الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يكن للشافعية فقيه بالعراق أرأس منه، ولا أشد ورعا، وكان من التقلل على حالة عظيمة يعني في المطعم، فقرا وورعا وصبرا على الفقر، وكان لا يسأل أحدا شيئا. توفي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين.
موقفه من الرافضة:
- جاء في طبقات الشافعية: له في المقالات كتاب سماه: 'كتاب اختلاف أهل الصلاة في الأصول' وقف عليه ابن الصلاح وانتقى منه فقال: ومن خطه نقلت أن أبا جعفر قال: ما تعرض في هذا الكتاب لما يختار هو وأنه روى في أوله حديث: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة (1)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأنه بالغ في الرد على من فضل الغنى على الفقر، وأنه نقل أن فرقة من الشيعة قالوا: أبو بكر وعمر أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أن عليا أحب إلينا. قال أبو جعفر: فلحقوا بأهل البدع، حيث ابتدعوا خلاف من مضى. (2)
موقفه من الجهمية:
- قال والد أبي حفص بن شاهين: حضرت أبا جعفر، فسئل عن
(1) أحمد (2/ 322) وأبو داود (5/ 4/4596) والترمذي (5/ 25/2640) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (2/ 1321/3991) وابن حبان (14/ 140/6247) و (15/ 125/6731) والحاكم (1/ 128) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 403): "فيه نظر، فإن محمد بن عمرو فيه كلام، ولذلك لم يحتج به مسلم وإنما روى له متابعة، وهو حسن الحديث".
(2)
طبقات الشافعية (1/ 288).
حديث النزول (1)، فقال: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. (2)
عبد الله بن المعتز (3)(296 هـ)
الأمير الهاشمي العباسي عبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي، أبو العباس البغدادي الأديب الشاعر. ولد سنة تسع وأربعين ومائتين، وتأدب بالمبرد وثعلب وغيرهما، وروى عنه مؤدبه ومحمد بن يحيى الصولي. قال ابن خلكان: كان أديبا بليغا شاعرا مطبوعا مقتدرا على الشعر قريب المأخذ سهل اللفظ جيد القريحة، حسن الإبداع للمعاني، مخالطا للعلماء والأدباء معدودا من جملتهم. وقال صلاح الدين الصفدي: وكان سني العقيدة منحرفا عن العلويين.
وفي سنة ست وتسعين خلع المقتدر بالله وبويع لعبد الله بن المعتز، فقال: على شرط أن لا يقتل بسببي رجل مسلم، وكان حول المقتدر خواصه، فلبسوا السلاح، فتفرق عن ابن المعتز جمعه، وخاف، فاختفى، ثم قبض عليه، وقتل سرا في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين، ودفن في خرابة بإزاء داره رحمه الله. ومن شعره:
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك مرت بنا سحرا طير، فقلت لها لكن هو الدهر فألقيه على حذر
…
خانتك من بعد طول الأمن دنياك
(1) انظر تخريجه في مواقف حماد بن سلمة سنة (167هـ).
(2)
السير (13/ 547).
(3)
تاريخ بغداد (10/ 95 - 101) والمنتظم (13/ 84 - 90) ووفيات الأعيان (3/ 76 - 80) والسير (14/ 42 - 44) والبداية والنهاية (11/ 115 - 117) والوافي بالوفيات (17/ 447 - 467).