الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشهيد
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: الشهيد.
قال الله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98)} [آل عمران: 98].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)}
…
[الفتح: 28].
الله تبارك وتعالى هو الشهيد، المطلع على جميع المخلوقات، الذي يسمع جميع الأصوات خفيّها وجليّها، ويبصر جميع الموجودات صغيرها وكبيرها، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه، فهو الشهيد على أفعالهم، الحفيظ لأقوالهم، العليم بسرائرهم، وما تكن صدورهم وما يعلنون، الذي أحاط علمه بكل شيء، ولا يعزب عنه شيء.
وهو سبحانه الشهيد القريب من خلقه، الذي يراهم جميعاً في آن واحد، ويسمع ما يتناجون به، ويرى ما يخوضون فيه، ويعلم ما يجول في خواطرهم، وما تهجس به ضمائرهم، لا يغيب عنه من أمرهم شيء يقولونه أو يفعلونه أو يكتمونه:{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)} [يونس: 61].
وهو سبحانه الشهيد، العليم بكل شيء، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، الذي علم جميع أفعال العباد، وأحصاها قبل فعلها وبعد فعلها، لأنه علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [المجادلة: 6].
والله عز وجل عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء وإن دق وصغر كما قال سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)} [آل عمران: 5].
والله جل جلاله لا يحتاج إلى الشهود على العباد، لأنه على كل شيء شهيد.
قد شهد سبحانه لنفسه بأعظم شهادة في كتابه فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
…
[آل عمران: 18].
فسبحان الملك الرقيب الشهيد، الذي لا يعزب عنه شيء من مخلوقاته، ظاهرها وباطنها، كبيرها وصغيرها.
يرى مكانها .. ويسمع تسبيحها .. ويعلم أحوالها.
…
[الإسراء: 44].
وسبحان الشهيد الذي يرى الكون كله وهو مستو على عرشه، يرى الهباءة الطائرة .. والجبال الشاهقة .. ويرى الحيوانات، والنباتات، والذرات في قعر البحر الأسود.
ويرى سبحانه كل ذرة، وكل نبتة، وكل شجرة في العالم، في ظلمة الليل الأسود.
ويرى سبحانه أهل الطاعات وهم يطيعونه .. ويرى أهل المعاصي وهم يعصونه .. ويرى ويسمع دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء.
فسبحان: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)}
…
[البروج:9].
واذا علم العبد أن الله هو الذي خلقه وصوره، وأسكنه في ملكه، وعافاه وأنعم عليه.
وعلم كذلك أن ربه يراه، ويسمع كلامه، ويعلم سره وعلانيته، هو أقرب إليه من نفسه.
إذا شهد هذا .. وهذا .. استحى من ربه أن يعصيه، وخاف من عقوبته، وأقبل على طاعته، لما يراه من عظمته، وجزيل إنعامه، وحسن إكرامه.