الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب التوقيت في المسح
179 -
أخبرنا أبو عروبة (1)، حدَّثنا عبد الرحمن بن عمرو
البجلي، حدَّثنا زهير بن معاوية، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال:
أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسّالٍ الْمُرَادِيّ، فَقُلْتُ لَهُ: حَكَّ فِي نَفْسِيَ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَيْنِ؟ فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَيْئاً؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كُنَا سَفْراً- أَوْ مُسَافِرِينَ- أَنْ لا نَنْزِعَ- أَوْ نَخْلَعَ- خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أيام وَلَيَالِيهِنَّ مِنْ غَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، إلَاّ مِنْ جَنَابَةٍ (2).
= يعلى عند الحديث (3441)، وزيد بن الحريش الأهوازي، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 561 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا، وما رأيت فيه جرحاً، وروى عنه أكثر من واحد، ووثقه ابن حبان، وقد تحرف "الحريش" في لسان الميزان إلى "الحرشي".
والحديث في الإِحسان 2/ 316 برقم (1342).
وأخرجه الطبراني 6/ 262 برقم (6165) من طريق زيد بن الحريش، بهذا الإِسناد. وانظر سابقه.
(1)
هو الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني، تقدم التعريف به عند الحديث (43).
(2)
إسناده حسن من أجك عاصم بن أبي النجود. وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 267 وقال: "سئل أبو زرعة عنه فقال: شيخ". وقد روى عنه أكثر من واحد، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان. ومع ذلك فقد توبع عليه كما يتبين من مصادر التخريج.
والحديث في الإحسان 2/ 308 برقم (1317).
وأخرجه النسائي في الطهارة 1/ 83 باب: التوقيت في المسح على الخفين من طريق يحيى بن آدم.
وأخرجه البيهقي في الطهارة 1/ 289 من طريق الحسن بن مكرم، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي في الطهارة (96) من طريق هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم، به. وقال:"هذا حديث حسن صحيح ".
وقال: "قال محمد بن إسماعيل: أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال المرادي ". =
180 -
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبانا معمر، عن عاصم .. فَذَكَرَ نَحْوَه أتَمَّ مِنْهُ (1).
= وقال: "وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-والتابعين، ومن بعدهم من الفقهاء مثل: سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق قالوا: يمسح المقيم يوماً وليلة، والمسافر ثلاثة أيام ولياليهن.
وقد روي عن بعض أهل العلم أنهم لم يوقتوا في المسح على الخفين، وهو قول مالك بن أنس. والتوقيت أصح.
وقد روي هذا الحديث عن صفوان بن عسال أيضاً من غير حديث عاصم". ونسبه الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 157 إلى: "الشافعي، وأحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والبيهقي" ثم قال: "قال الترمذي، عن البخاري: حديث حسن، وصححه الترمذي والخطابي.
ومداره عندهم على عاصم بن أبي النجود، عن زربن حبيش، عنه. وذكر ابن منده أبو القاسم أنه رواه عن عاصم أكثر من أربعين نفساً، وتابع عاصماً عليه: عبد الوهاب بن بخت، وإسماعيل بن أبي خالد، وطلحة بن مصرف، والمنهال ابن عمرو، ومحمد بن سوقة، وذكر جماعة معه".
وانظر الحديث المتقدم برقم (79)، والحديث التالي لتمام التخريج، والمحلَّى 2/ 83.
ويشهد له حديث علي وقد خرجناه في مسند أبي يعلى برقم (264، 560) وفي معجم شيوخه برقم (5).
(1)
إسناده حسن وهو في الإحسان 2/ 357 برقم (1316).
والحديث عند عبد الرزاق 1/ 204 برقم (793)، ومن طريقه أخرجه أحمد
4/ 239 - 240، وصححه ابن خزيمة 1/ 97 برقم (193).
وأخرجه عبد الرزاق برقم (792)، والنسائي في الطهارة 1/ 83 - 84 باب: التوقيت في المسح على الخفين، من طريق سفيان الثوري،
وأخرجه عبد الرزاق برقم (795)، والشافعي في الأم 1/ 34 - 35، وأحمد 4/ 240، والنسائي 1/ 83 - 84، والبيهقي في الطهارة 1/ 276 باب: التوقيت في المسح على الخفين، من طريق سفيان بن عيينة، =
قُلْتُ: وَلَهُ طَريقٌ فِي الْعِلْمِ أَتَمُّ مِنْهُ (1).
181 -
أخبرنا [محمد بن](2) عبد الله بن الجنيد ببست، حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا أبو عوانة، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي، عن أبي عبد الله الجدلي.
