الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو بمعنى آخر أصبح الإسلام دعوة تحميها الدولة، فالدولة الإسلامية كانت- منذ وجدت- ويجب أن تبقى- سواء أكانت دولة واحدة أو أكثر من دولة- في خدمة الدعوة الإسلامية، وقائمة على أساس شريعة الله كما جاءت في كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وفي مكة لم تكن الظروف مواتية لقيام دولة الإسلام، أما في المدينة فقد أصبحت الظروف مواتية؛ ولذلك لم يضع الرسول صلى الله عليه وسلم وقتا في المدينة، فقد شرع منذ الأيام الأولى في تأسيس الدولة الإسلامية. وليس من شأن هذا البحث أن يتعرض لنشأة الدولة الإسلامية، وحسبنا أن نقول: إنه أقام بين المهاجرين والأنصار المؤاخاة ونشر السلام العام وأسّس المسجد ليقوم بوظيفته الشاملة التي أرادها له الإسلام.
*
التحديات الكبرى أمام الدولة الوليدة:
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نجح في إقامة دولة الإسلام في المدينة، على النحو الذي أشرنا ورتّب العلاقات السليمة بين سكانها جميعا، وإذا كان الله تعالى قد مكّن له ولأصحابه في هذا البلد وجعل كلمته هي العليا، فليس معنى هذا أن المتاعب قد انتهت، ولم يغب عن فكر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الدولة الوليدة تحيط بها أخطار جسيمة من كل جانب، أخطار ليس أقلّها خطر اليهود القابعين في المدينة وحولها، يحيكون المؤامرات ويبثون الشائعات، فهولاء اليهود وإن كانوا لم يقاوموا دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة أوّل الأمر، فإن ذلك لم يكن حبّا منهم في الرسول وإيمانا بدعوته، ولكن كان عجزا، فلما استقر الرسول في المدينة، وأقام الدولة، ورأوا أمره وأمر المسلمين في صعود، وأمر دعوته يزداد انتشارا بين العرب سواء في المدينة أو خارجها، عندئذ تحركت أحقادهم ومكائدهم، ولسنا الآن بصدد الحديث غن علاقات المسلمين باليهود حتى نفصل القول فيما كان من أمر يهود بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، وحتى يهود خيبر التي أصبحت وكرا للتامر على المسلمين، وحتى نفصل القول فيما كان من أمر النبي معهم. ولقد كان المنطق يقضي بأن يطمئن اليهود في كنف المسلمين ينعمون بالأمن والحرية التي منحهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاهدة مكتوبة، ولكن متى كان اليهود أهل منطق سليم؟ ومتى كانوا أهل وفاء وحفظ للجميل؟ على كل حال نحن الآن بصدد العلاقات بين المسلمين وقريش؛ فقريش هي العدو الرئيس في هذه المرحلة، ولذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم لجبهة قريش الأولوية على ما عداها، وأجلّ غيرها من المسائل
ومنها مسألة اليهود، فبدون أن يحسم الموقف مع قريش لا يمكن أن تنطلق الدعوة الإسلامية إلى الآفاق العالمية، ولا يمكن أن يحسم مع أعداء الدعوة الآخرين، فيجب أن تتوجه الجهود إلى قريش؛ لأنها أقوى وأشرس أعداء الدعوة على الإطلاق في هذه المرحلة؛ لهذا كانت قريش أولا.
بعد نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة، وبعد أن اطمأن به وبأصحابه المقام، اتجه ناحية مكة وقريش بالذات؛ ليس فقط لأن مكة هي أحب بلاد الله إليه، ولكن لأن عداء قريش للإسلام وموقفها الشرس منه كانت له انعكاساته السلبية على بقية القبائل في شبه الجزيرة العربية. فما دامت قريش لم تسلم ولم تذعن لله ورسوله، فإن بقية القبائل العربية- أو معظمها- سوف تحجم عن الاقتراب من الإسلام، أو بمعنى آخر سوف تكون حركة الدخول في الإسلام محدودة، وليس في هذا الكلام أية مبالغة، فقد كان واضحا أن قسما من قبائل العرب كان يحجم عن الدخول في الإسلام خوفا من قريش وسطوتها، وقسما آخر كان يجاملها لمركزها وسلطانها ومكانتها بين العرب التي هيأها لها جوارها للبيت العتيق. وكذلك لثرائها الذي حققه لها نشاطها التجاري الواسع بمقاييس عصرها.
