الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب إِذَا أُلْقِىَ عَلَى ظَهْرِ الْمُصَلِّى قَذَرٌ أَوْ جِيفَةٌ لَمْ تَفْسُدْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ
.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى فِى ثَوْبِهِ دَماً وَهُوَ يُصَلِّى وَضَعَهُ وَمَضَى فِى صَلَاتِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِىُّ إِذَا صَلَّى وَفِى ثَوْبِهِ دَمٌ أَوْ جَنَابَةٌ أَوْ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ أَوْ تَيَمَّمَ، فَصَلَّى ثُمَّ أَدْرَكَ الْمَاءَ فِى وَقْتِهِ، لَا يُعِيدُ.
239 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ ح قَالَ وَحَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ
ــ
ثم صبه في الماء أو بال بقرب الماء وجرى إليه وهذا من أقبح ما نقل عنه في الحمل على الظاهر (باب إذا ألقى على ظهر المصلى قذر) القذر بفتح الذال ضد النظافة ويقال قذرت الشيء بالكسر إذا كرهته (والجيفة) جثة الميتة المريحة. قوله (ابن عمر) أي عبد الله ابن عمر بن الخطاب (ومضى في صلاته) أي أتمها. و (ابن المسيب) سعيد ابن المسيب بفتح الياء تقدم في باب من قال الإيمان هو العمل و (الشعبي) بفتح الشين وسكون العين عامر الكوفي مر في باب المسلم من سلم المسلمون (وإذا صلى) أي الشخص وهو شرط جزاؤه لا يعيد وفي بعضها وكان ابن المسيب بدل قال فالضمير حينئذ إذا صلى راجعا إليه. فان قلت فينبغي أن يثنى الضمير لأنه يرجع إلى ابن المسيب والشعبي. قلت المراد كل واحد منهما. قوله (أو جنابة) أي أثر الجنابة أو صلى إلى غير القبلة اجتهادا (وفي وقته) أي في وقت التيمم إذ لو كان الإدراك بعد وقته لا يعيد الصلاة. قوله (عبدان) بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالدال المهملة وبالنون تقدم في كتاب الوحى وأبوه هو عثمان ابن جبلة بالجيم والموحدة المفتوحتين (وأبو إسحاق) هو السبيعي بفتح السين الكوفي التابعي في باب الصلاة من الإيمان (وعمر وبن ميمون) أبو عبد الله الكوفي الأودي بفتح الهمزة والدال المهملة أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وحج مائة حجة وعمرة وأدى صدقته إلى عمال رسول اله صلى الله عليه وسلم وهو الذي رأى قردة زنت في الجاهلية فاجتمعت القردة فرجموها مات سنة خمس وسبعين
ابْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّى عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَيُّكُمْ يَجِىءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِى فُلَانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى
ــ
قوله (بينا) هو بين زيدت الألف لإشباع الفتحة وهو مضاف إلى الجملة التي بعده والعامل فيه إذا قال بعضهم الذي يجيء في الحديث بعد التحويل إلى الإسناد الثاني. قوله (أحمد بن عثمان) بن حكيم بفتح الحاء وكسر الكاف الأودي الكوفي مات سنة ستين ومائتين. قوله (شريح) بضم الشين المعجمة وفتح الراء وسكون التحتانية وبالمهملة (ابن مسلمة) بفتح الميم واللام وسكون المهملة بينهما الكوفي التنوخي بالمثناة الفوقانية وبالنون المشددة وبالحاء المعجمة مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قوله (إبراهيم ابن يوسف) بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي مات سنة ثمان وتسعين ومائة. وأبوه يوسف المذكور (وأبي إسحاق) أي جد يوسف تقدم في كتاب الإيمان. قوله (قال حدثني) وفي الإسناد الأول قال عن عمر إشعارا بأن المعنعن صح بطريق التحديث أيضا عنه. قوله (عن عبد الله) وفي بعضها أن عبد الله قال الجماهير أن هو كعن محمول على السماع بشرط أن يكون المعنعن غير مدلس وبشرط ثبوت اللقاء بينهما وقال الإمام أحمد لا يلتحق ذلك بعن بل يكون ذلك منقطعا حتى يتبين السماع وهذا البحث لا يأتي هنا لأنه ذكر بعده لفظ حدثه وهو تصريح بسماعه منه نعم لو كان بدل حدثه قال لتأتي ذلك. (قوله عند البيت) أي الكعبة زادها الله شرفا و (أبو جهل) هو عمر ابن هشام القرشي المخزومي بالخاء المنقطعة وبالزاي عدو الله فرعون هذه الأمة وكان كنيته في الجاهلية أبا الحكم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي جهل وقتل يوم بدر لعنه الله. قوله (جلوس) جمع جالس نحو شهود وشاهد وهو خبر أصحاب وخبر أبي جهل محذوف أي جالس كقوله:
نحن بما عندنا وأنت بما
…
عندك راض والرأي مختلف
أو هو خبر لأبي جهل وأصحابه جميعا. قوله (بسلى) السلى بالمهملة المفتوحة وخفة اللام مقصورا هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وهي من الآدمية المشيمة (والجزور)