= وأخرجه أحمد 4/ 239، والترمذي في الدعوات (3529) باب: ما جاء في فضل التوبة والاستغفار، والبيهقي 1/ 118 باب: الوضوء من النوم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 82 باب: المسح على الخفين، من طريق سفيان- ولم ينسبه أحد منهم-
وأخرجه أحمد 4/ 239، 240، والطحاوي 1/ 82 من طرق عن حماد بن سلمة، وأخرجه أحمد 4/ 241، والترمذي في الدعوات (3530) باب: ما جاء في فضل التوبة والاستغفار، والطحاوي 1/ 82 من طرق عن حماد بن زيد،
وأخرجه الترمذي في الطهارة (96) باب: في المسح على الخفين، من طريق هناد، حدثنا أبو الأحوص،
وأخرجه النسائي 1/ 83، والبيهقي في الطهارة 1/ 289 باب: خلع الخفين، من طريق زهير بن معاوية،
وأخرجه النسائي 1/ 83 من طريق مالك بن مغول، وأبي بكر بن عياش،
وأخرجه البيهقي 1/ 114 - 115 باب: الوضوء من البول والغائط، جميعهم عن عاصم، به. وصححه ابن خزيمة 1/ 13 برقم (17)، وبرقم (196).
وأخرجه أحمد 4/ 240، والطحاوي 1/ 82 من طريق عفان،
وأخرجه أحمد 4/ 240 من طريق يونس، وسريج، جميعهم حدثنا عبد الواحد ابن زياد، عن أبي روق عطية بن الحارث قال: حدثنا أبو الغريف عبيد الله بن خليفة، عن صفوان بن عسال ....
وأخرجه البيهقي في الطهارة 1/ 276، 282 من طريق أبي أسامة، حدثنا أبو روق، بالإِسناد السابق.
وانظر الحديث السابق.
(1)
يعتي الحديث المتقدم برقم (79).
(2)
ما بين حاصرتين سقط من النسختين، واستدرك من الإحسان. وقد تقدم التعريف به عند الحديث (25).
عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ:"لِلْمُسَافِرِ ثَلاثاً، وَلِلْمُقِيمِ يَوْماً"(1).
182 -
أخيرنا الحسن بن سفيان، حدَّثنا أبو كامل الجحدري، حدَّثنا أبو عوانة .. قُلْتُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَاّ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ أعْرَابِيَّاً (15/ 2) سَألَ "(2).
(1) إسناده منقطع: إبراهيم التيمي لم يسمع هذا من أبي عبد الله الجدلي، وهو في الإِحسان 2/ 311 برقم (1327)، وانظر الحديثين التاليين.
(2)
هو في الإحسان 2/ 312 برقم (1330) وتمام إسناده: "أبو عوانة، عن سعيد ابن مسروق، عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت
…
" وهذا إسناد صحيح.
وقال أبو زرعة: " الصحيح من حديث إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ". وانظر "علل الحديث" 1/ 22 برقم (31). والمراسيل ص: (8 - 9)، وما أورده الترمذي في الطهارة بعد الحديث (96) باب: المسح على الخفين للمسافر والمقيم، وسنن البيهقي 1/ 277، وأخرجه الترمذي في الطهارة (95) باب: المسح على الخفين للمسافر والمقيم، من طريق قتيبة بن سعيد،
وأخرجه البيهقي في الطهارة 1/ 276 باب: التوقيت في المسح على الخفين، من طريق مسدد، كلاهما حدثنا أبو عوانة، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، به.
وقال الترمذي: "هذا حديث جسن صحيح".
وأخرجه عبد الرزاق 1/ 203 برقم (790) - ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه أحمد 5/ 215، والبيهقي في الطهارة 1/ 277 باب: ما ورد في التوقيت- من طريق الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، بالإسناد السابق. وصححه ابن حبان برقم (1327) في الإحسان 2/ 311.
وأخرجه ابن ماجه في الطهارة (553) باب: ما جاء في التوقيت في المسح=
183 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدَّثنا أبو خيثمة، أنبأنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي.
عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَخَّصَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ نَمْسَحَ ثَلاثاً، وَلَوِ اسْتَزَدْنَا (1)، لَزَادَنَا (2).
= للمقيم والمسافر، من طريق علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، بالإسناد السابق. ولكن سقط من الإِسناد "أبو عبد الله الجدلي". ولتمام التخريج انظر الحديث التالي.
(1)
على هامش الأصل: "استزدناه نسخة".
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإِحسان 2/ 312 برقم (1329).
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 81 باب: المسح على الخفين، من طريق ربيع المؤذن قال: حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا جرير، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الحميدي 1/ 207 برقم (434)، والطحاوي 1/ 81 من طريق سفيان،
وأخرجه أحمد 5/ 213 من طريق أبي عبد الصمد العمي،
وأخرجه البيهقي في الطهارة 1/ 277 من طريق زائدة بن قدامة، جميعهم: سمعت منصوراً، به.
