الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عرف من شدة الخوارج في القتال وثباتهم وإقدامهم على الموت، ومن تأمل ما ذكر أهل الأخبار من أمورهم تحقق ذلك، وقد ذكر ابن بطال عن المهلب قال: التألف إنما كان في أول الإسلام إذ كانت الحاجة ماسة لذلك لدفع مضرتهم، فأما إذ أعلى الله الإسلام فلا يجب التألف إلا أن تنزل بالناس حاجة لذلك فلإمام الوقت ذلك. (1)
موقفه من المرجئة:
- عن محمد بن يوسف بن مطر قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن الإيمان فقال: قول وعمل بلا شك. (2)
- عن الحسين بن محمد بن الوضاح ومكي بن خلف بن عفان قالا: سمعنا محمد بن إسماعيل يقول: كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة ولم أكتب إلا عن من قال: الإيمان قول وعمل ولم أكتب عن من قال: الإيمان قول. (3)
- وقال رحمه الله في عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: كان يرى الإرجاء، كان الحميدي يتكلم فيه. (4)
- وكتاب الإيمان من صحيحه إنما وضعه رحمه الله ردا على المرجئة، فركز في جملة أبوابه على دخول الأعمال في مسمى الإيمان. وأول ما افتتح به
(1) الفتح (12/ 360 - 361).
(2)
أصول الاعتقاد (5/ 959/1598).
(3)
أصول الاعتقاد (5/ 959/1597).
(4)
تهذيب الكمال (18/ 274).
كتاب الإيمان قوله: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس"(1). وهو قول وفعل، ويزيد وينقص. قال الله تعالى:{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (2){وزدناهم هدًى} (3){ويزيد الله الذين اهتدوا هدًى} (4){وَالَّذِينَ اهتدوا زادهم هدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (5){ويزداد الَّذِينَ آَمَنُوا إيمانًا} (6) وقوله: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (7) وقوله جل ذكره: {فَاخْشَوْهُمْ فزادهم إيمانًا} (8) وقوله تعالى: {وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا} (9). والحب في الله والبغض في الله من الإيمان. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان.
فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما
(1) أحمد (2/ 143) والبخاري (1/ 67 - 68/ 8) ومسلم (1/ 45/16) والترمذي (5/ 7/2609) والنسائي
…
(8/ 481 - 482/ 5016) عن ابن عمر.
(2)
الفتح الآية (4).
(3)
الكهف الآية (13).
(4)
مريم الآية (76).
(5)
محمد الآية (17).
(6)
المدثر الآية (31).
(7)
التوبة الآية (124).
(8)
آل عمران الآية (173).
(9)
الأحزاب الآية (22).
أنا على صحبتكم بحريص (1). وقال إبراهيم: {وَلَكِنْ ليطمئن قَلْبِي} (2). وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة (3). وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله (4). وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر (5). وقال مجاهد: {شرع لكم
…
} (6): أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا. وقال ابن عباس: {شرعةً وَمِنْهَاجًا} (7): سبيلا وسنة (8). (9)
- وقال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن كتاب الإيمان الذي افتتح به الصحيح قرر مذهب السنة والجماعة، وضمنه الرد على المرجئة، فإنه كان من القائمين بنصرة السنة والجماعة، مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان. (10)
(1) وصله ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (135) وفي المصنف (6/ 166/30384) وابن بطة (2/ 9/123/ 1166) وأصول الاعتقاد (4/ 926/1572) والخلال في السنة (4/ 57/1162) وأحمد في الإيمان كما في الفتح (1/ 65).
(2)
البقرة الآية (260).
(3)
تقدم في مواقف معاذ سنة (18هـ).
(4)
قال الحافظ في الفتح (1/ 66): "وصله الطبراني (9/ 104/8544) بسند صحيح، وبقيته "والصبر نصف الإيمان"". وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 34) والبيهقي في الزهد من حديثه مرفوعا، ولا يثبت رفعه. اهـ
(5)
قال الحافظ ابن رجب في كتابه 'فتح الباري' له (1/ 16): "هذا الأثر لم أقف عليه إلى الآن في غير كتاب البخاري)، وقال الحافظ ابن حجر: "لم أره موصولا إلى الآن". قال: قد ورد معنى قول ابن عمر عند مسلم (4/ 1980/2553) من حديث النواس بن سمعان مرفوعا.
(6)
الشورى الآية (13).
(7)
المائدة الآية (48).
(8)
أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/ 193) وصحح إسناده الحافظ في الفتح (1/ 67).
(9)
فتح الباري (1/ 63).
(10)
مجموع الفتاوى (7/ 351).