المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب في الإسلام والإيمان - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ١

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌تميهد

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ابن حبان

- ‌التعريف به وببيئته:

- ‌أسباب خروجه من بلده:

- ‌شيوخه في هذه الرحلة ونتائجها

- ‌تآليف ابن حبان:

- ‌موقفه مما جمع:

- ‌صحيح ابن حبان

- ‌شروط ابن حبان وموقف العلماء منها:

- ‌ترتيبه، وموقف العلماء منه:

- ‌أقوال العلماء في ابن حبان ومصنفاته:

- ‌آراء العلماء في هذا الصحيح ومناقشتها:

- ‌قيمة هذا الصحيح:

- ‌نهاية المطاف:

- ‌عملنا في هذا الكتاب[صحيح ابن حبان]

- ‌المصنّف والكتابأعني: الحافظ الهيثمي، وموارد الظمآن

- ‌وصف المخطوطة

- ‌عملنا في هذا الكتاب(أعني: موارد الظمآن)

- ‌1 - كتاب الإِيمان

- ‌1 - باب فيمن شهد أن لا إله إلَاّ الله

- ‌2 - باب ما يُحَرِّم دَمَ العبد

- ‌3 - باب بيعة النساء

- ‌4 - باب في قواعد الدين

- ‌5 - باب في الإِسلام والإِيمان

- ‌6 - باب في الموجبتين ومنازل النَّاس في الدنيا والآخرة

- ‌7 - باب ما جاء في الوحي والإِسراء

- ‌8 - باب في الرؤية

- ‌9 - باب إن للملك لمّة، وللشيطان لمّة

- ‌10 - باب ما جاء في الوسوسة

- ‌11 - باب فيما يخالف كمال الإِيمان

- ‌12 - باب ما جاء في الكبر

- ‌13 - باب في الكبائر

- ‌14 - باب المِرَاء في القرآن

- ‌15 - باب فيمن أكفرَ مسلماً

- ‌16 - باب ما جاء في النفاق

- ‌17 - باب في إبليس وجنوده

- ‌18 - باب في أهل الجاهلية

- ‌2 - كتاب العلم

- ‌1 - باب فيما بثّه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب رواية الحديث لمن فهمه ومَن لا يفهمه

- ‌3 - باب طلب العلم والرحلة فيه

- ‌4 - باب الخير عادة

- ‌5 - باب في المجالس

- ‌6 - باب فيمَن علّم علماً

- ‌7 - باب فيمن لا يشبع من العلم ويجمع العلم

- ‌8 - باب فيمَن له رغبة في العلم

- ‌9 - باب في النيّة في طلب العلم

- ‌10 - باب جدال المنافق

- ‌11 - باب معرفة أهل الحديث بصحته وضعفه

- ‌12 - باب النهي عن كثرة السؤال لغير فائدة

- ‌13 - باب السؤال للفائدة

- ‌14 - باب فيمَن كتم علماً

- ‌15 - باب اتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - باب ما جاء في البرِّ والإِثم

- ‌17 - باب في الصدق والكذب

- ‌18 - باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل

- ‌19 - باب ما جاء في القصص

- ‌20 - باب التاريخ

- ‌21 - باب رفع العلم

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - باب ما جاء في الماء

- ‌2 - باب في سؤر الهر

- ‌3 - باب في جلود الميتة تدبغ

- ‌4 - باب في مَن أرادالخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى

- ‌5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌6 - باب آداب الخلاء والاستجمار بالحجر

