الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقهاء، مبرزا من أهل النظر والمناظرة والحجة، فيما يتكلم فيه، ويتقلد من مذهبه، وإليه كانت الرحلة من المغرب والأندلس في العلم والفقه. له تصانيف كثيرة منها: 'الرد على الشافعي' و'أحكام القرآن' و'الرد على فقهاء العراق' وغيرها. قال أبو عمر بن عبد البر: كان فقيها نبيلا جميلا وجيها في زمنه. قال سعيد بن عثمان: وكان عالما متواضعا ثقة كان أهل مصر لا يعدلون به أحدا. توفي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء سنة ثمان وستين ومائتين.
موقفه من المبتدعة:
- عن ابن عبد الحكم، قال: ما رأت عيني قط مثل الشافعي، قدمت المدينة، فرأيت أصحاب عبد الملك بن الماجشون يغلون بصاحبهم، يقولون: صاحبنا الذي قطع الشافعي، قال: فلقيت عبد الملك، فسألته عن مسألة، فأجابني، فقلت: الحجة؟ قال: لأن مالكا قال كذا وكذا، فقلت في نفسي: هيهات، أسألك عن الحجة، وتقول: قال معلمي. وإنما الحجة عليك وعلى معلمك. (1)
موقفه من الجهمية:
روى اللالكائي بسنده إلى أحمد بن محمد بن الحسين قال: سئل محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم هل يرى الخلق كلهم ربهم يوم القيامة: المؤمنون والكفار؟ فقال محمد: ليس يراه إلا المؤمنون. قال محمد: وسئل الشافعي عن الرؤية؟ فقال: يقول الله عز وجل: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ ربهم يومئذٍ
(1) السير (10/ 53 - 54).
لَمَحْجُوبُونَ} (1) ففي هذا دليل على أن المؤمنين لا يحجبون عن الله عز وجل. (2)
- وفي السير: عن أبي إسحاق الشيرازي، قال: حمل محمد في محنة القرآن إلى ابن أبي دؤاد، ولم يجب إلى ما طلب منه، ورد إلى مصر، وانتهت إليه الرئاسة في مصر، يعني: في العلم. وذكر غيره أن ابن عبد الحكم ضرب، فهرب واختفى. وقد نالته محنة أخرى صعبة. (3)
الربيع بن سليمان المُرَادِي (4)(270 هـ)
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل، الإمام المحدث الفقيه الكبير، بقية الأعلام، أبو محمد المرادي، مولاهم المصري المؤذن. صاحب الإمام الشافعي، وناقل علمه، وشيخ المؤذنين بجامع الفسطاط ومستملي مشايخ وقته. مولده في سنة أربع وسبعين ومائة أو قبلها بعام. سمع عبد الله بن وهب، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن سويد الرملي، وأسد السنة، وعددا كثيرا. ولم يكن صاحب رحلة، وحدث عنه أبو داود، وابن ماجه، والنسائي وأبو عيسى بواسطة في كتبهم، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو جعفر الطحاوي،
(1) المطففين الآية (15).
(2)
أصول الاعتقاد (3/ 519/810).
(3)
السير (12/ 500).
(4)
تهذيب الكمال (9/ 87 - 89) والسير (12/ 587 - 591) والجرح والتعديل (3/ 464) ووفيات الأعيان (2/ 291) وشذرات الذهب (2/ 159) وتهذيب التهذيب (3/ 245 - 246).