الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن مسعود: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا فقال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال: "هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1)، وحديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وأمتي تفترق على ثلاثة وسبعين، كلها في النار إلا واحدة". قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: "ما أنا عليه اليوم وأصحابي"(2).اهـ (3)
موقفه من الجهمية:
- جاء في أصول الاعتقاد: عن عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال سمعت إسحاق بن داود الشعراني يذكر أنه عرض على محمد بن أسلم كلام رجل تكلم في القرآن فقال محمد بن أسلم: أما أسماء الله التي قد ذكرها فإنها كلها أسماؤه، فإذا قال الإنسان نعبد الله، فإنما يعني الاسم والمعنى شيء واحد فهو موحد. (4)
- وفيه: عن محمد بن أسلم الطوسي: إن من قال إن القرآن يكون
(1) تقدم ضمن مواقف الإمام مالك سنة (179هـ).
(2)
تقدم ضمن مواقف الإمام أحمد سنة (241هـ).
(3)
الحلية (9/ 242) وانظر السير (12/ 200).
(4)
أصول الاعتقاد (2/ 240/353).
مخلوقا بالألفاظ فقد زعم أن القرآن مخلوق. (1)
- قال أبو نعيم: وأما كلامه في النقض على المخالفين من الجهمية والمرجئة فشائع ذائع. وقد كان رحمه الله من المثبتة لصفات الله أنها أزلية غير محدثة في كتابه المترجم بالرد على الجهمية ذكرت منه فصلا وجيزا من فصوله وهو: ما حدثناه محمد بن جعفر المؤدب حدثنا أحمد بن بطة بن إسحاق حدثنا إسماعيل بن أحمد المديني حدثنا أبو عبد الله بن موسى بمكة وهو عن محمد بن القاسم خادم محمد بن أسلم وصاحبه، قال: سمعت محمد بن أسلم يقول: زعمت الجهمية أن القرآن مخلوق وقد أشركوا في ذلك، وهم لا يعلمون لأن الله تعالى قد بين أن له كلاما فقال:{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} (2) وقال في آية أخرى {وكلم الله موسى تكليمًا} (3) فأخبر أن له كلاما وأنه كلم موسى عليه السلام فقال في تكليمه إياه {يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} (4) فمن زعم أن قوله: {يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} خلق وليس بكلامه فقد أشرك بالله، لأنه زعم أن خلقا قال لموسى إني أنا ربك، فقد جعل هذا الزاعم ربا لموسى دون الله. وقول الله أيضا لموسى في تكليمه {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
(1) أصول الاعتقاد (2/ 388/588).
(2)
الأعراف الآية (144).
(3)
النساء الآية (164).
(4)
طه الآيتان (11و12).