وأخرجه الحميدي (435) من طريق عمر بن سعيد، عن أبيه، عن إبراهيم، به
وأخرجه الطيالسي 1/ 56 برقم (197) - ومن طريقه هذه أخرجه البيهقي 1/ 278، والطحاوي 1/ 81 - وأحمد 5/ 213، وأبو داود في الطهارة (157) باب: التوقيت في المسح، من طريق شعبة، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، به.
وأخرجه عبد الرزاق برقم (791) من طريق الثوري، عن حماد، بالإِسناد السابق.
وأخرجه أحمد 5/ 213، وابن ماجه (554) من طريق شعبة، عن سلمة
ابن كهيل: سمعت إبراهم التيمي يحدث عن الحارث بن سويد، عن عمرو بن=
184 -
أخبرنا القطان (1) بالرقة، حدَّثنا عمر بن يزيد السَّيَّارِيّ (2)، حدَّثنا عبد الوهاب الثففي، حدَّثنا المهاجر أبو مخلد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة.
عَنْ أَبيهِ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَتَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلاثَةَ أيام وَلَيَالِيهِنَ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْماً وَلَيْلَةً (3).
= ميمون، عن خزيمة
…
وقد سقط "أبو عبد الله الجدلي" من الإِسناد. وانظر مسند أحمد 5/ 213، 215، وشرح السنة للبغوي 1/ 462، والحديث (181) لتمام التخريج.
(1)
هو الحسين بن عبد الله بن يزيد، تقدم التعريف به عند الحديث (10).
(2)
السياري -بفتح السين المهملة، وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحت، وراء مهملة-: هذه النسبة إلى الأجداد، منهم: نصر بن سيار .... وانظر الأنساب 7/ 212 - 213، واللباب 2/ 162 - 163. وقد تحرفت في (س) إلى "اليساري".
(3)
إسناده صحيح، مهاجر بن مخلد أبو مخلد ترجمه البخاري في التاريخ 7/ 381 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو حاتم- نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" 8/ 262:"لين الحديث، ليس بذاك، وليس بالمتين، شيخ يكتب حديثه".
وقال ابن معين: "صالح"، وقال الساجي:"هو صدوق معروف". ووثقه ابن حبان، وذكره ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص:(236) وأورد فيه ما قاله يحيى بن معين. وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (442): "بصري، ثقة". وقد تابعه عليه خالد الحذاء عند البيهقي. وهو في الإحسان 2/ 311 برقم (1325).
وأخرجه الشافعي في الأم 1/ 34 باب: وقت المسح من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإِسناد. ومن طريق الشافعي هذه أخرجه البغوي في "شرح السنة" 1/ 460 برقم (237). وأخرجه ابن أي شيبة في الطهارات 1/ 179 باب: في المسح على الخفين، من طريق زيد بن الحباب، =
185 -
أخبرنا الخليل بن محمد ابن بنت تميم بن المنتصر بواسط، حدَّثنا محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد الوهاب .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
186 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدَّثنا هارون بن
= وأخرجه ابن ماجه في الطهارة (556) باب: ما جاء في التوقيت للمقيم وللمسافر، والبيهقي في الطهارة 1/ 281 باب: رخصة المسح لمن لبس الخف على طهارة، والدارقطني 1/ 204 برقم (3) من طريق محمد بن بشار.
وأخرجه ابن ماجه (556) من طريق بشر بن هلال الصواف.
وأخرجه الدارقطني 1/ 204 برقم (3)، والبيهقي 1/ 281 من طريق بشر بن معاذ، ومحمد بن أبان،
وأخرجه البيهقي 1/ 281 من طريق محمد بن أبي بكر،
وأخرجه الدارقطني 1/ 194 من طريق العباس بن يزيد، ومسدد، جميعهم حدثنا عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإِسناد. وصححه ابن خزيمة 1/ 96 برقم (192).
وقال البغوي في "شرح السنة" 1/ 460: "هذا حديث صحيح".
ونسبه ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 157 إلى ابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والشافعي، وابن أبي شيبة، والدارقطني، والبيهقي، والترمذي في "العلل المفرد". وقال: وصححه الخطابي أيضاً، ونقل البيهقي أن الشافعي صححه في سنن حرملة".
وأخرجه البيهقي 1/ 176 من طريق زيد بن الحباب، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به. وهذه متابعة جيدة لمهاجر أبي مخلد. وانظر الحديث التالي.
