الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القيوم
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: القيوم .. والقائم.
…
[البقرة: 255].
وقال الله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)} [طه: 111].
…
[آل عمران: 18].
الله تبارك وتعالى هو الحي القيوم، القائم الدائم الذي لا يزول، القائم بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره، القائم على كل شيء بالرعاية له، القائم بتدبير الخلائق، المتولي جميع ما يجري في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، وما يجري في الدنيا والآخرة، القائم بنفسه، القيوم لأهل السموات والأرض، القائم بقسمة أرزاقهم، وتصريف أحوالهم، وحشرهم وحسابهم.
وهو سبحانه القيوم بنفسه، لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد، ولا قيام للخلائق كلها من كبير وصغير، وقوي وضعيف، إلا بإقامة الحي القيوم لهم، فجميع المخلوقات الله سبحانه القائم عليها، لأنها ليست قائمة بنفسها، بل هي محتاجة للحي القيوم الذي يخلقها ويحييها ويحفظها ويرزقها.
ومن عرف ربه بذلك توكل عليه، وانقطع قلبه عن الخلق إليه.
وهو سبحانه القيوم الذي قام بنفسه، فاستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام به غيره، فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد، والإمداد، والبقاء:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} [فاطر: 15].
والله جل جلاله هو الحي القيوم، الذي لكمال حياته وقيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه.
مالك السموات والأرض، الذي لكمال ملكه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه. العالم بكل شيء، الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلق وما خلفهم، فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه.
السميع لأصوات وأقوال وحركات الخلائق، الذي لكمال سمعه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
البصير بكل شيء، الذي لكمال بصره لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
وهو سبحانه القائم على هذا الكون العظيم بكلياته وجزئياته في كل وقت، في السموات والأرض، في الدنيا والآخرة، القائم على كل نفس، يعلم أحوالها، ويسمع أقوالها، ويبصر أفعالها.
فهل يليق بالعاقل أن يجعل لربه الحي القيوم شريكاً في الخلق والتدبير والعبودية .. ؟.
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ .. وماذا بعد النور إلا الظلام .. ؟: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
…
[الرعد: 33].
اللهم اهدنا فيمن هديت .. وعافنا فيمن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وقنا برحمتك واصرف عنا شر ما قضيت.