- ‌7 - باب الاستنجاء بالماء

- ‌8 - باب الاحتراز من البول

- ‌9 - باب البول في القدح

- ‌10 - باب ما جاء في السواك

- ‌11 - باب فرض الوضوء

- ‌12 - باب فضل الوضوء

- ‌13 - باب البداء باليمين

- ‌14 - باب ما جاء في الوضوء

- ‌15 - باب إسباغ الوضوء

- ‌16 - باب المحافظة على الوضوء

- ‌17 - باب فيمَن توضأ كما أمر وصلى كما أمر

- ‌18 - باب في مَن بات على طهارة

- ‌19 - باب فيمَن استيقظ فتوضأ

- ‌20 - باب كراهية الاعتداء في الطهور

- ‌21 - باب المسح على الخفّين

- ‌22 - باب المسح على الجوربين والنعلين والخمار

- ‌23 - باب التوقيت في المسح

- ‌24 - باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث

- ‌25 - باب الذكر والقراءة على غير وضوء

- ‌26 - باب صلاة الحاقن

- ‌27 - باب التيمّم

- ‌28 - باب ما ينقض الوضوء

- ‌29 - باب ما جاء في مسّ الفرج

- ‌30 - باب فيما مسّته النار

- ‌31 - باب فضل طهور المرأة

- ‌32 - باب ما يوجب الغسل

- ‌33 - باب في الجنب يأكل أو ينام

- ‌34 - باب التستر عند إلاغتسال

- ‌35 - باب الغسل لمن أسلم

- ‌36 - باب ما جاء في دم الحيض

- ‌37 - باب ما جاء في الثوب الذي يجامع فيه

- ‌38 - باب ما جاء في الحمّام

- ‌39 - باب ما جاء في المذي

- ‌40 - باب طهارة المسجد من البول

- ‌41 - باب في بول الغلام والجارية

- ‌42 - باب إزالة القذر من النعل

- ‌43 - باب ما يعفى عنه من الدم

- ‌4 - كتاب الصلاة

- ‌1 - باب فرض الصلاة

- ‌2 - باب فيمَن حافظ على الصلاة ومَن تركها

- ‌3 - باب فضل الصلاة

- ‌5 - كتاب المواقيت

- ‌1 - باب وقت صلاة الصبح

- ‌2 - باب وقت صلاة الظهر

- ‌3 - باب ما جاء في صلاة العصر

- ‌4 - باب وقت صلاة المغرب

- ‌5 - باب وقت صلاة العشاء الآخرة

- ‌6 - باب الحديث بعدها

- ‌7 - باب جامع في أوقات الصلوات

- ‌8 - باب في الصلاة لوقتها

- ‌9 - باب المحافظة على الصبح والعصر

- ‌10 - باب فيمَن أدرك ركعة من الصلاة

- ‌11 - باب فيمن نام عن صلاة

- ‌12 - باب ترتيب الفوائت

- ‌13 - باب فيمن فاتته الصلاة من غير عذر

- ‌14 - باب فيما جاء في الأذان

- ‌15 - باب فضل الأذانوالمؤذن وإجابته والدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌16 - باب ما جاء في المساجد

- ‌17 - باب المباهاة (24/ 1) في المساجد

الفصل: ‌5 - باب في الإسلام والإيمان

‌5 - باب في الإِسلام والإِيمان

23 -

أخبرنا الفضل بن الحباب (1)، حَدَّثَنَا محمد بن كثير، أنبأنا سفيان، عن منصور، عن ربعي.

عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأرْبَعٍ: يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا الله، وَأنِّي رَسُولُ اللهِ، وَيُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ"(2).

24 -

أخبرنا محمد بن صالح بن ذَريح (3) بعُكْبَراء (4)، أنبأنا

= الحج المبرور، ومسلم في الإِيمان (83) باب: بيان كون الإِيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، والنسائي في المناسك 5/ 13 باب: الحج المبرور، والترمذي في فضائل الجهاد (1658) باب: ما جاء في أي الأعمال أفضل، والدارمي في الجهاد 2/ 201 باب: أي الأعمال أفضل؟ عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله". قال: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قال: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور". واللفظ لمسلم.

ويشهد له حديث عبد الله بن حبشي عند أبيس داود في الصلاة (1449) باب: فضل التطوع في البيت، والنسائي في الزكاة 5/ 58 باب: جهد المقل، وفي الإِيمان 8/ 94 باب: ذكر أفضل الأعمال، والدارمي في الصلاة 1/ 331 باب: أي الصلاة أفضل؟.

