الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحكى أبو الليث السمرقندي: أنه نزل بعضها بمكة وبعضها
بالمدينة.
ضابط المكي والمدني
وكل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي.
وكل ما نزل بعدها فهو مدني، ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم وقت نزوله في بلد أخرى.
قال الإمام برهان الدين الجعبري، المقرىء الشافعي، في كتابه
"حسن المدد في معرفة العدد": ولمعرفته طريقان: سماعي، وقياسي.
فالسماعي: ما وصل إلينا نزوله بإحداهما.
والقياسي: قال علقمة عن عبد الله: كلِ سورة فيها "يا أيها الناس "
فقط، بخلاف الحج، أو "كَلا" أو أولها حرف تهَجٍّ، سوى الزهراوين، والرعد في وجه، أو فيها قصة آدم عليه السلام، وإبليس أعاذنا الله منه - سوى الطولي - فهي مكية.
وكل سورة فيها "يا أيها الذين آمنوا" فقط، أو ذكر المنافقين فهي
مدنية.
وقال هشام بن عروة عن أبيه: كل سورة فيها قصص الأنبياء، والأمم
الخالية والعذاب، فهي مكية.
وكل سورة فيها فريضة، أو حد، مدنية.
رواه أبو داود عن عروة فقال: حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة.
عن أبيه قال: ما كان من حد، أو فريضة، فإنه أنزل بالمدينة، وما كان من
ذكر الأمم والعذاب، فإنه أنزل بمكة.
وروى الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نزل
المفصل بمكة فمكثنا حججاً نقرأ، لا ينزل غيره.
قال الهيثمي: وفيه خديج بن معاوية، وثقة أحمد وغيره، وضعفه
جماعة.
ولم يأت ما نزل في شيء من البلدين مرتباً في نسق واحد، لأن ترتيب
النزول كان باعتبار الحاجة والوقائع، ثم نسخه ترتيب المصحف العثماني
المنقول من المصحف التي استنسخها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، المنقول
من الرقاع المكتوبة بين يدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره، وعلى حسب ما أمر
بترتيبه كما أمره الله به سبحانه، حيث كان يقول - إذا أنزلت عليه الآية -:
ضعوها في سورة كذا بين آية كذا، والتي قبلها.
قال إمام القراء أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه: "البيان
عن اختلاف أئمة أهل الأمصار واتفاقهم في عدد آي القرآن ".
حدثنا فارس بن أحمد، فا أحمد بن. . . بنا أحمد بن عثمان. بنا
الفضل ابن شاذان، بنا إبراهيم بن موسى، أنا يزيد بن زُرَيْع، بنا سعيد.
عن قتادة قال: المدني: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا، وإنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ويا أيها النبي لم تحرم، وهل أتى على الإِنسان حين من الدهر، ولم يكن الذين كفروا، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله والفتح، مدني، وما بقي مكي.
وذكر أن من أول النحل إلى ذكره الهجرة مكي، وسائر ذلك مدني.
وذكر أن أول "الم أحسب الناس " إلى قوله: "وليعلمن المنافقين "
مدني وسائرها مكي.
وذكر أن الآيتين اللتين في إبراهيم: "الم تر إلى الذين بدلوا نعمة
الله " إلى قوله: "وبئس القرار" مدني، وسائرها مكي.
(ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) إلى هذه الآية: (حتى يأتي وعد الله)
مدني، وسائرها مكي.
وذكر في الأعراف (وهذه الآية) : (واسألهم عن القرية التي كانت
حاضرة البحر) مدنية.
وفي الحج: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقي
الشيطان في أمنيته " إلى قوله: "أو يأتيهم عذاب يوم عقيم " مكي.
حدثنا فارس بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد، نا أحمد بن عثمان، نا
الفضل نا أحمد بن يزيد، نا أبو كامل فضيل بن حُصَيْن ثنا حسان بن
إبراهيم، نا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول ما أنزل بمكة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، ثم ن والقلم، ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر، ثم تَبتْ يدا أبي لهب، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسمَ ربك الأعلى، ثم والليل إذا يغشى، ثم والفجر، ثم والضحى، ثم الم نشرح ثم والعصر، ثم والعاديات، ثم إنا أعطيناك الكوثر، ثم ألهاكم التكاثر، ثم أرأيت الذي يكُذب بالدين، ثم قل يا أيها الكافرون، ثم الم تر كيف فعل ربك، ثم قل أعوذ برب الفلق، ثم قل أعوذ برب الناس، ثم قل هو الله أحد، ثم والنَجْم إذا هوى، ثم عبس وتولى، ثم إنا أنزلناه، ثم والشمس وضحاها، ثم والسماء ذات البروج، ثم والتين
والزيتون، ثم لِإيلاف قريش، ثم القارعة، ثم لا أقسم بيوم القيامة، ثم
الهُمَزَة، ثم المرسلات، ثم ق والقرآن، ثم لا أقسم بهذا البلد، ثم والسماء
والطارق، ثم اقتربت الساعة، ثم ص والقرآن، ثم الأعراف، ثم الجن ثم
يس، ثم الفرقان، ثم الملائكة، ثم كهيعص، ثم طه، ثم الواقعة، ثم طسم
الشعراء، ثم طس النمل، ثم طسم القصص، ثم بني إسرائيل، ثم التاسعة
- يعني يونس - ثم هود، ثم يوسف، ثم الحجر، ثم الأنعام، ثم والصافات
ثم لقمان، ثم سبأ، ثم الزمر، ثم حم المؤمن، ثم حم السجدة، ثم حم
الزخرف ثم حم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ثم والذاريات، ثم هل
أتاك حديث الغاشية، ثم الكهف، ثم حم عسق، ثم إبراهيم، ثم الأنبياء.