(1)
الخليل بن محمد الواسطي لم نقع له على ترجمة ولكنه متابع عليه كما يظهر من
مصادر التخريج، وهو في الإحسان 2/ 309 برقم (1321).
وأخرجه الدارقطني 1/ 194 برقم (1) من طريق ابن مبشر، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، بهذا الإِسناد. ولتمام تخريجه انظر الحديث السابق.
معروف، حدَّثنا سفيان، عن عاصم، عن زر قال. أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عسَّال الْمُرَادِيّ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ. قَالَ: فَإن الْمَلائِكَةَ تَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِب الْعِلْمِ رِضاً لِمَا يَطْلُبُ (1). قُلْتُ: حَكَّ (2) فِي نَفْسِيَ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْن بَعْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَءاً مِنْ أَصْحَاب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُكَ أَسْالُكَ: هَلْ سَمِعْتَ فِي ذلِكَ شَيْئاً؟
(1) قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 61: "قوله: (إن الملائكة تضع اجنحتها
…
) فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون معنى وضع الجناح من الملائكة بسط أجنحتها وفرشها لطالب العلم لتكون وطاء له ومعونة إذا مثى في طلب العلم.
والوجه الثاني: أن يكون ذلك بمعنى التواضع من الملائكة تعظيماً لحقه وتوقيراً لعلمه فتضم أجنحتها له وتخفضها عن الطيران، كقوله تعالى:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} .
والوجه الثالث: أن يكون وضع الجناح يراد به النزول عند مجالس العلم والذكر، وترك الطيران كما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (ما من قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده.
قلت- القائل الخطابي-: وهذه الكلمة لم يرفعها سفيان في هذه الرواية، ورفعها حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن بن عسال
…
".
(2)
يقال: حَكَّ الشيء في نفسي: إذا لم تكن منشرح الصدر، وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب، وأوهمك أنه ذنب وخطيئة، قاله ابن الأثير في النهاية.
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 2/ 19: "الحاء والكاف أصل واحد، وهو أن يلتقي شيئان يتمرس كل واحد منهما بصاحبه. الحَكُّ: حكك شيئاً على شيء ...... ويقال: حك في صدري كذا: إذ لم ينشرح صدرك له ...... ".
قَالَ: نَعَمْ، كَانَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفْراً- أَوْ مُسَافِرِينَ- أَنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهُنَّ إِلَاّ مِنْ جَنَابَةٍ، لكِنْ (1) مِنْ غَائِطٍ وَنَوْمٍ وَبَوْلٍ. قُلْتُ: سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئاً فِي الْهَوَى؟ قَالَ: نَعَمْ، بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ فِي مَسِيرٍ فَنَادَاهُ أعْرَابِيٌ بِصَوْتٍ جَهْوَرِيّ: يَا مُحَمدُ، فَأجَابَهُ عَلَى نَحْوٍ مِنْ كَلامِهِ (2). قَالَ: هَاؤُمُ. قُلْنَا: ويلَكَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتكَ، فَإِنَّكَ قَدْ نُهِيتَ عَنْ ذلِكَ. قَالَ: أرَأيْتَ رَجُلا أحَبَّ قَوْماً وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ: "هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أحَبَّ". ثَمَّ لَمْ يَزَلْ يُحَدِّثُنَا حَتَّى قَالَ: "إِنَّ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ بَاباً فَتَحَهُ الله لِلتّوْبَةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعينَ سَنَةً، فَتَحَهُ (3) يَوْمَ خَلَقَ السمَاوَاتِ وَالأرْضَ، فَلَا يُغْلِقُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشمْسُ مِنْهُ".
(1) قال الخطابي في "معالم السنن " 1/ 62: "لكن: موضوعة للاستدراك، وذلك لأنه قد تقدمه نفي واستثناء، وهو قوله: (كان يأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة)، ثم قال: (لكن من بول وغائط ونوم) فاستدركه بـ (لكن) ليعلم أن الرخصة إنما جاءت في هذا النوع من الأحداث دون الجنابة، فإَن المسافر الماسح على خفه إذا أجنب كان عليه نزع الخف وغسل الرجل مع سائر البدن. وهذا كما تقول: ما جاءني زيد لكن عمرو، وما رأيت زيداً لكن خالداً".
(2)
وقال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 62: "ويشبه أن يكون رفع النبي-صلى الله عليه وسلم صوته في جواب الأعرابي، وقوله: هاؤم، يمد بها صوته من ناحية الشفقة عليه لئلا يحبط عمله، وذلك لما جاء من الوعيد في- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}، فعذره عليه السلام لجهله؛ وقلة علمه، ورفع صوته حتى كان فوق صوته أو مثله لفرط رأفته وشفقته على أمته".
(3)
في (س) زيادة "يوم القيامة".