الْقَوْمِ فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى إِذَا سَجَدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَا أَنْظُرُ، لَا أُغَيِّرُ شَيْئاً، لَوْ كَانَ لِى مَنْعَةٌ. قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَاسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ، فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَاسَهُ ثُمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ - قَالَ وَكَانُوا يُرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ
ــ
بفتح الجيم بمعنى المفعول أي المجزور من الإبل. قوله (فانبعث) يقال بعثه فانبعث أي أرسله وانبعث في السير أي أسرع (وأشقى القوم) هو عقبة ابن أبي معيط وفي بعضها أشقى قوم هو خلاف لأصل إذ الواجب عند افعل التفضيل عند مفارقة من التعريف باللام أو بالإضافة فان قلت هل فرق في المعنى بين إضافته إلى المعرفة والنكرة. قلت الفرق بالتعريف والتخصيص ظاهر وأيضا النكرة لها شيوع فيكون معناه أشقى قوم أي قوم كان من الأقوام يعني أشقى كل قوم من أقوام الدنيا ففيه مبالغة ليست في المعرفة. قوله (وأنا أنظر) أي قال عبد الله أنا شاهد تلك الحالة (ولا أغني شيئا) أي لا أنفعه وفي بعضها لا أغير شيئا (والمنعة) بفتح النون على الصحيح وهو القوة أو جمع مانع ككتبه وكاتب وجزاء لو محذوف أي لو كان لي قوة أو عشيرة بمكة يمنعونني منهم لأغنيت أو كففت شرهم أو غيرت فعلهم أو ولو هو للتمني فلا يحتاج إلى الجزاء. قوله (يحيل) بالمهملة يعني ينسب ذلك بعضهم إلى بعض من قولك أحلت الغريم إذا جعلت له أن يتقاضى المال من غيرك وجاء أحال أيضا بمعنى وثب وفي الحديث أن أهل خيبر أحالوا إلى الحصن أي وثبوا إليه قوله (فاطمة) أي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن أبي طالب بعد وقعة أحد وكان سنها يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر روي لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا وفي الصحيحين لها حديث واحد روت عائشة رضي الله عنها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر بالمدينة وقيل بمائة يوم وقيل بغير ذلك وغسلها أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وصلى عليها ودفنت ليلا وفضائلها لا تحصى وكف لها كونها بضعة
فِى ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ - ثُمَّ سَمَّى «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِى جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ» . وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْهُ قَالَ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى فِى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
ــ
من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها. قوله (بقريش) أي بهلاك قريش. فإن قلت كيف جاز الدعاء على كل قريش وبعضهم كانوا مسلمين كالصديق وغيره. قلت لا عموم للفظ ولئن سلمنا فهو مخصوص بالكفار منهم بل بعض الكفار وهم أبو جهل وأصحابه بقرينة القصة قوله (ثلاث) هو متعلق بقال وفيه استحباب التثليث في الأمور (ويرون) بضم الياء في الرواية المشهورة (ومستجابة) أي مجابة يقال استجاب وأجاب بمعنى واحد قال الشاعر:
وداع دعايا من يجيب إلى الندى
…
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
يعني ما كان اعتقادهم إجابة الدعوة من جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من جهة المكان. قوله (سمى) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفصيل ما أراد بذلك المجمل (وعتبة) بضم المهملة وسكون المثناة الفوقانية وبالموحدة (ابن ربيعة) بفتح الراء وكسر الموحدة (وشيبة) بفتح الشين وسكون المثناة التحتانية وبالموحدة ابن ربيعة المذكور و (الوليد) بفتح الواو وكسر اللام (ابن عتبة) المذكور وفي صحيح مسلم الوليد بن عقبة بالقاف واتفق العلماء على انه غلط (وأمية) بضم الهمزة وفتح الميم وشدة التحتانية (ابن خلف) بالمنقطة واللام المفتوحتين (وعقبة) بضم المهملة وسكون القاف (ابن أبي معيط) بضم الميم وفتح المهملة ووسكون التحتانية وبالمهملة. قوله (وعد السابع) وهو عمارة بضم المهملة وخفة الميم وبالراء ابن الوليد بفتح الواو وقد جاء صريحا باسمه وفي بعض الروايات وفاعل عد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عد الله وفاعل لم يحفظه عد الله أو عمر وبن ميمون وفى بعضها فلم نحفظه صيغة التكلم وقال في كتاب الجهاد قال أبو إسحاق ونسيت السابع. قوله (قال) أي عبد الله (وبيده) في بعضها (في يده) والذين عد حذف العائد إليه أي عدهم وفي بعضها الذي مفردا ويجوز ذلك كقوله تعال «وخضتم كالذي خاضوا»