الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثَّامِنُ: الوِجَادَةُ
قوله:
548 -
ثُّمَ الوِجَادَةُ وَتِلْكَ مَصْدَرْ
…
وَجَدْتُهُ مُوَلَّداً لِيَظْهَرْ
549 -
تَغَايُرُ الْمَعْنَى، وَذَاكَ أَنْ تَجِدْ
…
بِخَطِّ مَنْ عَاصَرْتَ أَوْ قَبْلُ عُهِدْ
550 -
مَا لَمْ يُحَدِّثْكَ بِهِ وَلَمْ يُجِزْ
…
فَقُلْ: بِخَطِّهِ وَجَدْتُ، وَاحْتَرِزْ
551 -
إِنْ لَمْ تَثِقْ بِالْخَطِّ قُلْ: وَجَدْتُ
…
عَنْهُ، أَوْ اذْكُرْ (قِيْلَ) أَوْ (ظَنَنْتُ)
الشرح: الطريق الثامنة من طُرق أخذ الحديث ونقله: الوجادة بكسر الواو، وبعده جيم، فألف، فدال مهملة، فهاء تأنيث، مصدر [106 - ب] مُوَلّد لـ «وَجَدَ، يَجد» ، وعن المعافى بن زكريا النَّهْرَواني: أن المولَّدين فَرَّعوا قولهم: «وجادة» فيما أُخذ من العلم من صحيفة، من غير سماع، ولا إجازة، ولا مناولة، من تفريق العرب بين مصادر «وَجَدَ» للتمييز بين المعاني المختلفة.
قال ابن الصلاح: يعني قولهم: وَجَدَ ضالتَهُ وِجْدَاناً، ومطلوبَهُ وجوداً، وفي الغضب مَوْجِدَةً، وفي الغِنَى: وجداً، وفي الحب: وَجْداً. وفيه بحث (ن) استوفاه في (ش)(1).
وقوله: «وذاك» (خ) يعني أن الوجادة: أن تجد بخط من عَاصَرْتَهُ لقيته أو لم
(1)(1/ 457).
تلقه، أو لم تعاصِرْه بل كان قبلك، أحاديث يرويها أو غير ذلك مما لم تسمعه منه، ولم يُجِزْهُ لك، فلك أن تقول: وجدتُ بخط فلان أخبرنا فلان، وتسوق الإسناد والمتن، أو ما وجدته بخطه ونحو ذلك، هذا إذا وثق بخطه، فإن لم يثق فليحترز عن جزم العبارة فيقول: بَلَغني عن فلان، أو وجدتُ عنه، أو وجدت بخط قيل إنه خط فلان، ونحوه من العبارات المفصحة بالمستَنَد في كونه خَطِّه.
وقوله:
552 -
وَكُلُّهُ مُنْقَطِعٌ، وَالأَوَّلُ
…
قَدْ شِيْبَ وَصْلاً مَا، وَقَدْ تَسَهَّلُوْا
553 -
فيْهِ (بِعَنْ)، قالَ: وَهَذَا دُلْسَهْ
…
تَقْبُحُ إِنْ أَوْهَمَ أَنَّ نَفْسَهْ
554 -
حَدَّثَهُ بِهِ، وَبَعْضٌ أَدَّى
…
(حَدَّثَنَا)، (أَخْبَرَنَا) وَرُدَّا [107 - أ]
555 -
وَقِيْلَ: فِي الْعَمَلِ إِنَّ الْمُعْظَمَا
…
لَمْ يَرَهُ، وَبالْوُجُوْبِ جَزَمَا
556 -
بَعْضُ الْمَحُقِّقِيْنَ وَهْوَ الأَصْوَبُ
…
وَ (لاِبْنِ إِدْرِيْسَ) الْجَوَازَ نَسَبُوْا
الشرح: يعني أن كل ما ذُكر مِن الرواية بالوجادة منقطع، سواءً وثق بأنه خط من وجده عنه أم لا.
وقوله: «والأول» (خ) يعني: أن الأول وهو ما إذا وثق بأنه خَطُّهُ أخذ شوباً من الاتصال، بقوله: وجدت بخط فلان.
وقوله: «وقد تسهلوا» (خ) يعني أنه تسهل من أتى بلفظ «عن فلانٍ» في موضع الوجادة.
قال ابن الصلاح: وذلك تدليسٌ قبيح إذا كان بحيث يوهم سماعه منه.
فقوله: «أنَّ نفسه» (خ) يعني نفس من وجد ذلك بخطه حدثه به.
وقوله: «وبعض» (خ) يعني: أن بعضهم جازف فأطلق في الوجادة حدثنا وأخبرنا، فانتُقِد عليه ذلك.
وقوله: «وقيل: في العمل» (خ) يعني: أن العمل بالوجادة لم يره المعظم من المحدثين والفقهاء من المالكية وغيرهم هكذا حكاه عياض في «الإلماع» .
وقوله: «وبالوجوب» (خ) يعني: أن بعض المحققين من أصحاب الشافعي في أصول الفقه جزموا بوجوب العمل بها عند حصول الثقة به، هكذا نقل ابنُ الصلاح عنهم.
وقوله: «ولابن إدريس» (خ) يعني أن محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه حُكِيَ عنه جواز العمل بها، وهو الذي نصره الجويني، واختاره غيره من المحققين كما قررنا.
وقوله: [107 - ب]
557 -
وَإِنْ يَكُنْ بِغَيْرِ خَطّهِ فَقُلْ:
…
(قالَ) وَنَحْوَهَا، وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ
558 -
بِالنُّسْخَةِ الْوُثُوْقُ قُلْ: (بَلَغَنِيْ)
…
وَالْجَزْمُ يُرْجَى حِلُّهُ لِلْفَطِن
الشرح: يعني أنك إذا نقلت شيئاً من كتاب مصنِّف، فإن كانت بخط المصنف ووثقت بأنه خطه، فقل: وجدت بخط فلان واحك كلامه كما تقدم، وإن كانت بغير خطه فإن وثقت بصحة النسخة، بأن قابلها المصنف، أو وثقه غيره بالأصل، أو بفرع مقابَل، فقل: قال فلان، أو ذَكَر، ونحوه من ألفاظ
الجزم، وإن لم تَثِق فَقُل: بلغني عن فلانٍ ونحوه مما لا جَزْم فيه.
وقوله: «والجزم» (خ) قال ابن الصلاح: إن كان المطالع عالماً فَطِناً لا يخفَى عليه مواضع الإسقاط غالباً والسقط، رجونا أن يُطْلِقَ اللفظ الجازم فيما يحكيه من ذلك، واستروح إليه الكثير من المصنفين فيما نقلوه من كُتُبِ الناس والعلم عند الله تعالى.