الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال خارجة بن زيد: رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان رضي الله عنه وإن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى جاوزه. وقال عثمان ابن حكيم: أخذ بيدي خارجة فأجلسني على قبر وأخبرني عن عمه زيد بن ثابت قال: إنما كره ذلك لمن أحدث عليه (1). وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنه جلس على القبور.
1361 -
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه مر بقبرين يعذبان فقال: «إنهما لعذبان، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» . ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة. فقالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ فقال: «لعله أن خفف عنهما، ما لم ييبسا» (2).
82 - باب موعظة المحدث عند القبر، وقعود أصحابه حوله
1326 -
عن علي رضي الله عنه قال: «كنا في جنازة في بقيع الغرقد،
(1) يعني تغوط أو بال، وفيه نظر، والصواب: منع الجلوس مطلقًا، ولم تبلغه السنة:«لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها» [رواه مسلم].
فالصواب العموم «لأن يجلس .... » رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
* صنيع المؤلف يرى جواز وضع الجريد، وكذا الجلوس، ولعله ما ثبت عند المؤلف رحمه الله .... [يعني المنع].
(2)
وهو الذي جعل بريدة يوصي بذلك، والعلماء على خلاف ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم لم فعله في غيرهما، وهذا خاص بهما، ولم يفعله بأصحابه، ولا ببناته، وبريدة ظن أنه مشروع.
فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرة. فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال:«ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة» . فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال:«أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة» . ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية (1)».
(1) في اللفظ الآخر «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» يعني لا يحتج بالقدر.
فائدة: وحضرنا مجلسًا بمنزل شيخنا الفاضل عبد العزيز الراجحي يوم الخميس ليلة الجمعة 4/ 5/1413 هـ-وحضر شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله وشيخنا عبد العزيز الداود وشيخنا صالح الفوزان وشيخنا عبد الله بن قعود وحضر الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ صالح الأطرم وشيخنا عبد الله بن جبرين والشيخ عبد الرحمن الفريان رحمه الله والشيخ صالح السدلان، وحضر خلق من المشايخ والدعاة وطلبة العلم، وسئل الشيخ عن الموعظة عند القبور والخطبة هناك.
فلم ير بها بأسًا، فقيل له من المشايخ: ولو أكثر والتزم وأصبح عادة؟ فقال: لا بأس، الناس يحتاجون إلى التذكير فروجع في ذلك، وقيل له: هذا توسع ويفضى إلى .... قال: الأمر ليس توقيفيًا، واحتج عليهم بحديث علي هذا، فقال له الشيخ عبد الله بن قعود: لا بأس نقف مع النصوص لكن الإكثار والاستمرار؟ فقال مثل ما تقدم: ليس في هذا توقيف.:
وسألته في هذا المجلس العامر عن الحلف بغير الله ألا يكون في بعض الأحيان شركًا أكبر؟ فقال: بلى إن عظم المحلوف به كتعظيم الله، كفر. وسئل عن حديث:«أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر» فقال: لا بأس به، راجعت إسناده (قلت: هو عند أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب الإيمان ورواه أحمد) وسئل عن كلام الألباني في زكاة العروض وأنه لا يرى الوجوب [انظر تمام المنة (ص 363)] فقال: ينبغي أن يعلم أن الشيخ ناصر محدث، ولم يكن له شيوخ يقرأ عليهم، إنما يقرأ من الكتب وزكاة العروض حكى بعضهم الإجماع على وجوبها، وفيها حديثان يشد أحدهما الآخر.