الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: في التحريم، أو في الإبعاد إذ اللعن تبعيد من رحمة اللَّه. والقتل تبعيد من الحياة الحسية، ومر الحديث في الأدب (1).
8 - بَابُ لَا يَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَهَلْ يَقُولُ أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ
؟
(باب: لا يقول) أي: الشخص. (ما شاء اللَّه وشئت) بفتح التاء وضمها؛ لأن فيه تشريكًا في المشيئة مع أنها مختصة في الحقيقة بالله تعالى. (وهل يقول: أنا باللَّه ثم بك؟) جواب الاستفهام محذوف أي: نعم لانتفاء التشريك، ومثله ما شاء اللَّه ثم شئت.
6653 -
وَقَال عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقَال: تَقَطَّعَتْ بِيَ الحِبَالُ، فَلَا بَلاغَ لِي إلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ". فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
[انظر: 3464 - مسلم: 2964 - فتح: 11/ 540]
(الحبال) بمهملة أي: الأسباب، وفي نسخة: بالجيم، ومرَّ الحديث في بني إسرائيل (2).
9 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109]
وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: قَال أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ فِي الرُّؤْيَا، قَال:"لَا تُقْسِمْ".
[انظر: 7046]
(باب: قول اللَّه تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}) أي: حلف المنافقون باللَّه وهو جهد اليمين؛ لأنهم بذلوا فيها مجهودهم. (في
(1) سبق برقم (6047) كتاب: الأدب، باب: ما ينهى به السباب واللعن.
(2)
سبق برقم (3464) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أبرص وأعمى وأقرع.
الرؤيا) أي: في تعبيرها. (لا تقسم) قال الكرماني ما حاصله: لا منافاة بين هذا وبين أمره صلى الله عليه وسلم بإبرار القسم؛ لأن ذاك محله عند عدم المانع وهذا كان له صلى الله عليه وسلم فيه مانع (1)، وقيل: كان في بيانه مفاسد، وسيأتي إيضاحه في التعبير (2).
6654 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ البَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاويَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَال:"أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِبْرَارِ المُقْسِمِ".
[انظر: 1239 - مسلم: 2066 - فتح 11/ 541]
(قبيصة) أي: ابن عقبة. (سفيان) أي: الثوري.
(بإبرار المقسم) بكسر السين أي: الحالف، وبفتحها بمعنى: القسم فهو مصدر.
6655 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ: عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَعْدٌ، وَأُبَيٌّ، أَنَّ ابْنِي قَدْ احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا، فَأَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلامَ وَيَقُولُ:"إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَتَحْتَسِبْ" فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَعَدَ رُفِعَ إِلَيْهِ، فَأَقْعَدَهُ فِي حَجْرِهِ، وَنَفْسُ الصَّبِيِّ جُئِّثُ، فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَال سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَال: "هَذِهِ رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
[انظر: 1284 - مسلم: 923 - فتح 11/ 541]
(1)"البخاري بشرح الكرماني" 23/ 109.
(2)
سيأتي برقم (7046) كتاب: التعبير، باب: من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب.
(أن ابنة) هي زينب. (وسعد) أي: ابن عبادة. (تقعقع) بحذف إحدى التاءين أي: تتقعقع بمعنى: تضطرب.
6656 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَال: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا يَمُوتُ لِأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ تَمَسُّهُ النَّارُ، إلا تَحِلَّةَ القَسَمِ".
[انظر: 1251 - مسلم: 2632 - فتح 11/ 541]
(إسماعيل) أي: ابن أبي أويس.
(إلا تحلة القسم) أي: تحليله، والمراد بالقسم: ما هو مقدر في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا} [مريم: 71] أي: والله ما منكم، والمستثنى منه قوله: تمسه النار؛ لأنه في حكم البدل من (لا يموت) أي: لا تمس النار من مات له ثلاثة إلا بقدر الورود.
6657 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وَأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ".
[انظر: 4918 - مسلم: 2853 - فتح 11/ 541]
(كل ضعيف) أي: فقير. (متضعف) بكسر العين أي: متواضع، وبفتحها: أي: الذي يحتقره الناس؛ لضعف حاله في الدنيا. (جواظ) أي: غليظ. (عتل) أي: شديد الخصومة. (مستكبر) أي: متكبر عن الحق، وأحاديث الباب أربعة مرَّ أولها: في الجنائز والمظالم وغيرهما (1)، وثانيها (2) وثالثها: في الجنائز (3)،، ورابعها: في تفسير
(1) سبق برقم (1239) كتاب: الجنائز، باب: الأمر بإتباع الجنائز. وبرقم (2445) كتاب: المظالم، باب: نصر المظلوم.
(2)
سبق برقم (1284) كتاب: الجنائز، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه".
(3)
سبق برقم (1251) كتاب: الجنائز، باب: فضل من مات له ولد فاحتسب.