الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوكيل
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: الوكيل.
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132)} [النساء: 132].
وقال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)}
…
[الزمر: 62].
الله تبارك وتعالى هو الوكيل، الذي جميع المخلوقات تحت وكالته وتدبيره وتصريفه، الذي توكل ببيان دينه، وحفظه، وحفظ كتابه، وحفظ المؤمنين، وعصمتهم عما يزيل إيمانهم ودينهم ودولتهم.
وهو سبحانه الوكيل، الكفيل بأرزاق الخلائق كلها، القائم بكل ما يصلحهم، المتكفل بإيصال أرزاق الخلق إليهم، وله وحده الخلق والأمر، يدبر أمر الخلائق، ويقسم الأرزاق، ويصرف الأحوال، ويفعل ما يشاء.
فكل ما نحتاجه، وكل ما لا بد لنا منه، فالله سبحانه هو الوكيل والكفيل المتوكل بإيصاله إلينا، إما بنفسه فيخلق الشبع والري كما يخلق لنا الهداية في القلوب، أو يوصله إلينا بواسطة سبب، ملك أو غيره يوكل بالعبد، فيوصل إليه حقه الذي قسمه الله له.
فهو سبحانه الوكيل المطلق، الذي الأمور كلها موكولة إليه، وهو قادر على القيام بها، وفي بإتمامها.
وهو سبحانه وحده الوكيل الذي تفرد بحفظ الخلق، وكفايتهم، والقيام عليهم، وأمرهم جميعاً بيده، فلا يكون أمر إلا بإذنه.
وقد أمر الله سبحانه بالتوكل عليه، وتفويض الأمور كلها إليه فقال سبحانه:{وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)} [المائدة: 23].
والتوكل على الله نوعان:
أحدهما: توكل العبد على الله في جلب المنافع الدنيوية، ودفع المصائب
الدنيوية.
الثاني: التوكل على الله في حصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان واليقين، والجهاد والدعوة، والعمل الصالح.
فبين النوعين من الفضل مما لايحصيه إلا الله.
فمتى توكل العبد على ربه في النوع الثاني حق توكله، كفاه النوع الأول تمام الكفاية.
ومن توكل عليه في الأول دون الثاني كفاه أيضاً، لكن لا يكون له عاقبة التوكل عليه فيما يحبه الله ويرضاه.
فأعظم التوكل عليه سبحانه التوكل في الهداية، وتجريد التوحيد، ومتابعة الرسول، فهذا توكل الأنبياء وخاصة أتباعهم.
وهو سبحانه الكافي لمن توكل عليه، وفوض أمره إليه كما قال سبحانه:{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)} [الأحزاب: 3].
وأخبر سبحانه عن محبته لمن توكل عليه بقوله: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [آل عمران: 159].
ووعد الله المتوكلين عليه بالأجر العظيم فقال سبحانه: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)} [الشورى: 36].
وإذا علم العبد أن وكيله غني كريم، وفيّ قادر، فليسأله وحده، ويعرض عما سواه كما قال سبحانه:{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
…
[هود: 123].
اللهم: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)} [الممتحنة: 4].