(1)

تقدم التعريف به عند الحديث (5).

(2)

إسناده صحيح، ومنصور هو ابن المعتمر، وربعي هو ابن حِراش، ومحمد بن كثير هو العبدي. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (178)، وقد استوفيت تخريجه وجمعت طرقه في مسند أبي يعلى برقم (352، 376، 583).

(3)

محمد بن صالح بن ذَريح البغدادي العكبري، الإِمام، المتقين، الثقة، وكان صاحب حديث ورحلة، وثقوه واحتجوا به، توفي سنة سبع وثلاث مئة. وانظر "سير أعلام النبلاء" 14/ 259 وفيه ذكر عدد من المصادر التي ترجمت له.

(4)

- وعُكْبَرَا- بضم العين المهملة، وسكون الكاف، وفتح الباء الموحدة-: بليدة من=

ص: 125

إسماعيل بن موسى الفَزَاري حَدَّثَنَا هشيم، عن منصور، عن الحسن.

عَنْ أبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ. وَالْحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ، وَالإيمَانُ فِي الْجَنَّةِ"(1).

= نواحي دجيل في العراق بينها وبين بغداد سبعة أميال ونصف الميل. ويقال لها عكبراء. ممدودة أيضاً، وقد قيل فيها:

لِلهِ درُّك يَا مَدِينَةَ عُكْبَرَا

أيَا خِيَارَ مَدِينَةٍ فَوْقَ الثَّرَى

إن كَنْتِ لا أُمَّ الْقُرَى فَلَقَدْ أرَى

أَهْلِيك أَرْبَابَ السَّمَاحَةِ وَالْقِرَى

هذه مقصورة، ومده البحتري فقال:

ولما نَزَلْنَا عُكْبَرَاءَ وَلَمْ يَكُنْ

نَبِيذٌ، وَلَا كَانَتْ حَلالاً لَنَا الْخَمْرُ

دَعَوْنَا لَهَا بشْراً، وَرُبَّ عَظِيمَةٍ

دَعَوْنَا لَهَا بشْراً فَأصْرَخَنَا بشْرُ

وانظر معَجم البلدان 4/ 142، ومراصد إلاطلاع 2/ 953.

(1)

رجاله ثقات غير أن فيه عنعنة هشيم، والحسن البصري، وقد احتمل بعض الأئمة تدليس هشيم، كما أخرج البخاري ومسلم للحسن معنعناً. انظر الحديث (291) عند البخاري باب: إذا التقى الختانان، والحديث (348) عند مسلم باب: نسخ الماء من الماء. وهو في الإحسان 7/ 484 برقم (5674).

وأخرجه ابن ماجه في الزهد (4184) باب: الحياء، من طريق إسماعيل بن

موسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو فيهم في "الحلية" 3/ 60 من طريق أحمد بن يعقوب، حدثنا

الحسن بن علي العمري.

وأخرجه الشهاب 1/ 50 برقم (27) من طريق أبي بكر الصاغاني، كلاهما حدثنا

إسماعيل بن موسى، به.

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1314)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 338/ 4، والطحاوي في "مشكل الأثار" 4/ 237 - 238 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي.

وأخرجه الطبراني في الصغير 2/ 115 من طريق عبد الجبار بن عبد الله البصري قال: خطب المأمون فذكر الحياء فأكثر ثم قال: =

ص: 126

25 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد (1)، حَدّثَنَا عبد الوارث بن عبيد الله، أنبأنا الليث بن سعد، حدّثني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الْجَنْبِيّ (2)، قال:

= وأخرجه الخطيب6/ 192 من طريق إبراهيم بن أبي الليث صاحب الأشجعي، جميعهم حدثنا هشيم، به، وصححه الحاكم 1/ 52 ووافقه الذهبي.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 501، والترمذي في البر (2010) باب: ما جاء في الحياء، والبغوي في "شرح السنة" برقم (3595)، وصححه ابن حبان (597، 598) بتحقيقنا.