وهل يخضع الناس لغير سلطان القوة والمال في أي زمان ومكان؟ وهل لو كانت قريش أسملت وتابعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ البداية هل كان يلقى ما لقي من صدّ وإيذاء العرب الآخرين؟ ولو كانت قريش تابعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنت به يوم ذهب إلى الطائف يعرض نفسه على ثقيف «1» هل كان الثقفيون يجدون الجرأة على أن يصنعوا به ما صنعوا من السخرية والاستهزاء والإيذاء؟ أم أن ثقيفا صنعوا به ما صنعوا؛ لعلمهم أن قريشا- وهم أهله وعشيرته- لن يسكتوا على ذلك قط، بل إن ذلك سيسعدهم وسيتشفّون به لدرجة أنه صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يدخل مكة إلا في جوار المطعم بن عديّ «2» .
بل لعل ثقيفا بالغت في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والسخرية منه لعلمها أن ذلك يسعد مشركي قريش ويسرّهم. وبالفعل فرحوا كثيرا، وأخذوا يتناقلون أخبار رحلته إلى
(1) انظر رحلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثقيف وعرض نفسه على غيرها من القبائل في سيرة ابن هشام (2/ 28) وما بعدها. وابن كثير- السيرة النبوية (2/ 149) وما بعدها.
(2)
انظر ابن كثير- السيرة النبوية (2/ 154) .
الطائف في نشوة. وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجد من الصدّ من قبائل العرب مثل ما وجد لو خلّت قريش بينه وبين تلك القبائل يدعوها إلى الإيمان بالله الواحد الأحد؟
كلّا؛ بل كانت قريش تلاحقه وتسبقه إلى تلك القبائل، وكان أقرب الناس إليه من بني هاشم ومن أعمامه بالذات أبو لهب- عليه لعنة الله- ينفّر الناس منه ومن دعوته، قال ابن إسحاق: وحدّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: سمعت ربيعة بن عباد يحدّثه أبي؛ فقال: إني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب فيقول:«يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي وتصدّقوني، وتمنعوني حتى أبينّ عن الله ما بعثني به» قال: وخلفه رجل أحول
…
فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله، وما دعا إليه، قال ذلك الرجل: يا بني فلان، إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللّات والعزّى من أعناقكم
…
إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه، ولا تسمعوا منه، قال: فقلت لأبي: يا أبت من هذا الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول؟
قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب- أبو لهب- «1» .
لكل ذلك كان من الضروري معالجة موقف قريش وحسمه- إن سلما وإن حربا- حتى تنطلق الدعوة وتشقّ طريقها في شبه جزيرة العرب، ومنها إلى العالم في أرجاء الأرض.
وقد يقول قائل: كان هذا في مكة، ورسول الله هناك يسفّه أحلامهم ويعيب آلهتهم، حيث كانوا يعتبرون ذلك إهانة لهم لا يمكنهم السكوت عليها، أمّا الآن وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وتركها بمن فيها وما فيها، ووجد في المدينة أنصارا آمنوا به وآزروه وأسّس دولته هناك، وقد تغير الموقف تغيرا كبيرا عما كانت عليه الحال قبل الهجرة، أفما كان الأجدر بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يدع قريشا وشأنها، وأن يدعو إلى دينه من موطنه الجديد، وأن يجنّد كل طاقاته لهذه الدعوة، بدلا من التربّص بقريش والاستعداد لها، ومضايقتها في تجارتها، وأن يغض النظر عما كان منها قبل الهجرة فهذه مرحلة قد انتهت؟ ويمكن أن يكون هذا الكلام صحيحا لو أن الهجرة كانت نهاية المتاعب من ناحية قريش، ولو كان نسيان طرد المسلمين من ديارهم
(1) ابن هشام (2/ 32) ، وابن كثير- السيرة النبوية (2/ 155، 156) .
وأموالهم أمرا سهلا.
