الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب ذَهَاب الصَّالِحِينَ
.
(باب: ذهاب الصالحين) بفتحَ الذال المعجمة، أي: بالموت.
(ويقال: الذهاب) أي: بالكسر (المطر) وهو ساقط من نسخة.
6434 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ، قَال: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالةٌ كَحُفَالةِ الشَّعِيرِ، أَو التَّمْرِ، لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالةً" قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "يُقَالُ حُفَالةٌ وَحُثَالةٌ".
[انظر: 4156 - فتح: 11/ 251].
(عن بيان) أي: [ابن بشر] الأحمسي. (عن مرداس) بكسر الميم أي: ابن مالك.
(حفالة) بضم المهملة، وبفاء: الرديء، من كل شيء (قال أبو عبد اللَّه: يقال: حفالة وحثالة) ساقط من نسخة. ومرَّ الحديث في المغازي (1).
10 - بَابُ مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ المَالِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15].
(باب: ما يتقى) بالبناء للمفعول. (من فتنة المال) هي الالتهاء به.
و (قوله تعالى) عطف على (ما يتقى).
6435 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ".
[انظر: 2886 - فتح: 11/ 253].
(1) سبق برقم (4156) كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية.
(أبو بكر) أي: ابن عياش. (عن أبي حصين) هو عثمان بن عاصم. (تعس) أي: سقط والمراد: هلك أو بعد عن الخير. (عبد الدينار) أي: خادمه والحريص على جمعه. (والقطيفة) هي دثار له خمل. (والخميصة) هي كساء أسود مربع. ومرَّ الحديث في الجهاد (1).
6436 -
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ".
[انظر: 6437 - مسلم: 1049 - فتح: 11/ 253].
(ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) كناية عن الموت لاستلزامه الامتلاء كأنه قال: لا يشبع من الدنيا حتى يموت، وفيه تقرير لسابقه كأنه قيل: ولا يشبع من خلق من التراب إلا بالتراب.
6437 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَال: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ" قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: "فَلَا أَدْرِي مِنَ القُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا"، قَال: وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى المِنْبَرِ.
[انظر: 6436 - مسلم: 1049 - فتح: 11/ 253].
(محمد) أي: ابن المثنى. (مخلد) أي: ابن يزيد.
(على المنبر) أي: بمكة المشرفة.
6438 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الغَسِيلِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَال: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَلَى المِنْبَرِ بِمَكَّةَ فِي خُطْبَتِهِ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ".
[فتح: 11/ 253].
(1) سبق برقم (2886) كتاب: الجهاد، باب: الحراسة في الغزو في سبيل اللَّه.
(أبو نعيم) هو الفضل بن دكين.
(ملأ) بفتح الميم وسكون اللام وبالهمز منونًا، وفي نسخة:"ملأن".
6439 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَال: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ".
[مسلم: 1048 - فتح: 11/ 253].
(ولن يملأ فاه إلا التراب) عبَّر في الرواية الأولى، والثالثة: بالجوف، وفي الثانية: بالعين وفي هذه بالفم، وعبر غيره في رواية: بالبطن، وفي أخرى: بالنفس (1)، قال شيخنا: نسبة الامتلاء للجوف والبطن واضحة، وإلى النفس باعتبار أنه عبر بها عن الذات وأراد بها البطن من إطلاق الكل على البعض، وإلى الفم باعتبار أنه طريق الوصول إلى الجوف، وإلى العين باعتبار أنها الأصل في الطلب؛ لأنه يرى بها ما يعجبه فيطلبه ليحوزه (2).
6440 -
وَقَال لَنَا أَبُو الوَلِيدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ، قَال: "كُنَّا نَرَى هَذَا مِنَ القُرْآنِ، حَتَّى نَزَلَتْ:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1][فتح: 11/ 253].
(كنا نرى) أي: نعتقد (هذا) أي: الحديث. (حتى نزلت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}) أي: السورة التي هي متضمنة معنى الحديث في ما
(1) رواه مسلم برقم (1046) كتاب: الزكاة، باب: كراهية الحرص على الدنيا.
والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 270 (10275) باب: في الزهد وقصر الأمل.
(2)
"فتح الباري" 11/ 255.