كما يشهد له حديث ابن عمر وقد استوفينا تخريجه في مسند أي يعلى برقم (5424، 5536)، وحديث عبد الله بن سلام، وقد جمعنا طرقه في مسند أبي يعلى أيضاً برقم (7501).

ويشهد له أيضاً حديث أبي أمامة عند الحاكم 1/ 52 وصححه، ووافقه الذهبي. والبذاء، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 1/ 217: "الباء، والذال، والهمزة أصل واحد، وهو خروج الشيء عن طريقة الإحماد

ويقال: بذأت المكان أبذؤه، إذا أتيته فلم تحمده".

والجفاء، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 1/ 465: "الجيم، والفاء، والحرف المعتل يدل على أصل واحد، نُبُوُّ الشيء عن الشيء، من ذلك جفوت الرجل أجفوه، وهو ظاهر الجِفْوَةِ، أي: الجفاء ...... وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئاً يقال: جفا عنه يجفو

".

والحياء من الإِيمان، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 470:"جعل الحياء- وهو غريزة- من الإِيمان- وهو اكتساب- لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم تكن له تقية، فصار كالإِيمان الذي يقطع بينهما وبينه، وإنما جعله بعضه، لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله به، وانتهاء عما نهى الله عنه، فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان".

(1)

محمد بن عبد الله بن الجنيد، أبو عبد الله النيسابوري نزيل جرجان، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.، ووثقه ابن حبان.

(2)

الجنبيّ -بفتح الجيم، وسكون النون، وكسر الباء الموحدة من تحت-: هذه النسبة=

ص: 127

حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاع: "ألا أخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ. وَالْمُسْلِم؟ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. وَالْمُجَاهِدِ؟ مَنُ جَاهَدَ نَفْسَهُ. فِي طَاعَةِ اللهِ، والْمُهَاجِرِ؟ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ"(1).

= إلى جَنْب، قبيلة من اليمن ينسب إليها جماعة من حملة العلم. انظر الأنساب

3/ 312 - 313، واللباب 1/ 294 - 295.

(1)

إسناده صحيح حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني، فصلنا فيه القول في مسند أبي يعلى عند الحديث (5760). وسيأتي أيضاً برقم (1624). والحديث في الإحسان 7/ 178 برقم (4842).

وأخرجه أحمد 6/ 20، 21، 22 من طريق إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن إسحاق، حدثنا عبد الله، أخبرني الليث، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم 1/ 10 - 11 وسكت عنه الذهبي.

وأخرجه أحمد 6/ 22 من طريق قتيبة بن سعيد، حدثني رشدين بن سعد،

وأخرجه ابن ماجه في الفتن (3934) باب: حرمة دم المؤمن وماله، وابن منده في الإيمان برقم (315)، والشهاب في المسند 1/ 109 برقم (131)، والبزار برقم (1143)، من طريق ابن وهب، كلاهما عن أبي هانئ الخولاني، به.

وقال البوصيري فيإ مصباح الزجاجة": "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وذكره الهيثمي- مطولاً- في مجمع الزوائد 3/ 268 باب: الخطب في الحج وقال: "قلت: روى ابن ماجه: (المؤمن من أمنه الناس، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) فقط. رواه البزار، والطبراني في الكبير باختصار، ورجال البزار ثقات". ويشهد له حديث أنس (4187، 3909)، وحديث واثلة بن الأسقع برقم (7492) في مسند أبي يعلى.

وحديث أبي هريرة برقم (180)، وحديث عبد الله بن عمرو برقم (196) في صحيح ابن حبان بتحقيقنا.

وحديث جابر في صحيح ابن حبان برقم (197) بتحقيقنا، وهو في مسند أبي يعلى برقم (2273).

وحديث أبي موسى الأشعري برقم (7286) في مسند أبي يعلى.

ص: 128

26 -

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار (1)، حَدَّثَنَا أبو نصر التمار، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَحُمَيْد - وذكر الصُّوفِيُّ آخَرَ مَعَهُمَا-. عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ (2) لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"(3).

