الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك. ثم قال: من أخطأ في الاسم ليس كمن أخطأ في المعنى، الخطأ في المعنى أصعب. ثم قال: فيما يقول هذا القائل فيمن جهل بعض الأعمال؟ هو مثل من جهل المعرفة -يريد التوحيد كله- ثم قال: هذا باب لم أعمل فيه فكري ولكن انظر لك فيه. فلما قال لي ذلك أغمي عليه فقبلت جبينه ولم يعلم بذلك وما شعر بي وذلك أني قبلت في ذلك [المجلس يده] فمد يدي فقبلها فلما كان بعد العصر من يومي ذلك رجعت إليه فقال لي ابن أخيه عتيق: إنه سأل عنك، وقال: قل له: الإيمان: قول وعمل فقعدت عنده حذاء وجهه ففتح عينه ثقيلا فقال لي: الفريابي؟ قلت نعم أكرمك الله. قال: لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت قال: (إيمانا بك وتصديقا بكتابك) وهذا دليل على أن جميع الأعمال من الإيمان. قال أبو سعيد: هذا آخر مسألة سألت المزني عنها ومات بعد هذا بثلاثة أيام. (1)
موقفه من القدرية:
- جاء في أصول الاعتقاد: عن عصام بن منصور الرازي قال: سألت المزني عن معنى حديث ابن مسعود عندما قال: إن يك صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان؟ قال المزني: يحتمل عندي أن ذلك من محبته لأنه عدو الله يحب الخطأ ويكره الصواب فأضاف إلى الشيطان لأن الشيطان كان له في ذلك صنع. وقد قال الله عز وجل: {لا تعبدوا الشيطان} (2) لا أنهم
(1) أصول الاعتقاد (5/ 957 - 959/ 1596).
(2)
يس الآية (60).
قصدوه بالعبادة ولكن لما عملوا بالمعاصي التي نهاهم الله عنها جعل ذلك عبادة للشيطان لأن ذلك من شأنه فأضاف ذلك إليه لا أنهم قصدوا عبادته ولا إجلاله ولا إعظامه وقال الله عز وجل {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (1). قال في التفسير: لم يعبدوهم ولكنهم كانوا إذا حرموا شيئا حرموه وإذا أحلوا أحلوه لا أنهم اتخذوهم أربابا ولكن أطاعوهم فسموا بذلك. وقال صاحب الخضر: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} وقال: {وَأَضَلَّهُمُ السامري} (3) وقال: {قل يتوفاكم ملك الموت} (4) وقال: {اللَّهُ يتوفى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (5) فالله الخالق لكل ذلك وإن أضيفت الأسباب إلى من يدعو إليها والله الخالق لا غير الله وأفعال العباد مخلوقة لا يقدر أحد أن يشاء شيئا إلا أن يشاء الله وقال: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (6).اهـ (7)
- وفيه: عن عصام بن الفضل: سمعت المزني يقول سألت الشافعي عن
(1) التوبة الآية (31).
(2)
الكهف الآية (63).
(3)
طه الآية (85).
(4)
السجدة الآية (11).
(5)
الزمر الآية (42).
(6)
التكوير الآية (29).
(7)
أصول الاعتقاد (4/ 777 - 778/ 1306).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ستة لعنهم الله
…
فذكر المكذب بالقدر" (1) فقلت له من القدرية؟ فقال: نعم هم الذين زعموا أن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون. قال المزني: هذا عندي كفر. (2)
عبد الله بن أيوب المُخَرِّمي (3)(265 هـ)
الإمام المحدث أبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح البغدادي سمع من سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليمان، وعبد المجيد بن عبد العزيز. وروى عنه علي ابن حسنويه القطان، ويحيى بن محمد، وإسماعيل بن محمد الصفار.
قال عنه محمد بن سليمان الباغندي: خرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء، فانحدرت في الحال من سرمن رأى إلى بغداد فدققت عليه الباب فخرج إلي، فقلت له: البشرى، فقال: بشرك الله بخير، وما هي؟ قال: قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء، قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار. وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر إليهم فانصرفوا.
توفي سنة خمس وستين ومائتين.
(1) أخرجه من حديث عائشة: الترمذي (4/ 397 - 398/ 2154) والحاكم في موضعين (1/ 36) وصححه ووافقه الذهبي، و (4/ 90) وصححه وخالفه الذهبي فقال:"والحديث منكر بمرة ". وابن حبان (13/ 60/5749) وابن أبي عاصم (1/ 24 - 25/ 44). وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في تخريج السنة لابن أبي عاصم.
(2)
أصول الاعتقاد (4/ 779/1307).
(3)
الثقات لابن حبان (8/ 362) والأنساب للسمعاني (5/ 225) وتاريخ بغداد (10/ 81 - 82) والسير (12/ 359) والمنتظم (12/ 200).