الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلي
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: العلي .. والأعلى .. والمتعال.
قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)} [الحج: 62].
وقال الله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1].
وقال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)} [الرعد: 9].
الله تبارك وتعالى هو العلي الأعلى، الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه:
له علو الذات .. وعلو الصفات .. وعلو القدر .. وعلو القهر.
فهو سبحانه ذو العلو والارتفاع على خلقه .. وهو العلي عن النظير والمثيل.
وهو سبحانه العلي العالي على كل شيء، القاهر لكل شيء، العلي الذي استوى على أعلى المخلوقات وأعظمها وأوسعها وهو العرش، ذو العظمة والكبرياء، وذو الجلال والجمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، العزيزالحكيم الذي:{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)} [الشورى: 4].
وهو سبحانه الكبير المتعال، فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
وهو سبحانه العظيم الذي لا أعظم منه، الكبير الذي لا أكبر منه، العلي الذي لا أعلى منه، فالله جل جلاله عال على كل شيء، وفوق كل شيء، وقاهر لكل شيء، عال على عرشه فوق السموات كما قال سبحانه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5].
والله عز وجل هو العلي الذي علا عن كل عيب وسوء ونقص، وعلا فوق كل شيء، رفيع الدرجات، المستحق لأعظم درجات التعظيم والمدح والثناء:{وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}
…
[الروم: 27].
وهو سبحانه العلي الأعلى الذي ينزل متى شاء؟، في أي وقت شاء؟، كيف شاء؟.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْألُنِي فَأعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَه» متفق عليه (1).
وينزِّل ما يشاء، على من شاء، في أي وقت شاء:{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)} [النحل: 2].
وأنزل الكتب على أنبيائه ورسله كما قال سبحانه: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران: 2 - 4].
وهو سبحانه الأعلى .. ووجهه الأعلى .. وكلامه الأعلى .. وسمعه الأعلى .. وبصره الأعلى .. وعلمه الأعلى .. وخلقه الأعلى .. ودينه الأعلى .. وحكمه الأعلى ..
وسائر صفاته عليا .. وله المثل الأعلى، وهو أحق به من كل ما سواه، ويستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان، فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحده، وليس ذلك إلا لله عز وجل فـ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} [الأعلى: 1 - 3].
فسبحان من له الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
وله المثل الأعلى في كل شيء .. في الخلق والأمر .. وفي الجلال والجمال .. والعلو والكمال .. والعظمة والكبرياء .. والتصريف والتدبير .. والسموات والأرض: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)} [الروم 26 - 27]
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1145) واللفظ له، ومسلم برقم (758).