الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولأبي عبيد: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
النهي عن تلحين القرآن
وروى أبو عبيد، عن عِبْسٍ - وفي رواية: عابس - الغفاري رضي
الله عنه، أنه رأى الناس يخرجون في الطاعون. فقال: مَالِ هؤلاء؟. فقالوا: يفرون من الطاعون. فقال: يا طاعون خذني، فقالوا: تتمنى الموت، وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنين أحدكم الموت؟. قال: إني أُبادر خصالًا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتَخَوَّفَهُن على أمته: بَيعُ الحكم والاستخفافُ بالدم، وقطيعةٌ الرَّحِم، وقوماً يتخذون القرآن مَزَامِيرَ، يُقدِّمون أحدهم ليس بِأفْقِهِهِم ولا أفْضَلِهم، إلا ليغنيَهُم به غِنَاءً، وذكر خلتين أخريين.
ورواه أبو عبيد - أيضاً - في كتاب الغريب بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أشراط الساعة فقال: بَيْعُ الحكم، وقطيعةُ الرحم، والاستخفاف بالدم وكثرة الشُّرَط، وأن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء.
وذلك بعد أن حمل الأمر بتزيينه بالصوت على التحزين، على ما فسرته
الأحاديث الواردة فيه.
وروى النيسابوري في "مناقب مالك" - قال ابن رجب: بإسناده - عن
عبد الله بن مطرف بن يوسف الضبي، ومطرف بن عبد الله، قالا: سمعنا
مالكاً يقول: من قرأ بالتمطيط والتمديد والألحان، ضُرب ضرباً وجيعاً.
وحبس حتى يتوب من ذلك.
وإنما هؤلاء قوم رفعوا أنفسهم عن الغناء، فجعلوا كتاب الله يتغنَوْن
به، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا وإنهم لهذا أشد كراهية من الغناء
ولا أدري أي شيطان ألقي في أفواه الناس هذا.
وروى الإمام أحمد في ابن سيرين، أنه سئل عن هذه الأصوات
التي يقرأ بها، فقال: هو مُحْدَث.
ونص الإِمام أحمد على كراهة قراءة الألحان، وقال: يُحسّنه بصوته من
غير تكُلف.
وروى أبو عبيد - أيضاً - في الفضائل، وعبد الرحمن بن الحكم في
"فتوح مصر" عن مالك بن عبادة الغافقي أبو موسى، خادم رسول
الله صلى الله عليه وسلم، أنه سمع عطية بن عامر رضي الله عنه (يَقُصُّ) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مالك: إن صاحبكم هذا لغافل، أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال: عليكم بالقرآن، فإنكم
سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئاً فليحدث به،