الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومائتين. وعني بهذا الشأن وهو مراهق، فسمع في سنة عشرين ومائتين ولقي الأعلام وكتب علماً جماً. روى عن القعنبي ومسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب وخلق. وروى عنه أبو عوانة، وأبو حاتم بن حبان وأبو القاسم الطبراني وآخرون. وكان ثقة صادقاً مأموناً أديباً فصيحاً مفوهاً رحل إليه من الآفاق. توفي أبو خليفة سنة خمس وثلاثمائة بالبصرة.
موقفه من الجهمية:
- قال أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني ابن أخت أبي عوانة سمعت أبي يقول لأبي علي النيسابوري الحافظ: دخلت أنا وأبو عوانة البصرة، فقيل: إن أبا خليفة قد هجر، ويدعى عليه أنه قال: القرآن مخلوق. فقال لي أبو عوانة: يا بني لابد أن ندخل عليه. قال: فقال له أبو عوانة: ما تقول في القرآن؟ فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قط، أستغفر الله. قال: فقام أبو علي إلى أبي، فقبل رأسه. ثم قال أبي: قام أبو عوانة إلى أبي خليفة، فقبل كتفه. (1)
- وجاء في الطبقات عن علي بن أحمد بن جعفر قال: حضر رجل مجلس أبي خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي، فذكر أبا عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل رضي الله عنه، فقال أبو خليفة: على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضوان الله. فهو إمامنا ومن يقتدى به، ونقول بقوله، الواعي للعلم
(1) السير (14/ 10).
المتقن لروايته، الصادق في حكايته، القيم بدين الله عز وجل، المستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إمام المسلمين، والناصح لإخوانه من المؤمنين، فقال له الرجل: يا أبا خليفة، ما تقول في قوله: القرآن كلام الله غير مخلوق؟ فقال: صدق والله في مقالته. وقمع كل بدعي بمعرفته. قوله الصواب، ومذهبه السداد. هو المأمون على كل الأحوال، والمقتدى به في جميع الفعال. فقال له الرجل: يا أبا خليفة، فمن قال القرآن مخلوق؟ قال: ذاك الرجل ضال مبتدع ألعنه ديانة، وأهجره تقرباً إلى الله عز وجل، بذلك قام أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه، مقاما لم يقمه أحد من المتقدمين، ولا من المتأخرين. فجزاه الله عن الإسلام وعن أهله أفضل الجزاء. (1)
قاسم بن زكريا المُطَرِّز (2)(305 هـ)
هو الإمام العلامة المقرئ المحدث الثقة، أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي، المعروف بالمُطَرِّز. حدث عن سويد بن سعيد، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وإسحاق بن موسى الأنصاري وطبقتهم. وحدث عنه أبو حفص الزيات وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، ومحمد بن المظفر وعدد كثير. صنف المسند والأبواب، وتصدر للإقراء. توفي رحمه الله في صفر سنة خمس وثلاثمائة وهو في عشر التسعين. وكان ثقة مأموناً، أثنى عليه الدارقطني وغيره.
(1) طبقات الحنابلة (1/ 250 - 251).
(2)
تاريخ بغداد (12/ 441) وسير أعلام النبلاء (14/ 149 - 150) وتهذيب الكمال (23/ 352 - 353) وشذرات الذهب (2/ 246).