أما وأنّ الهجرة ليست نهاية المتاعب من ناحية قريش- فهي نهاية مرحلة فقط وبداية مرحلة أخرى في الجهاد ضد أعداء الله- فإن هذا الكلام لا يمكن أن يكون صحيحا، وقد رأيت فيما سبق أن مشركي قريش أخذوا يلاحقون المسلمين في مهجرهم، ويردّونهم إلى مكة ويعذّبونهم، ويضعونهم في السجون. وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه من ناحية المسلمين. وفوق ذلك فإن إخضاع قريش كان أمرا ضروريّا لتنطلق الدعوة الإسلامية انطلاقتها الكبرى إلى النّاس في مشارق الأرض ومغاربها.
وتاريخ الدعوة الإسلامية، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تدلّنا على أن الدعوة الإسلامية لم تنتشر في شبه جزيرة العرب، ويقبل عليها الناس إلا بعد فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، وإلا بعد أن أذعنت قريش بعد أن أثخنتها الجراح على يد جند الإسلام بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم عندئذ زالت العقبة الكبرى من أمام الدعوة، وأقبلت وفود العرب من جميع أرجاء شبه الجزيرة العربية معلنة إسلامها ومبايعتها للرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن قريشا كانت ذات مكانة كبيرة بين العرب، فهم أوسط العرب نسبا ودارا وهم أهل الحرم وقادة العرب. لذلك كان العرب جميعا ينتظرون نهاية موقف قريش من الدعوة الإسلامية حتى يقرروا موقفهم على ضوء هذه النهاية. يقول ابن إسحاق:
«وإنما كانت العرب تربّص بإسلامها أمر هذا الحيّ من قريش؛ لأن قريشا كانوا إمام الناس وهاديتهم وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب لا ينكرون ذلك. وكانت قريش هي التي نصبت الحرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافه، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش، ودوّخها الإسلام، عرفت العرب أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عداوته فدخلوا في دين الله» «1» والذي يتتبّع سير الدعوة الإسلامية منذ ظهورها في مكة حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد مصداق المقولة السابقة، ويدرك أن قريشا هي العدو الرئيس- حينئذ- للإسلام ففي مكة كانت حركة الدعوة الإسلامية بطيئة للغاية- لا لتقصير من جانب النبي حاشا لله- ولكن لموقف قريش المعادي للدعوة. فمع إسلام طائفة من الشخصيات البارزة في مكة من مختلف البطون، مثل أبي بكر وعثمان بن عفان. وعبد الرحمن
(1) انظر ابن كثير البداية والنهاية (5/ 45) ، والسهيلي- الروض الأنف (7/ 377) ، وابن الأثير- الكامل في التاريخ (2/ 286) .
ابن عوف، وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأبي عبيدة بن الجراح، وحمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب- رضي الله عنهم جميعا- وغيرهم من السابقين، مع إسلام هذه الشخصيات ذات المكانة الرفيعة في مكة، وذات الحسب والنسب في قريش، ومع اعتزاز الإسلام بهذه الشخصيات- خصوصا حمزة وعمر- مع كل ذلك ففي خلال ثلاثة عشر عاما في مكة- قبل الهجرة- لم يزد عدد المسلمين عن بضع عشرات من المسلمين، ضيّق عليهم مشركو قريش غاية الضيق، وآذوهم أشد الإيذاء.
ولما هاجر المسلمون إلى المدينة، وأصبحوا آمنين على أنفسهم ودعوتهم، ووجدوا في الأنصار من أهل المدينة عونا وساعدا، وكرما وإيثارا، مع كل هذا ظلّت حركة الدخول في الإسلام محدودة؛ لأن العرب لا يزالون ينتظرون ويتربّصون موقف قريش من الإسلام. ففي معركة بدر الكبرى- مثلا وهي أول معركة عسكرية بين المسلمين وقريش، والتي كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة، كان عدد جند الله الذين قادهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة أكثر قليلا من الثلاثمائة- «1» وهم معظم المسلمين عندئذ.
وفي الحديبية- في ذي القعدة (سنة 6 للهجرة) - كان عدد الذين ساروا خلف الرسول صلى الله عليه وسلم لزيارة البيت، والذين بايعوه تحت الشجرة- عندما تأزّم الموقف بينهم وبين قريش- كان عدد هؤلاء المسلمين (1400) حسب رواية أغلب المؤرخين «2» .
