المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌13 - باب السؤال للفائدة - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ١

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌تميهد

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ابن حبان

- ‌التعريف به وببيئته:

- ‌أسباب خروجه من بلده:

- ‌شيوخه في هذه الرحلة ونتائجها

- ‌تآليف ابن حبان:

- ‌موقفه مما جمع:

- ‌صحيح ابن حبان

- ‌شروط ابن حبان وموقف العلماء منها:

- ‌ترتيبه، وموقف العلماء منه:

- ‌أقوال العلماء في ابن حبان ومصنفاته:

- ‌آراء العلماء في هذا الصحيح ومناقشتها:

- ‌قيمة هذا الصحيح:

- ‌نهاية المطاف:

- ‌عملنا في هذا الكتاب[صحيح ابن حبان]

- ‌المصنّف والكتابأعني: الحافظ الهيثمي، وموارد الظمآن

- ‌وصف المخطوطة

- ‌عملنا في هذا الكتاب(أعني: موارد الظمآن)

- ‌1 - كتاب الإِيمان

- ‌1 - باب فيمن شهد أن لا إله إلَاّ الله

- ‌2 - باب ما يُحَرِّم دَمَ العبد

- ‌3 - باب بيعة النساء

- ‌4 - باب في قواعد الدين

- ‌5 - باب في الإِسلام والإِيمان

- ‌6 - باب في الموجبتين ومنازل النَّاس في الدنيا والآخرة

- ‌7 - باب ما جاء في الوحي والإِسراء

- ‌8 - باب في الرؤية

- ‌9 - باب إن للملك لمّة، وللشيطان لمّة

- ‌10 - باب ما جاء في الوسوسة

- ‌11 - باب فيما يخالف كمال الإِيمان

- ‌12 - باب ما جاء في الكبر

- ‌13 - باب في الكبائر

- ‌14 - باب المِرَاء في القرآن

- ‌15 - باب فيمن أكفرَ مسلماً

- ‌16 - باب ما جاء في النفاق

- ‌17 - باب في إبليس وجنوده

- ‌18 - باب في أهل الجاهلية

- ‌2 - كتاب العلم

- ‌1 - باب فيما بثّه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب رواية الحديث لمن فهمه ومَن لا يفهمه

- ‌3 - باب طلب العلم والرحلة فيه

- ‌4 - باب الخير عادة

- ‌5 - باب في المجالس

- ‌6 - باب فيمَن علّم علماً

- ‌7 - باب فيمن لا يشبع من العلم ويجمع العلم

- ‌8 - باب فيمَن له رغبة في العلم

- ‌9 - باب في النيّة في طلب العلم

- ‌10 - باب جدال المنافق

- ‌11 - باب معرفة أهل الحديث بصحته وضعفه

- ‌12 - باب النهي عن كثرة السؤال لغير فائدة

- ‌13 - باب السؤال للفائدة

- ‌14 - باب فيمَن كتم علماً

- ‌15 - باب اتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - باب ما جاء في البرِّ والإِثم

- ‌17 - باب في الصدق والكذب

- ‌18 - باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل

- ‌19 - باب ما جاء في القصص

- ‌20 - باب التاريخ

- ‌21 - باب رفع العلم

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌1 - باب ما جاء في الماء

- ‌2 - باب في سؤر الهر

- ‌3 - باب في جلود الميتة تدبغ

- ‌4 - باب في مَن أرادالخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى

- ‌5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌6 - باب آداب الخلاء والاستجمار بالحجر

