الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القادر
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: القادر .. والقدير .. والمقتدر.
قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)} [الأنعام: 65].
وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)} [المعارج: 40، 41].
وقال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} [الملك: 1].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} [القمر: 54 - 55].
الله تبارك وتعالى هو القادر، الذي له القدرة التامة الشاملة الكاملة، الذي لا يعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، القادر على ما يشاء، وعلى ما يريد، لا يعترضه عجز ولا فتور، ولاجهل ونسيان.
وهو سبحانه القدير التام القدرة، وبقدرته أوجد الكائنات، وخلق المخلوقات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.
وهو سبحانه المقتدر التام القدرة، الذي لا يمتنع عليه شيء، القادر على كل شيء، المظهر قدرته بفعل كل شيء، فلا يعجزه شيء على الإطلاق:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)} [فاطر: 44].
والله جل جلاله هو الخالق، القادر على خلق كل شيء، خلق العرش والكرسي، وخلق السموات والأرض، وخلق الكواكب والنجوم، وخلق
الشمس والقمر، وخلق الملائكة والروح.
وخلق سبحانه التراب والجبال، وخلق البحار والرياح، وخلق الماء والنار، وخلق النبات والحيوان، وخلق الإنس والجان، وخلق كل شيء فقدره تقديراً.
وهذه المخلوقات العظيمة وغيرها مما لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن لأحد أن يعدها أو يحصيها أو يحيط بها، كلها دالة على كمال قدرة الله عز وجل:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}
…
[الزمر: 67].
فسبحان العظيم كامل العظمة، القوي كامل القوة، القادر كامل القدرة الذي خلق السموات والأرض، وخلق الدنيا والآخرة، وهو على كل شيء قدير.
وكل ما خلقه الله فهو إ حسان إلى عباده، ولهذا كان الله مستحقاً للحمد على كل حال، وكل المخلوقات التي خلقها الله عز وجل هي من آلائه، والآلاء هي النعم.
والنعم كلها من آياته الدالة على ذاته المقدسة ووحدانيته وكمال علمه وقدرته، وفيها منافع لعباده غير الاستدلال كما في خلق الشمس والقمر، والليل والنهار، والنبات والحيوان، فإن هذه كلها من آياته، وفيها نعم عظيمة على عباده غير الاستدلال.
فهي توجب الشكر لما فيها من النعم، وتوجب التذكر لما فيها من الدلائل على عظمة البارئ وقدرته كما قال سبحانه:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)} [الفرقان: 62].
وكل عبد يدعوه إلى عبادة الله داعيان:
داعي الشكر .. وداعي العلم.
فإنه يشهد نعم الله التي لا تحصى مبذولة لكل مخلوق، وذلك داع إلى شكرها، وقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، والله تعالى هو المنعم المحسن، الذي كل ما بالعباد من نعمة فمنه وحده لا شريك له.
ويشهد كذلك كمال قدرة الله وعظمته، وجلاله وكبريائه.
فينشأ من هذا التعظيم لله، ومن ذاك الشكر له، ومحبته، والذل له.
وهذه هي العبودية التي أرادها الله من عباده، وخلقهم من أجلها كما قال سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
…
[الذاريات: 56].
فوا عجباً كيف يعصى من هذا خلقه، وهذا إحسانه، وهذه قدرته؟.
وكيف لا يشكر وهذا فضله وإنعامه وإحسانه لعموم عباده؟.
وكيف لا يعبد ويطاع، وهو الكبير الذي بيده الملك، وله الكمال والجلال والجمال، وله الكبرياء في السموات والأرض؟.