يعني نحن الآن في العام العشرين من عمر الدعوة الإسلامية، وهذا هو عدد المسلمين. فانظر ماذا حدث بعد صلح الحديبية مع قريش؟ تضاعف عدد المسلمين عدة مرات في أقل من عامين، فقد كان عدد جيش النبي صلى الله عليه وسلم الذي دخل به مكة عام الفتح في رمضان من السنة الثامنة عشرة آلاف مسلم «3» . فما السر في زيادة عدد المسلمين هذه الزيادة الكبيرة في هذه المدة القصيرة؟ السّرّ يكمن في موقف قريش فقد هادنت قريش الإسلام، وصالحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت الحرب معها
(1) انظر ابن سعد- الطبقات الكبرى (2/ 11) وما بعدها- وكذلك ابن هشام (2/ 243) وما بعدها.
(2)
انظر ابن سعد- الطبقات الكبرى (2/ 95) .
(3)
ابن سعد- الطبقات الكبرى (2/ 135) .
أوزارها عشر سنين- طبقا لمعاهدة الحديبية- وذلك بعد أن أحرجتها سياسة النبي صلى الله عليه وسلم السلمية أمام العرب، فاضطرت إلى تغيير موقفها راغمة، وتسامع العرب في شبه الجزيرة بأمر صلح الحديبية، وعلموا أن قريشا بدأت تلين كانت نتيجة ذلك ازدياد عدد الداخلين في الإسلام من العرب، هذه الزيادة التي ظهر أثرها في فتح مكة- عندما نقضت قريش صلح الحديبية- وسار النبي صلى الله عليه وسلم أمام المسلمين- عشرة آلاف- ليؤدبها ويعلّمها الالتزام بالعهود والمعاهدات.
فلما فتحت مكة، وأسلمت قريش، علم العرب جميعا بدخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة ظافرا منتصرا، وعلموا أن قريشا أسلمت بعد أن عفا عنها النبي وتجاوز عن سيئاتها معه. ماذا كانت النتيجة؟ جاءت وفود العرب من جميع أنحاء شبه الجزيرة معلنة إسلامها؛ حتى سمّي العام التالي لفتح مكة- العام التاسع الهجري-: عام الوفود، وقد ظهر الأثر الملموس لهذه النتيجة في عدد الجيش الذي سار خلف النبي صلى الله عليه وسلم في العام التاسع في غزوة تبوك، فقد بلغ عدد هذا الجيش ثلاثين ألفا من المسلمين «1» .
أرأيت كيف كان موقف قريش من الدعوة الإسلامية مهمّا لنجاح هذه الدعوة وانسيابها في شبه الجزيرة العربية وخارجها؟ أرأيت كيف كانت قريش عقبة رئيسية في طريق الدعوة الإسلامية؟ ولعلك تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عاد من الحديبية وبعد أن أمن جانب قريش من ناحية الجنوب، قصد توّا إلى خيبر ليصفي الحساب مع هذا الوكر من أوكار الخيانة والغدر التي كانت طابع اليهود، فقد أصبحت خيبر مركزا للتامر على الإسلام «2» بعد أن لجأ إليها فلول المطرودين من المدينة من بني قينقاع وبني النضير. وفتح الله خيبر لرسوله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك توجّه رسول الله بدعوته إلى العالم ممثلا في ملوكه وزعمائه، فكانت رسائله إلى كسرى فارس، وقيصر الروم، ونجاشي الحبشة، ومقوقس مصر، وغيرهم من الزعماء والأمراء «3» . كل هذا النشاط، سواء القضاء على نفوذ اليهود في خيبر وما جاورها من مستعمرات اليهود- في فدك وتيماء ووادي القرى- أو التوجه بالدعوة الإسلامية إلى النطاق
(1) ابن سعد- الطبقات (2/ 166) .
(2)
منتجومري وات- محمد في المدينة (ص 332) .
(3)
انظر رسائل النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الملوك والأمراء في المصادر الآتية: ابن حجر- فتح الباري (1/ 32) وما بعدها، صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 107) ، محمد حميد الله- مجموعة الوثائق (ص 81) وما بعدها.