- ‌7 - باب الاستنجاء بالماء

- ‌8 - باب الاحتراز من البول

- ‌9 - باب البول في القدح

- ‌10 - باب ما جاء في السواك

- ‌11 - باب فرض الوضوء

- ‌12 - باب فضل الوضوء

- ‌13 - باب البداء باليمين

- ‌14 - باب ما جاء في الوضوء

- ‌15 - باب إسباغ الوضوء

- ‌16 - باب المحافظة على الوضوء

- ‌17 - باب فيمَن توضأ كما أمر وصلى كما أمر

- ‌18 - باب في مَن بات على طهارة

- ‌19 - باب فيمَن استيقظ فتوضأ

- ‌20 - باب كراهية الاعتداء في الطهور

- ‌21 - باب المسح على الخفّين

- ‌22 - باب المسح على الجوربين والنعلين والخمار

- ‌23 - باب التوقيت في المسح

- ‌24 - باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث

- ‌25 - باب الذكر والقراءة على غير وضوء

- ‌26 - باب صلاة الحاقن

- ‌27 - باب التيمّم

- ‌28 - باب ما ينقض الوضوء

- ‌29 - باب ما جاء في مسّ الفرج

- ‌30 - باب فيما مسّته النار

- ‌31 - باب فضل طهور المرأة

- ‌32 - باب ما يوجب الغسل

- ‌33 - باب في الجنب يأكل أو ينام

- ‌34 - باب التستر عند إلاغتسال

- ‌35 - باب الغسل لمن أسلم

- ‌36 - باب ما جاء في دم الحيض

- ‌37 - باب ما جاء في الثوب الذي يجامع فيه

- ‌38 - باب ما جاء في الحمّام

- ‌39 - باب ما جاء في المذي

- ‌40 - باب طهارة المسجد من البول

- ‌41 - باب في بول الغلام والجارية

- ‌42 - باب إزالة القذر من النعل

- ‌43 - باب ما يعفى عنه من الدم

- ‌4 - كتاب الصلاة

- ‌1 - باب فرض الصلاة

- ‌2 - باب فيمَن حافظ على الصلاة ومَن تركها

- ‌3 - باب فضل الصلاة

- ‌5 - كتاب المواقيت

- ‌1 - باب وقت صلاة الصبح

- ‌2 - باب وقت صلاة الظهر

- ‌3 - باب ما جاء في صلاة العصر

- ‌4 - باب وقت صلاة المغرب

- ‌5 - باب وقت صلاة العشاء الآخرة

- ‌6 - باب الحديث بعدها

- ‌7 - باب جامع في أوقات الصلوات

- ‌8 - باب في الصلاة لوقتها

- ‌9 - باب المحافظة على الصبح والعصر

- ‌10 - باب فيمَن أدرك ركعة من الصلاة

- ‌11 - باب فيمن نام عن صلاة

- ‌12 - باب ترتيب الفوائت

- ‌13 - باب فيمن فاتته الصلاة من غير عذر

- ‌14 - باب فيما جاء في الأذان

- ‌15 - باب فضل الأذانوالمؤذن وإجابته والدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌16 - باب ما جاء في المساجد

- ‌17 - باب المباهاة (24/ 1) في المساجد

الفصل: ‌13 - باب السؤال للفائدة

‌13 - باب السؤال للفائدة

(*)

94 -

أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، وابن سلم (1) - واللفظ للحسن- قالوا: حدَثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدَّثنا أبي، عن جدّي، عن أبي إدريس الخولاني.

عَنْ أبِي ذَرٍّ قَالَ: دخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإذَا رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ وَحْدَهُ، فَقَالَ:"يَا أبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ، فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا".

قَالَ: فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ

= الحديث (7121) في مسند أبي يعلى. والحديث في الإِحسان 7/ 489 برقم (5690). وقد خرجته وفصلت طرقه وعلقت عليه في مسند أبي يعلى برقم (6591). وهو في صحيح مسلم وليس من شرط هذا الكتاب.

(*) وجدنا على هامش الأصل ما نصه: "من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله تعالى: قال ابن أبي عمر، حدثنا هشام بن سليمان، حدثنا أبو رافع، عن يزيد بن رومان، عمَّن أخبره، عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وحده. قلت: انظر إليه وهو لا يراني. وأقول: ما خلا هكذا وحده إلا وهو على حاجة أو على وحي، فجعلت أؤامر نفسي أن آتيه، فابت نفسي إلا أن آتيه، فجئت فسلمت ثم جلست، فجلست طويلاً لا يلتفت إلي ولا يكلمني. قال: قلت: قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم -مجالستي. ثم التفت إلي فقال: (يا أبا ذر) فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال:(أركعت اليوم؟). قلت: لا. قال: (قم فاركع)

الحديث بطوله، وسياق الأصل أتم". وهذا إسناد كما ترى!!!.

(1)

هو عبد الله بن محمد بن سلم، تقدم التعريف به عند الحديث (2).

