الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقفه من الجهمية:
جاء في سير أعلام النبلاء: وله وصية أكثرها على قواعد السلف يقول فيها: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر. (1)
محمد بن مَنْدَه (2)(301 هـ)
الإمام الحافظ محمد بن يحيى بن منده، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني، جد صاحب التصانيف الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق. ولد في حدود العشرين ومائتين في حياة جدهم منده. سمع أبا كريب وعبد الله بن معاوية الجمحي وسفيان بن وكيع وموسى بن عبد الرحمن بن مهدي وغيرهم. وحدث عنه أبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وخلق كثير. قال أبو الشيخ: هو أستاذ شيوخنا وإمامهم. وقال عنه ابن خلكان: كان أحد الحفاظ الثقات، وهم أهل بيت كبير، خرج منه جماعة من العلماء. وقال الذهبي: كان محمد بن يحيى من أوعية العلم. توفي رحمه الله في رجب سنة إحدى وثلاثمائة.
موقفه من الجهمية:
جاء في ذم الكلام بالسند إليه قال: ليتق امرؤ، وليعتبر بمن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته، كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً
(1) السير (14/ 145).
(2)
طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 442) وطبقات الحنابلة (1/ 328) ووفيات الأعيان (4/ 289) وسير أعلام النبلاء (14/ 188 - 193) والوافي بالوفيات (5/ 189).
مطروداً من المجالس والبلدان، لاعتقاده القبيح وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل الكرابيسي والشراطي وابن كلاب وابن الأشعري وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه في دين الله عز وجل. (1)
" التعليق:
هؤلاء الذين ذكرهم هذا الإمام هم عمدة العقيدة عند القوم وهم المصدر الأساسي، وإن كان فيهم من فيه سنة ووافق أهل السنة في إثبات الصفات على العموم كابن كلاب وخالف في إثبات الصفات الاختيارية، ونقل عنه أنه أول من أنكرها، وتبعه الأشعري بعد خروجه من الاعتزال، وهذا الأخير صرح بعض أهل العلم أنه رجع إلى مذهب السلف، وهذا فيه تسامح كما بين ذلك ابن تيمية في كثير من كتبه أن معرفته بالسنة معرفة إجمالية، ومعرفته بالكلام وأهله معرفة تفصيلية، فكلام الشيخ فيه أقعد وأضبط على خلاف ما نقل عن ابن كثير كما نقله المرتضى في شرح الإحياء.
وأما الكرابيسي فتقدم ما قاله الإمام أحمد فيه وفي كتبه وإن كان تاب كما روى ذلك الخطيب في 'شرف أصحاب الحديث' كما تقدم. والحاصل أن هذا الإمام لعله أخذ من الاثنين الجانب السلبي وهو الجانب الكلامي وما اعتبر ما لهم من الميل إلى السنة والله أعلم. وعلى كل حال فهذا موقف شريف يحتفظ به لهذا الإمام فجزاه الله أحسن الجزاء.
(1) ذم الكلام (ص.282).