الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتفق والمفترق
قوله:
926 -
وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ
…
مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
927 -
لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ
…
نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّة
الشرح: من أنواع الحديث «المتفق والمفترق» ، وهو: ما اتفق خطَّه ولفظُه، وافترق مسمياته. وأفرده الخطيب بمؤلَّف نفيس فاتَه فيه بعض تراجم.
وهو أقسام ثمانية:
الأول: من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم [163 - ب] كالخليل بن أحمد ستة، ذكر الخطيب منهم اسمين فقط أولهم شيخ سيبويه، وهو أبو عبد الرحمن الأزدي البصري النحوي، صاحب العَرُوض، وأول من استخرجه، وصاحب كتاب «العين» في اللُّغة. روى عن عاصم الأحول وجماعة. وثقه ابن حبان في «الثقات» . وهو أول من سُمي في الإسلام أحمد بن الخليل بن أحمد (1).
قال المبرِّد: فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل أحمد.
قال شيخنا: واعترض عليه بأبي السفر سعيد بن أحمد فإنه أقدم، وأجيب
(1) كذا وقعت العبارة وفيها خطأ ظاهر.
بأن أكثر أهل العلم يقولون فيه «محمد» ، وقاله بن معين:«أحمد» .
والثاني: الخليل بن أحمد المزني، أبو بشر بصري، يروي عن المستنير بن أخضر، روى عنه محمد بن أبي سمينة، والمسندي عبد الله بن محمد، وغيرهما، ذكره أيضاً ابنُ حبان في «الثقات» .
والثالث: الخليل بن أحمد، بصري أيضاً، يروي عن عكرمة، ذكره الهروي أبو الفضل في «مشتبه أسماء المحدثين» فيما حكاه صاحب «التلقيح» ابن الجوزي عن خط شيخه عبد الوهاب الأنماطي عنه.
قال شيخنا (ن)(1): وأخشى أن يكون هذا النَّحْوي؛ فإنه روي عن غير واحدٍ من التابعين.
والرابع: أبو سعيد السِّجْزي الفقيه الحنفي، قاضي سَمَرْقند، حدث عن البغوي، وسمع منه الحاكم.
والخامس: أبو سعيد البُستي القاضي المهلَّبي، حدث عنه البيهقي.
والسادس: الفقيه أبو سعيد الشافعي، ذكره الحُميدي في «الجذوة» ، وابن بشكوال في «الصلة» ، وقال: قَدِمَ [164 - أ] الأندلس من العراق في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وروى عن أبي محمد بن النحاس بمصر، وأبي حامد الإسفرائيني، وابن القصار، والجوهري أبي القاسم [ذكره الخولاني](2)، وقال: كان أديباً نبيلاً ثبتاً صدوقاً، وذكر عنه بسنده إلى أبي بكر الهذلي، قال: سمعت
(1)(2/ 260).
(2)
زيادة من «الصلة» .
الزهري يتمثل بهذين البيتين:
النفس هاربة والموت يطلبها
…
وكل عثرة رجل عندها زللُ
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه
…
والقبر وارث ما يسعى له الرجل
انتهى.
قال شيخنا: ووهم ابن الصلاح فأدخل الخليل بن محمد الأصبهاني، وزعم أنه ابن أحمد تبعاً لابن الجوزي، وأبي الفضل الهروي، فلذلك أسقطه (ن)، وجعل مكانه في (ش)(1) البصري الراوي عن عكرمة، وزاد (ن)، علي بن الصلاح في (ش) وهم (2): البغدادي، والشاعر المصري (3)، والجوسقي الصرصري.
وقوله:
928 -
وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَدُّهُ
…
حَمْدَانُ هُمْ أَرْبَعَةٌ تَعُدُّهُ
الشرح: من القسم الثاني، وهو: من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم، مثل أحمد بن جعفر بن حمدان، وهم أربعة متعاصرون، كلٌّ منهم يروي عن من اسمه عبد الله.
الأول: القطيعي أبو بكر، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل «المسند» .
والثاني: أبو بكر السَّقَطي، عن عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقي، وجاوز المائة.
(1)(2/ 261).
(2)
أي: والذين زادهم هم
…
(3)
في الأصل: البصري. خطأ، والتصحيح من المصدر.
والثالث: الدِّيْنَوَري، عن عبد الله بن محمد بن سنان.
والرابع: الطَّرَسوسي، عن عبد الله بن جبير (1) الطَّرَسوسي.
وقوله: [164 - ب]
929 -
وَلَهُمُ الجَوْنيْ أَبُوْ عِمْرانَا
…
اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا
الشرح: القسم الثالث من اتفق (2) كنيتهم ونسبتهم دون الاسم، مثل: أبي عمران الجوني اثنان:
عبد الملك التابعي البصري المشهور. وأبو عمران موسى بن سهل البصري، متأخر الطبقة سكن بغداد، و «بغدان» بالنون لغة فيه.