ثم النحل أربعين آية، وبقيتها بالمدينة، ثم تنزيل السجدة، ثم إنا أرسلنا.
ثم والطور، ثم المؤمنون، ثم تبارك الذي بيده الملك، ثم الحاقة، ثم سأل
سائل، ثم عم يتساءلون ثم والنازعات، ثم إذا السماء انفطرت، ثم إذا
السماء انشقت، ثم الروم، ثم العنكبوت، ثم ويل للمطففين.
فذلك ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم بمكة، خمس وثمانون سورة إلا من سورة النحل، فإنه نزل بمكة أربعون آية، وبقيتها بالمدينة.
وما أنزل بالمدينة، ثمان وعشرون سورة، سوى سورة النحل، فإنه
أنزل بمكة من سورة النحل أربعون آية، وبقيتها بالمدينة.
وأنزل عليه بعد ما قدم المدينة: سورة البقرة، ثم آل عمران، ثم
الأنفال ثم الأحزاب، ثم المائدة، ثم المُمْتَحَنَة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت.
ثم الحديد ثم سورة محمد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم هل أتى على الِإنسان.
ثم سورة النساء القصرى، ثم لم يكن الذين كفروا، ثم الحشر، ثم إذا
جاء نصر الله والفتح، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم
الحجرات، ثم يا أيها النبي لم تحرم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم سبح
الحواريون، ثم إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ثم التوبة، خاتمة القرآن.
فذلك ثمان وعشرون سورة.
وآخر آية أنزلت: (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم) .
هكذا عد المطففين في المكي، وسيأتي ما يرده.
وقال البيهقي في دلائل النبوة: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني
أبو محمد زياد العبدلي، ثنا محمد بن إسحاق، نا يعقوب بن إبراهيم
الذَوْرَقِي نا أحمد بن نصر بن مالك الفراحي، نا علي بن الحسين بن واقد.
عن أبيه، حدثني يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قال:
(أول) ما أنزل الله من القرآن بمكة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق ".
فذكره على ترتيبه، غير أنه عطف الكل بالواو، لا بـ ثم.
ولما قال: حم المؤمن، خالف الترتيب، فقال: حم الدخان، وحم
السجدة وحم عسق، وحم الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات.
والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء.
والمؤمنون، والم السجدة، والطور وتبارك الذي بيده الملك، والحاقة، وسأل
سائل، وعم يتساءلون، والنازعات، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء
انفطرت، والروم والعنكبوت.
وقال: وما أنزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة.
فساقه كما رتب في رواية أبي عمرو، ولم يخالفه إلا في ذكر المطففين
فيما نزل بالمدينة، كما هو أقرب وأصوب.
وقد ورد به حديث أخرجه ابن ماجة، وابن حبان (في صحيحه) .
والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا أخبثَ الناس كيلاً، فأنزل الله تعالى:"ويل للمطففين" فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
ولما وصل إلى التحريم، خالفه في الترتيب، مع أنه لا يعطف إلا
بالواو، فقال: والصف، والجمعة، والتغابنُ، والفتح، وبراءة.
وأسقط ذكر الفاتحة والأعراف ومريم، مما نزل بمكة، فنبه عليه
البيهقي، ثم ساق سنده إلى مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
إن أول ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: (من القرآن) اقرأ باسم ربك.
فذكر معنى هذا الحديث، وذكر السورة التي سقطت من الرواية الأولى
في ذكر ما نزل بمكة، وقال: ولهذا الحديث شاهد في تفسير مقاتل، وغيره
من أهل التفسير.
وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "الفضائل ": حدثنا
عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت
بالمدينة سورة البقرة.
فذكر ما تقدم، لكنه رتبه على ترتيب المصحف، وأسقط الرعد
والحجرات والرحمن والجمعة، والمنافقون والإنسان.
فلا أدري، أأسقطها الكاتب، أو هي ساقطة من الرواية.
وزاد الفجر، والليل إذا يغشى، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، فذكرها في
المدني.
وقال الإمام أبو عمرو الداني: حدثنا خلف بن إبراهيم، نا أحمد بن
محمد ثنا علي بن عبد العزيز، نا القاسم بن سلام، نا هشيم، ثنا أبو بشر.
عن سعيد ابن جبير، في قوله عز وجل: (ولقد ءاتيناك سبعاً من
المثاني) قال: هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء.
والمائدة، والأنعام، والأ عراف، ويونس.