الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقيت
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: المقيت.
…
[النساء: 85].
الله تبارك وتعالى هو المقيت، الذي خلق الأقوات كلها، وأوصل إلى كل مخلوق ما يقتات به، وأوصل إلى الكائنات أرزاقها، وصرَّفها بين هذه المخلوقات العظيمة كيف شاء بحمده وحكمته، وعلمه ورحمته.
وهو سبحانه القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، الذي يعطي كل إنسان وطير وحيوان قوته على ممر الأوقات.
فهو سبحانه الذي يمد هذه الخلائق في كل وقت بما جعله قواماً لها، فإذا أراد موت شيء منها، حبس عنه ما جعله مادة لبقائه من القوت، فيهلك بإذنه.
والله عز وجل هو الغني الكريم، المعطي الخلق أقواتهم، الصغير والكبير، والقوي والضعيف، والناطق والصامت، والذاكر والغافل:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)} [هود:6].
وقد قدر الله سبحانه جميع الأرزاق والآجال والأعمال لجميع الخلائق .. وقدر أقوات أهل الأرض .. وما يصلح لمعايشهم من النبات والشجر والحبوب والمنافع والتجارة.
وجعل في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرى من المنافع والمكاسب والثمار .. ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة والأسفار من بلد إلى بلد .. فيحصل بسبب ذلك من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يعلمه إلا الله العليم الحكيم.
قال الله تعالى عن الأرض: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)} [فصلت: 10].
والله عز وجل خالق الأقوات كلها .. جعل سبحانه لكل مخلوق من المخلوقات قوتاً يناسبه:
فالأبدان قوتها المأكول والمشروب .. والأرواح قوتها العلوم الإلهية والذكر .. والملائكة قوتها التسبيح والتقديس لله.
فسبحان العليم الخبير .. المقيت لعباده .. الحافظ لهم .. الشاهد لأحوالهم.
وسبحان الغني الكريم، الرقيب الشهيد، الذي خلق الخلائق، وتكفل بأرزاقهم من كانوا، وحيثما كانوا؟
علمه سبحانه محيط بكل شيء .. ورحمته وسعت كل شيء .. وخزائنه مملوءة بكل شيء .. وهو المقيت بكل شئ.
قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)} [الحجر: 21].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَدُ اللهِ مَلأى لا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. وَقَالَ: أرَأيْتُمْ مَا أنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» متفق عليه (1).
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4684) واللفظ له، ومسلم برقم (992).