27 -

أخبرنا عَبْدَانُ (4)، حَدَّثَنَا محمد بن مَعْمَر، حَدّثَنَا أبو عاصم، عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير.

أنَّهُ سَمعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُول: "أسْلمُ النَّاسِ (5) إِسْلاماً مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"(6).

(1) تقدم التعريف به عند الحديث (19).

(2)

في صحيح ابن حبان "عبد" بدل "مَنْ".

(3)

إسناد صحيح، نعم يونس بن عبيد بن دينار العبدي رأى أنساً رؤية، ولكن تابعه عليه حميد بن أبي حميد الطويل، وقد استوفينا طرقه في مسند أبي يعلى برقم (3909، 4187)، وفي معجم شيوخه برقم (242) بتحقيقنا. وهو في المطبوع من صحيح ابن حبان برقم (510) بتحقيقنا أيضاً.

(4)

عَبْدان هو عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد، الحافظ، الحجة، العلامة،

الأهوازي، الجواليقي وقال الذهبي "عبدان حافظ، صدوق، ومن الذي يسلم من

الوهم؟! عاش تسعين عاماً وأشهراً، وكانت وفاته في آخر سنة ست وثلاث مئة".

وانظر "سير أعلام النبلاء" 14/ 168 - 172 وفيه عدد من الكتب التي ترجمت له.

(5)

في الصحيح لابن حبان (197): "المسلمين" بدل "الناس".

(6)

إسناده صحيح، ومحمد بن معمر هو ابن ربعي القيسي، البحراني، وأبو عاصم

(الضحاك بن مخلد) هو النبيل. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (197) =

ص: 129

قلت: هو في الصحيح بلفظ "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ

".

28 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى (1)، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السَّامِيّ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن أبي قَزعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوَيةَ. عَنْ أبيهِ أنهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَالذِي بَعَثَكَ بالْحَق مَا أتَيْتُكَ حَتى حَلَفْتُ عَدَدَ أَصَابِعِي (5/ 1) هذِهِ أنْ لا آتيك، فَمَا الّذِي بَعَثَكَ بهِ؟ قَالَ:"الإسْلَامُ". قَالَ: وَمَا الإسْلَامُ؟ قَالَ: "أنْ تُسْلِمَ قَلْبَكَ لِلّهِ، وَأنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ لِلّهِ، وَأنْ تُصَلِّيَ الصلاة الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ - أخَوَانِ نَصِيرَانِ- لا تُقْبَلُ (2) مِنْ عَبْدٍ تَوْبَةٌ أشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ"(3).

= بتحقيقنا، وقد استوفينا تخريجه في مسند أبي يعلى برقم (2273). وانظر كنز العمال 1/ 36 رقم (63) وقد عزاه إلى ابن حبان.

(1)

تقدم التعريف به عند الحديث (11).

(2)

في صحيح ابن حبان "لا يقبل الله".

(3)

إسناده صحيح، وأبو قزعة هو سويد بن حُجَير، ومعاوية هو ابن حيدة بن معاوية بن كعب القشيري معدود في الذين نزلوا البصرة من الصحابة، وتوفي بخراسان. وهو في صحيح ابن حبان برقم (160) بتحقيقنا.

وأخرجه أحمد 4/ 446 - 447 من طريق عبد الله بن الحارث، ويحيى ابن أبي بكير: حدثنا شبل بن عباد قال: سمعت أبا قزعة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد -مختصراً- أيضاً 5/ 3، 5 من طريق عفان، ويونس بن محمد، كلاهما حدثنا حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد 5/ 4، 4 - 5 من طريق يحيى بن سعيد، وإسماعيل.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" برقم (987) من طريق يزيد بن زريع، وإسماعيل بن إبراهيم،

وأخرجه عبد الرازق 11/ 130 برقم (25115) - ومن طريقه أخرجه الطبراني

19/ 407 برقم (969) - من طريق معمر،

وأخرجه النسائي في الزكاة 5/ 4 - 5 باب: وجوب الزكاة، و 5/ 82 - 83 باب:=

ص: 130

29 -

أخبرنا أحمد بن عليّ بن المثنّى، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل ابن أبي سَمِينَة (1) حَدَّثَنَا ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن قتادة.

عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإيمَانِ حَتى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ"(2).

30 -

أخبرنا عبد الله بن قحطبة (3)، حَدَّثَنَا العباس بن عبد العظيم العَنْبَريّ، حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بن إسماعيل، حَدَّثَنَا شعبة، عن يَعْلَى بن عطاء، عن وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ (4). عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزين قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مثلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَةِ، لا تَأْكُلُ إلا طَيِّباً، ولا تَضَعُ إلَاّ طَيِّباً"(5).

= من سأل بوجه الله عز وجل من طريق محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر، وأخرجه ابن ماجه في الحدود (2536) باب: المرتد عن دينه، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، جميعهم أخبرنا بهز بن حكيم، عن أبيه، به. وانظر "تحفة الأشراف" 8/ 430 - 431، ومجمع الزوائد 1/ 45.

(1)

في الأصل "شيبة" وهو خطأ.

(2)

إسناده صحيح، وابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم، وهو في صحيح ابن حبان (235) بتحقيقنا، وفي مسند أبي يعلى من هذه الطريق برقم (3081)، وقد استوفينا تخريجه وعلقنا عليه عند الرقم (2887) في المسند المذكور، فانظره.

(3)

ما وجدت له ترجمة.

(4)

قال الحافظ ابن حبان: "شعبة واهم. في قوله: (عُدُس)، إنما هو (حُدُس) كما قاله حماد بن سلمة وأولئك".

نقول: إن شعبة لم يهم، فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 36:

"وكيع بن عدس أبو مصعب، ويقال: ابن حدس". وانظر تاريخ البخاري 8/ 178،

والتهذيب وفروعه.

(5)

إسناده ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. ووكيع بن =

ص: 131

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عدس ترجمه البخاري في التاريخ 8/ 178 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"9/ 36 - 37، وقد روى عنه أكثر من اثنين، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي في كاشفه:"وثق"، وأبو رزين هو لقيط بن صبرة العقيلي. والحديث في صحيح ابن حبان (247) بتحقيقنا.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 248 من طريق عبيد الله بن سعيد قال:

حدثني حرمي بن عمارة،

وأخرجه الشهاب في المسند 2/ 277 - 278 برقم (1353 - 1354) والطبراني في الكبير 19/ 204 برقم (454)، من طريقين عن حجاج بن نصير، وأخرجه النسائي في التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 8/ 335 برقم (11179) - والطبراني 19/ 204 لرقم (460) من طريق محمد بن أبي عدي، جميعهم حدثنا شعبة، بهذا الإِسناد، وهو إسناد جيد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 295 باب: فيمن أكل طيباً حلالًا وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حجاج بن نصير، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات".

ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/ 199 من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن مطر الوارق، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة، عن عبد الله بن عمرو- رفعه- بلفظ "والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة أكلت طيباً ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد". وهذا إسناد حسن مطر الوراق فصلنا القول فيه عند الحديث (3111) في مسند أبي يعلى الموصلي، وأبو سبرة الهذلي سالم بن سبرة، نعم جهله أبو حاتم، ولكن وثقه ابن حبان. وانظر تاريخ البخاري 4/ 113، والجرح والتعديل 4/ 183، ولسان الميزان 3/ 4. وترجمه الحسيني في "الإِكمال" في الكنى الورقة 109/ 1 فقال:"أبو سبرة، عن عبد الله بن عمرو (بن العاص)، وعنه عبد الله بن بريدة. قيل: اسمه سالم بن سبرة الهذلي". وما وجدته في "تعجيل المنفعة" للحافظ ابن حجر مع أنه من شرطه والله أعلم.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 11/ 21 برقم (10396) من طريق غندر، عن=

ص: 132