ص: 191

اللهِ، إِنَّكَ أمَرْتَنِي بالصلاة، فَمَا الصَّلاةُ؟ قَالَ:"خَيْرُ مَوْضُوعٌ، اسْتَكْثِرْ أوِ اسْتَقِلَّ ". قَالَ قُلْتُ: يا رسول الله، أيُّ العمل أفضلُ؟ قال:"إيمانٌ بالله، وجهاد فى سبيل الله"(9/ 2) قال قلت: يا رسول الله، فأيُّ المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال:"أحْسَنُهُمْ خُلُقاً". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأيَّ المؤمنينَ أسْلَمُ؟ قال:"من سلِمَ النَّاسُ من لِسَانِه ويده". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأيُّ الصلاة ِأفْضَلُ؟ قَالَ:"طول القنوتِ".َ قلت: يارسول الله، فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قال:"من هجر السَّيِّئَاتِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَمَا الصِّيَامُ؟ قَالَ:"فَرْضٌ مَجْزِيٌ، وَعِنْدَ اللهِ أضْعَافٌ كَثِيرَةٌ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأيُّ الْجِهَادِ أفْضَلُ؟ قَالَ:"مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهَرِيقَ دَمُهُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأيُّ الصَّدَقَةِ أفْضَلُ؟ قَالَ:"جَهْدُ الْمُقِلِّ يُسَرُّ الى فقيرٍ".

ص: 192

قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَأيُّ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أعْظَمُ؟ قَالَ:"آيَةُ الْكُرْسِيِّ " ثُمَّ قَالَ:" يَا أَبَا ذَرّ، مَا السَّماواتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَاّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأرْضٍ فَلاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كفضل الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَم الأنْبِيَاءُ؟ قَالَ:"مِئَةُ أفْيٍ وَعِشْرُ ونَ ألْفأ". قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، كَمِ الرسُلُ مِنْ ذلِكَ؟ قَالَ:"ثَلاثُ مِئَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمَّاً غفِيراً". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كَانَ أوَّلَهُمْ؟ قَالَ:"آدَمُ عليه السلام". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ؟ قَالَ:"نَعَمْ، خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلاً". ثُمَّ قَالَ: "يَا أبا ذَرّ، أرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ: آدَمُ، وَشِيث، وَأخْنُوخُ - وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ- وَنُوحٌ. وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: هُودٌ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالح، وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ". - صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ-. قلْتُ: يَا رَسُولَ الله، كَمْ كِتَاباً أنْزَلَهُ؟ قَالَ:"مِئَةُ كِتَابٍ، وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ: أُنْزِلَ عَلَى شِيثَ خَمْسُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى أخْنُوخَ ثَلاثُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشْرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ عَلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشْرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ وَالزَّبُورُ وَالْفُرْقَانُ"(1).

(1) في صحيح ابن حبان" والقرآن".

ص: 193

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ:"كَانتْ أمْثَالا كُلُّهَا: أيهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْض، وَلكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِني لَا أرُدُّهَا وَإِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ. وَعَلَى الْعَاقِلِ- مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ- أنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيها لِحَاجَتِهِ فِي الْمَطْعَم وَالْمَشْرَبِ. وَعَلَى الْعَاقِلِ أنْ لَا لَكونَ ظَاعِنَاً إِلَاّ لِثَلَاثٍ: تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ. وَعَلى الْعَاقِلِ أنْ يَكُونَ بَصِيراً بِزَمَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ. وَمَنْ حَسِبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَاّ فِيما يَعْنِيهِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى عليه السلام؟ قَالَ:"كَانَتْ عِبَراً كُلُّهَا: عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمّ هُوَ يَفْرَحُ. عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالنَّارِ ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ. عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمّ هُوَ يَنْصَبُ. عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ثُمّ اطْمَأَن إِلَيْهَا. عَجِبْتُ لِمَنْ أيْقَنَ بِالْحِسَابِ غدا ثم-لا يَعْمَل".

ص: 194

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي. قال: "أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأسُ الأمْرِ كلِّهِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، زِدْنِي، قَالَ:"عَلَيْكَ بِتَلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأرْضِ وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"إيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ (10/ 1) فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أمْرِ دِينِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي". قُلْتُ: يَا رَسولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"أحِبَّ الْمَسَاكينَ وَجَالِسْهُمْ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"انْظُرْ إلَى مَنْ هُوَ تَحْتَكَ وَلَا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، فَإِنَّهُ أجْدَرُ أَنْ لا تُزْدَرَى نِعْمَةُ اللهِ عِنْدَكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي. قَالَ:"قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كانَ مُرَّاً". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قالَ:"لِيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ (1) مِنْ نَفْسِكَ، وَلَا تَجِدْ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي، وَكَفَى بكَ عَيْباً أنْ تَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا تَجْهَلُ مِنْ نَفْسِكَ، وَتَجِدَ (2) عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي". ثمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ: "يَا أبَا ذَرٍّ، لا عَقْلَ كالتَّدْبير،

(1) في صحيح ابن حبان: "تعرف".