وقوله:
930 -
كَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
…
هُمَا مِنَ الأَنْصَارِ ذُوْ اشْتِبَاه
الشرح: القسم الرابع من اتفقت أسماؤهم، وأسماء آبائهم، ونسبتهم.
مثل: محمد بن عبد الله الأنصاري، رجلان متقاربان في الطبقة، وهما: القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك من شيوخ البخاري، وصاحب الجزء المشهور.
وأبو سلمة محمد، ضعفه العقيلي، والحاكم، وابن حبان، وغيرهم، وجاوز المائة.
(1) في المصدر: جابر.
(2)
كذا.
وقوله:
931 -
ثُمَّ أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَهُمْ
…
ثَلَاثَةٌ قَدْ بَيَّنُوا مَحَلَّهُمْ
الشرح: القسم الخامس: من اتفقت كناهم، وأسماء آبائهم، وهم: أبو بكر بن عياش ثلاثة:
الأول: ابن سالم الأسدي المقري، راوي قراءة عاصم.
والثاني: الحمصي، ولم يوثق.
والثالث: السُّلَمي، واسمه حسين، يروي عن جعفر بن بُرْقَان، وكان فاضلاً أديباً، وصنف في غريب الحديث.
وقوله:
932 -
وَصَالِحٌ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ
…
ابْنُ أبي صَالِحٍ أتْبَاعُهُمْ
الشرح: القسم السادس عكس الذي قبله: أن تتفق أسماؤهم وكنى [165 - أ] آبائهم، مثل صالح بن أبي صالح، وهم أربعة:
الأول: مولى التوأمة، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وأنس، وغيرهم من الصحابة، واختلف في الاحتجاج به.
والثاني: ابن السمان، يروي عن أنس، روى له (م) و (ت)(1) حديثاً واحداً.
والثالث: السدوسي، يروي عن عائشة.
(1) أي: مسلم والترمذي.
والرابع: مولى عمرو بن حُريث، يروي عن أبي هريرة، وذكر له (ت) حديثاً، ضعفه ابن معين، وجهله (ن)(1).
وقوله:
933 -
وَمِنْهُ مَا فِي اسْمٍ فَقَطْ وَيُشْكِلُ
…
كَنَحْوِ حَمَّادٍ إذَا مَا يُهْمَلُ
934 -
فَإِنْ يَكُ ابْنُ حَرْبٍ اوْ عَارِمُ قَدْ
…
أَأطْلَقَهُ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ أَوْ وَرَدْ
935 -
عَنِ التَّبُوْذَكِيِّ أَوْ عَفَّانِ
…
أَوْ ابْنِ مِنْهَالٍ فَذَاكَ الثَّانِي
الشرح: القسم السابع: من اتفق في الاسم والكنية، وافترق عند الإطلاق، فمثاله في الاسم أن يطلق في الإسناد «حماد» من غير أن يُنسب، هل هو ابن زيد أو ابن سلمة؟ ويتميز ذلك بحسب من أَطْلَقَ الرواية عنه، فإن كان الذي أطلق الرواية عنه سُليمان بن حرب أو عارم فهو: ابن زيد، وإن كان أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي فهو ابن سلمة، وكذا إن أطلقه عفان لرواية الذهلي محمد بن يحيى عن عفان أنه قال: إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم أنسبه فهو ابن سلمة.
وكذا إذا أطلق ذلك حجَّاج بن منهال، فالمراد: ابن سلمة.
وقوله: «فذاك الثاني» يعني به حماد بن سلمة، وقيل له الثاني، يعني: في الذِّكر، لتقدم ابن زيد عليه قبله، وإلا فابن سلمة أقدم وفاةً من ابن زيد والتبوذكي [165 - ب].
(1) أي: النسائي.
وقوله:
936 -
وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كالْحَنَفِي
…
قَبِيْلاً اوْ مَذْهَباً او باليا صِف
الشرح: القسم الثامن منه (1): أن يتفقا في النسبة خاصة، وهو كثير، ولمحمد بن طاهر المقدسي في هذا القسم تصنيفٌ حسن، مثل: الحنفي والحنفي، فاللفظ واحد، وأحدهما منسوب إلى القبيلة، وهم بنو حنيفة، منهم: أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد، وأخوه أبو علي عبيد الله، أخرج لهما الشيخان.
والثاني: منسوب إلى مذهب أبي حنيفة.
وقوله: «أو بالياء صف» يعني: إذا نَسَبْتَ إلى المذهب فزد ياءً، فقل «حنيفي» ، تفرقةً بين المذهب والقبيلة، وعلى هذا جماعة من المحدثين، ومنهم محمد بن طاهر المقدسي.
قال ابن الصلاح: ولم أجد ذلك عن أحدٍ من النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري نص عليه في «الكافي» .
(1) في الأصل: من.