الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وللقذف صريح وكناية، فصريحه: يا منيوكة إن لم يفسره بفعل زوج أو سيد، ويا منيوك يا زان يا عاهر، أو قد زنيت أو زنى فرجك، أو يا لوطي.
وقوله لشخص: لست لأبيك، ولست بولد فلان قذف لأمه إلا أن يكون المقول له ذلك منفيا بلعان لم يستلحقه ملاعن بعد نفيه ولم يفسره قائل ذلك بزنا أمه فلا يكون قذفا لها.
وقوله: ما أنت ابن فلانة ليس بقذف مطلقا إذ الولد من أمه بكل حال.
وقوله لولده: لست بولدي كناية في قذف أمه نصا (1)؛ لأن الوالد إذا أنكر شيئًا من أحوال ولده يقول له ذلك كثيرا، يريد بذلك أنه لا يشبهه لا أنه ليس مخلوقا من مائه، فلا يكون قذفا لأمه مع الاحتمال إلا مع إرادته أنه ليس منه بخلاف الأجنبي.
وقوله: أنت أزنى الناس أو أزنى من فلانة أو فلان صريح في المخاطب فقط، لاستعمال أفعل في المنفرد بالفعل كقوله تعالى:{أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى} (2)، وقوله: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
(1) المقنع والشرح الكبير والإنصاف 26/ 379، والمحرر 2/ 95، وكتاب الفروع 6/ 88، والمبدع 9/ 91، وغاية المنتهى 3/ 309، وكشاف القناع 6/ 110.
(2)
سورة يونس من الآية (35).
أَحَقُّ بِالْأَمْنِ} (1)، وقولهم العسل أحلى من النحل.
وكنايته والتعريض به: زنت يداك أو زنت رجلاك، لحديث:"العينان تزنيان وزناهما النظر، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه"(2)، ويا خنيث يا نظيف يا عفيف، ولامرأة: يا قحبة يا فاجرة يا خبيثة، ولامرأة شخص: قد فضحته وغطيت رأسه أو نكست رأسه وجعلت له قرونا وعلقت عليه أولادا من غيره وأفسدت فراشه.
وقوله لعربي: يا نبطي يا فارسي يا رومي، وقوله لأحدهم: يا عربي، وقوله لمن يخاطبه (3): يا حلال ابن حلال ما يعرفك الناس بالزنى، أو ما أنا بزان أو ما أمي بزانية، أو يسمع من يقذف شخصا فيقول له: صدقت، أو صدقت فيما قلت، أو أخبرني فلان أنك زنيت، أو أشهدني فلان أنك زنيت ويكذبه فلان، قال أحمد في رواية حنبل: لا أرى الحد إلا على من صرح بالقذف أو الشتيمة. (4)
فإن فسره بمحتمل غير القذف كقوله: أردت بالنبطي نبطي اللسان ونحوه
(1) سورة الأنعام من الآية (81).
(2)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: أخرجه البخاري، باب زنا الجوارح دون الفرج، كتاب الاستئذان برقم (6243) صحيح البخاري 8/ 46، ومسلم، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره، كتاب القدر برقم (2657) صحيح مسلم 4/ 2046 - 2047.
(3)
في شرح منتهى الإرادات 3/ 355: يخاصمه.
(4)
ينظر: المغني 12/ 392، والشرح الكبير والإنصاف 26/ 388 - 392.
وبالرومي رومي الخلقة، وبقول أفسدت فراشه: أي أحرقته أو أتلفته، وبقولي: علقت عليه أولادا من غيره التقطت أولادا ونسبتهم إليه، وبمخنث أي فيه طباع التأنيث أي التشبه بالنساء، وبقحبة أنها تتصنع للفجور ونحوه قبل منه وعزر لارتكابه معصية لا حد فيها ولا كفارة.
(و) كما (يعزر بنحو) قوله: (يا كافر، يا ملعون، يا أعور، يا أعرج) يا فاسق، يا فاجر، يا حمار، يا تيس، يا رافضي، يا خبيث البطن أو يا خبيث الفرج، يا عدو اللَّه، يا كذاب، يا خائن، يا شارب الخمر، يا مخنث، يا قرنان (1)، يا قواد ونحوها يا ديوث (2)، قال إبراهيم الحربي (3): الديوث الذي يدخل الرجال على امرأته. (4) والقواد عند العامة: السمسار في الزنى.
وإن قذف أهل بلدة أو جماعة لا يتصور الزنى منهم عزر لأنه لا عار عليهم
(1) القرنان: الذي يشارك في امرأته كأنه يقرن به غيره، وهو نعت سوء في الرجل الذي لا غيرة له.
ينظر: لسان العرب 13/ 338، والقاموس المحيط 4/ 259.
(2)
الديوث: الذي لا يغار على أهله ديوث، يقال: ديثته إذا أذللته، من قولهم: طريق مديث: أي مذلل.
ينظر: معجم مقاييس اللغة 2/ 317، ولسان العرب 2/ 150.
(3)
هو: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير الحربي، أبو إسحاق، الحنبلي، العلامة، شيخ الإِسلام، ولد سنة 198 هـ، كان إماما في العلم، زاهدا، فقيها، حافظا للحديث، صنف كتبا كثيرة منها:"غريب الحديث" و"دلائل النبوة" و"المناسك"، توفي سنة 285 هـ.
ينظر: طبقات الحنابلة 1/ 86 - 93، وسير أعلام النبلاء 13/ 356 - 372، والمنهج الأحمد 1/ 302 - 307.
(4)
المغني 12/ 393، والشرح الكبير والإنصاف 26/ 391، 394.
بذلك للقطع بكذب القاذف.