الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الولي
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: الولي .. والمولى.
قال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} [البقرة: 257].
وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} [الحج:78].
الله تبارك وتعالى هو الولي الذي يتولى عباده المؤمنين بعونه وتوفيقه، ويتولاهم بالعناية والحفاظة، ويحفظهم من أن يستفزهم أعداؤهم عن دينهم، أو يصدوهم عن اتباع نبيهم.
وهو سبحانه الولي الذي يتولى نصر أوليائه وإرشادهم إلى ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ويتولى يوم القيامة ثوابهم وجزاءهم.
وهو سبحانه مالك الملك، ومالك التدبير في مخلوقاته، ولي الذين آمنوا، ينصرهم على أعدائهم، ويمكن لهم في الأرض، ويجيب دعاءهم، الذي يعتزون به بين أقوامهم، ويتوكلون عليه في جميع أمورهم:{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)} [النساء: 45].
وهو سبحانه ولي المؤمنين في الدنيا والآخرة، ولي من آمن به، وعدو من كفر به، ينصر أولياءه، ويخذل أعداءه:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)}
…
[محمد: 11].
وهو سبحانه ولي المؤمنين بإنعامه عليهم وإحسانه إليهم، وتوليه سائر مصالحهم:{فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} [الحج: 78].
والله عز وجل مولى الخلق أجمعين، فهو سيدهم وربهم، وخالقهم ومالكهم، وحاكمهم ومعبودهم، خلقهم ثم أمرهم بالإيمان والعمل الصالح.
فهو سبحانه الذي تولى عباده بحكمه القدري، فنفذ فيهم ما شاء من أنواع
التدبير والتصريف، ثم تولاهم بأمره الشرعي، فأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، ثم ردوا إليه ليتولى الحكم فيهم بالجزاء يوم القيامة، فيثيبهم على الطاعات، ويعاقبهم على السيئات كما قال الله تعالى:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)} [الأنعام: 62].
والله عز وجل هو المحب لأوليائه من الأنبياء وأتباعهم كما قال سبحانه: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)} [الأنعام: 127].
وهو سبحانه الذي تولى المؤمنين ولطف بهم، وأعانهم على طاعته، ويسر لهم كل سبب يوصل إلى محبته، وإنما تولاهم بسبب أعمالهم الصالحة التي قصدوا بها رضا مولاهم.
ومن أعرض عن مولاه واتبع هواه، فإن الله يسلط عليه الشيطان فيتولاه، ويفسد عليه دينه ودنياه، عقوبة له على معصية مولاه كما قال الله تعالى:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}
…
[البقرة: 257].
وأولياء الله عز وجل هم محبوه وناصروا دينه، فلهم السعادة في الدنيا والآخرة، والبشرى بما يسرهم كما قال سبحانه:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)} [يونس: 62 - 64].
ألا ما أعظم الخالق .. وما أكرم الولي الحميد .. وما أشد بطشه بالمجرمين.
فهل يليق بالعاقل أن يتوجه إلى غيره، ويتخذ ولياً غير الخالق الرازق، الغني الحميد؟:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)} [الأنعام: 14، 15].