(2)

في صحيح ابن حبان: "أو تجد".

ص: 195

وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا حَسَبَ كحُسْنِ الْخُلُقِ" (1).

(1) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 142 - 143 وقال: "سمعت أبي يقول:

قلت لأبي زرعة لا تحدث عن إبراهيم بن هشام

وأظنه لم يطلب العلم، وهو كذاب". وقال علي بن الحسين بن الجنيد- وقد سمع ما قاله أبو حاتم-:"صدق أبو حاتم ينبغي أن لا يحدث عنه".

وقال ابن الجوزي: "قال أبو زرعة: كذاب. ووثقه ابن حبان، والطبراني".

وقال الذهبي: "إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان، فلم يصب". الميزان 4/ 378.

وكتب الحافظ ابن حجر على هامش الأصل: "قلت: في الميزان: وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل، انفرد به عن أبيه، عن جده.

قال الطبراني: لم يرو هذا عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات. وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في الأنواع. ثم ذكر أنه قال أبو حاتم: إن إبراهيم بن هشام هذا كذاب. وقال ابن الجوزي: قال أبو زرعة: إنه كذاب. انتهى.

وفي المعجم للذهبي: يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وغيره: ليس بثقة، ووثقه الطبراني، وحكى عنه أبو حاتم ما يدل على أنه لا يعي الحديث". ثم كتب ابن حجر في زاوية أخرى من هامش الأصل:"انفرد أبو حاتم الرازي بتضعِيف إبراهيم بن هشام، وقواه غيره، وللحديث شواهد، منها ما رواه ابن جرير في أوائل تاريخه- 1/ 150 - 151 بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم- عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب- في الأصل: زهر وهو خطأ- عن الماضى بن محمد، عن ابن سليمان،- في الأصل: الماضي بن محمد بن أبي سلمة، وهو خطأ، وعند الطبراني: عن أبي سليمان وهو تحريف، وهو علي بن سليمان- عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس الخولاني، قاله بطوله".

نقول: قال الحافظ نفسه في تقريبه عن الماضي: "ضعيف" وانظر كامل ابن عدي 6/ 2425. وقال: "علي بن سليمان شامي مجهول".

وفي الحاشية أيضاً تعليق على كلمة "انفرد

" نصه: "كأن الحافظ ابن حجر لم يعتد بقول ابن الجوزي عن أبي زرعة: إنه كذاب، فقال: انفرد أبو حاتم

". ثم كتب الحافظ في مكان ثالث: "وفي الحديث أشياء مفرقة، من روايات متنوعة=

ص: 196

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إلى أبي ذر، منها طريق عبيد بن خشخاش، عنه. وفيها من طريق أخرى قد ذكرتها في الهامش أولاً".

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 166 - 168 من طريقين عن إبراهيم بن هشام بن يحيى، بهذا الإِسناد.

وأخرجه الطبراني -مختصراً- في الكبير برقم (1651) من طريق إبراهيم بن هشام، به. بن

وأخرجه البيهقي في السير 9/ 4 باب: مبتدأ الخلق، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 167 وابنِ عدي في الكامل 7/ 2699، من طريق يحيى بن سعيد السعيدي - ويقال أيضاً: السعدي- حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد الله بن عمير، عن أبي ذر

وقالا: تفرد به يحيى بن سعيد السعيدي. نقول: يحيى بن سعيد قال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 129: "يروي عن ابن جريج المقلوبات، وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد". ثم أشار إلى هذا الحديث.

وقال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 404: "لا يتابع على حديثه، وليس بمشهور بالنقل".

وقال ابن عدي في الكامل. 7/ 2699: "وهذا حديث منكر من هذه الطريق

وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني، والقاسم بن محمد عن أبي ذر، والثالث حديث ابن جريح، وهذا أنكر الروايات، ويحيى بن سعد هذا- يقال: سعيد- يعرف بهذا الحديث".

وأخرج طرفاً منه: أحمد 5/ 178، 179، والنسائي في الاستعاذة- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 180، والبزار برقم (160) من طريق المسعودي، حدثنا أبو عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذرّ

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 159 - 160 باب: "السؤال للانتفاع وإن كثر. وقال: "رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط بنحوه، وعند النسائي طرف منه، وفيه المسعودي وهو ثقة، ولكنه اختلط". وذكره أيضاً 4/ 216 باب: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقال: "رواه الطبراني وفيه=

ص: 197