الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الودود
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: الودود.
قال الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90)} [هود: 90].
وقال الله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} [البروج: 14 - 15].
الله تبارك وتعالى هو الودود، الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم وهم يحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه وداً ومحبة وإنابة.
وهو سبحانه الودود، الذي يحب ويود من أناب إليه، وذو المغفرة لمن تاب إليه، الواد لأهل طاعته، الراضي عنهم بأعمالهم الصالحة، المحسن إليهم لأجلها، المادح لهم بها، المثيب لهم عليها.
وهو سبحانه الودود، الذي يحب من أطاعه، ويبغض من عصاه، يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويحب المؤمنين والمتقين، ويحب الصابرين والصادقين، ويحب المحسنين والمتوكلين.
ويبغض ويكره الكافرين والمشركين، والمستكبرين والمفسدين، والظالمين والفاسقين، والمسرفين والخائنين، والكاذبين والمنافقين.
وهو سبحانه الودود بكثرة إحسانه، الذي يوده عباده ويحبونه، المستحق لأن يُود فيعبد ويحمد، لكماله وجماله وجلاله، وعظيم إحسانه.
فعلى المسلم أن يفعل ما يحبه الله ويرضاه .. ويجتنب ما يبغضه ويسخطه .. وأن يتودد إلى ربه بامتثال أمره واجتناب نهيه .. كما تودد إليه ربه بإدرار نعمه وفضله .. وأن يحبه كما أحبه .. ويحسن إلى خلقه كما أحسن الله إليه.
ومن حب العبد لله رضاه بما قدره وقضاه، وحب القرآن والعمل به، وحب الرسول وطاعته، والعمل بسنته، وحب ما جاء به.
وحب الله ورسوله يقوى بقوة العلم الشرعي، وكمال المعرفة بالله وآلائه، وكلما كان العبد عالماً بدين الله وأحكامه وشرعه عاملاً به، كان حبه لله أقوى من غيره من الجاهلين، وإن كانت محبة الله موجودة في الفطر، ولكنها تقوى بالذكر والعلم الشرعي، وتضعف بالجهل والغفلة، والشبهات والشهوات.
والإنسان قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه، وقد يرحم من لا يحب.
والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه، ويرحمه ويحبه، فإنه يحب التوابين، ويفرح بهم أشد الفرح، فهو المتودد إلى عباده بنعمه، الذي يود من تاب إليه، وأقبل عليه.
والله سبحانه رؤوف بالعباد، يحب لهم ويدعوهم إلى كل ما يسعدهم في الدنيا والآخرة، لأنه الرحيم الودود.
ومن أعظم نعم الله على عباده أن عرفهم الدين الحق، وبين لهم الحق من الباطل، والحلال من الحرام:{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)} [النساء: 26].
والله لطيف بعباده في جميع أحوالهم، وفيما شرعه لهم من الأحكام السهلة الميسرة، يتودد إليهم بنعمه المتوالية، وقبول توبتهم إذا تابوا، ويفرح بذلك كما قال سبحانه:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)} [النساء: 27].
ومن رحمة الرحيم الودود، وإحسانه الشامل .. علمه بضعف الإنسان من جميع الوجوه .. ضعف بدنه .. وضعف إيمانه .. وضعف صبره .. وضعف إرادته .. وضعف عزيمته .. وضعف تصوره.
فلعلمه سبحانه بهذا ورحمته خفف عن الإنسان ما يضعف عنه، وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته كما قال سبحانه:{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}
…
[النساء: 28].