، متى حُوِّل إلى غيره، كان ترجمة له وتفسيراً لا
تلاوة، وكتابنا أنزل بألسن سبعة، بأى واحد منها تلاه التالي، كان تالياً له
على ما أنزل الله، ولا يصير مترجماً له ولا مفسراً، حتى يتحول عن جميع
تلك الألسن السبعة إلى غيرها.
فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: كان الكتاب الأول ينزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف.