الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رِوَايَةُ الأَقْرَانِ
قوله:
833 -
والقُرَنَا مَنِ اسْتَوَوْا في السَّنَدِ
…
والسِّنِّ غَالِباً وقِسْمَينِ اعْدُد
834 -
مُدَبَّجاً وَهْوَ إِذَا كُلٌّ أخَذْ
…
عَنْ آخَرٍ وغيرَهُ انْفِرادُ فَذْ
الشرح: هذا النوع يعرف برواية الأقران، وهم: المتقاربون في السِّنِّ والإسناد غالباً، ورُبَّما اكتفى الحاكمُ فيه بالإسناد دون السن.
فقوله: «غالباً» يتعلق بالسن فقط.
وقوله: «وقسمين» (خ) يعني أن هذا النوع قسمان:
أحدهما: المُدَبَّج: بضم الميم، وفتح الدال، وتشديد الموحدة، وبعده جيم.
وضابطه: أن يروي كلٌّ من الفريقين عن الآخر، كرواية عائشة عن أبي هريرة، وهو عنها. وكرواية الزهري عن أبي الزبير، وهو عنه. ورواية مالك عن الأوزاعي، وهو عنه. ورواية أحمد عن ابن المديني، وهو عنه.
وقوله: «مدبَّجاً» بذلك سماه الدارقطني [141 - ب]، وجمع فيه كتاباً في مجلد.
والثاني: ما ليس بمدبج، وهو أن يروي أحدهما عن صاحبه، ولا يروي الآخر عنه فيما يُعلم، كرواية سليمان التيمي عن مسعر. قال الحاكم: ولا
أحفظ رواية مسعر عن سليمان.
وقد يجتمع جماعة من الأقران في حديث واحد، كالحديث في «مسند أحمد» عن ابن ابي خيثمة زُهير بن حرب، عن يحيى بن معين، عن علي بن المديني، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوَفْرَة، فأَحمد والأربعة فوقه خمستهم أقران.
فقوله: «مدبجاً» بالنصب بدلاً من قِسْمَين.
وقوله: «وغيَره» بالنصب عطفاً على «مدبجاً» ، أي: واعدُد ذلك قسمين: مدبجاً وغيره.
وقوله: «انفراد» خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو انفراد «فَذ» .
قلت: و «فذ» بالفاء، والذال المعجمة، أي: انفراد أحد القَرِينين عن الآخر.