الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصّمد
ومن أسمائه الحسنى عز وجل: الصمد.
قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص: 1، 2].
الله تبارك وتعالى هو الصمد .. السيد المطاع الذي لا يُقضى دونه أمر .. السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج .. الذي لا أحد فوقه .. السيد الذي يُصمد إليه في الأمور .. ويُقصد في الحوائج والنوازل .. السيد العظيم الدائم الباقي الذي لا يفنى .. الذي يلجأ إليه وحده عند الشدائد والحاجات.
وهو سبحانه الصمد الذي تقدس وتنزه عن صفات الخلق، الذي:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 3، 4].
وهو سبحانه الصمد العظيم، القادر على كل شيء، وليس في الوجود صمد سواه، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد.
وهو سبحانه الصمد الذي قد كمل في سؤدده .. العظيم الذي قد كمل في عظمته .. الحليم الذي قد كمل في حلمه .. الغني الذي قد كمل في غناه .. الجبار الذي قد كمل في جبروته .. العالم الذي قد كمل في علمه .. الحكيم الذي قد كمل في حكمته .. الصمد الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد.
له سبحانه الأسماء الحسنى، والصفات العلا كما قال سبحانه:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)} [طه: 8].
والله عز وجل هو الصمد الباقي الدائم الذي لا يفنى ولا يزول، الأول بلا ابتداء، الدائم بلا انتهاء كما قال سبحانه عن نفسه:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد: 3].
والأحد والصمد اسمان من أسماء الله عز وجل، يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بصفات الكمال.
فالأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع
صفات الكمال، لأنه الذي كمل في سؤدده.
والله سبحانه هو المستحق أن يكون هو الصمد دون سواه؛ لأن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه، وليس أحد يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى كل شيء، إلا الله تبارك وتعالى.
وقد اشتملت سورة الإخلاص على اسمين من أسماء الله الحسنى (الأحد والصمد) وهما يتضمنان جميع صفات الكمال، ولم يوجدا في غيرها من السور ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن.
فيجب على العبد أن يعلم أن الله هو الأحد الصمد وحده لا شريك له، فلا يقصد بعبادته غيره، ولا يلجأ في حوائجه إلا إليه.
فواعجباً من غفلة العباد عمن لا يغفل عن برهم والإحسان إليهم، كما قال سبحانه:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)} [الأنعام: 14].
وواعجباً من إعراضهم عن ربهم، وتعلقهم بعبادة ما سواه، كما قال سبحانه:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)} [الزمر: 64].
فواحسرتاه .. ماذا تفعل الشياطين ببني آدم، حتى اجتالتهم عن دينهم، وزينت لهم سوء أعمالهم:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
…
[البينة: 5].