الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى".
[انظر: 1472 - مسلم: 1053 - فتح: 11/ 258].
(سفيان) أي: ابن عيينة.
(وربما قال سفيان: قال لي) أي: النبي صلى الله عليه وسلم (يا حكيم) فالقائل قال لي: هو حكيم لا سفيان؛ لأن سفيان لم يدرك حكيمًا. ومرَّ الحديث في الزكاة في باب: الاستعفاف (1).
12 - بَابُ مَا قَدَّمَ مِنْ مَالِهِ فَهُوَ لَهُ
(باب: ما قدم) أي: [المكلف](2) المسلم. (من ماله) في وجوه الخير. (فهو) خير (له) أي: عند اللَّه.
6442 -
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَال: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَال عَبْدُ اللَّهِ: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إلا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَال:"فَإِنَّ مَالهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ".
[فتح: 11/ 260].
(عبد اللَّه) أي: ابن مسعود. ومعنى حديث الباب ظاهر.
13 - بَابٌ: المُكْثِرُونَ هُمُ المُقِلُّونَ
وَقَوْلُهُ تَعَالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)} [هود: 15 - 16].
(باب: المكثرون هم المقلون) في نسخة: "هم الأقلون"، وفي
(1) سبق برقم (1472) كتاب: الزكاة، باب: الاستعفاف عن المسألة.
(2)
من (م).
أخرى: "هم الأخسرون" أي: الأكثرون مالًا هم الأقلون ثوابًا. (وقوله تعالى) بالرفع عطف على (المكثرون)، وبالجر عطف على الجملة. ({مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}) إلى قوله:({مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) ساق الآيتين [بتمامهما](1) معًا وفي نسخة: " {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} الآيتين" وفي أخرى: " {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا} " إلى قوله {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ".
6443 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَال: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي وَحْدَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ، قَال: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، قَال: فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ القَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَال:"مَنْ هَذَا" قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَال:"يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالهْ" قَال: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَال:"إِنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ المُقِلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إلا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا" قَال: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَال لِي:"اجْلِسْ هَا هُنَا" قَال: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ، فَقَال لِي:"اجْلِسْ هَا هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ" قَال: فَانْطَلَقَ فِي الحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَال اللُّبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ، وَهُوَ يَقُولُ:"وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى" قَال: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قَال:"ذَلِكَ جِبْرِيلُ عليه السلام، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، قَال: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟ قَال: نَعَمْ " قَال: قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى؟ قَال:"نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الخَمْرَ" قَال النَّضْرُ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعَبْدُ العَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، بِهَذَا، قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "حَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
(1) من (م).