الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب كيف تهل الحائض بالحجّ والعمرة
315 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ
ــ
الله أن الشخص يموت فيه أو مدة حياته لأنه يطلق على غاية المدة وعلى المدة، قوله (فيكتب) أي الله والظاهر أنه الملك وفي بعضها فيكتب بصيغة المجهول، فإن قلت الكتابة حقيقة أم مجاز عن التقدير والإلزام، قلت حقيقة لأنها أمر ممكن والله على كل شيء قدير أو مجاز عن التقدير، فإن قلت التقدير أزلي لا أنه حصل في بطن أمه، قلت الحاصل في البن تعلقه بالمحل الموجود ويسمى قدراً وما كان في الأزل كان أمراً عقلياً محضاً ويسمى قضاء أو مجازاً عن الإلزام وعدم الانفكاك عنه وهو ظاهر، فإن قلت البطن ظرف لماذا إذ ليس هو المكتوب فيه كما تقول كتبت في الدار، قلت هو المكتوب فيه والشخص هو المكتوب عليه يروي أنها تكتب على الجبهة، فإن قلت ما المكتوب قلت الأمور الأربعة المذكورة واعلم أن هذا جامع لجميع أحوال الشخص إذ فيه بيان حال المبدأ وهو خلقه ذكراً أو أنثى وحال المعاد وهو السعادة والشقاوة وما بينهما وهو الأجل وما يتصرف فيه وهو الرزق وقد جاء أيضاً فرغ الله من أربع من الخلق والخلق والأجل والرزق والخلق بالفتح إشارة إلى الذكورة والأنوثة وبضمها إلى السعادة وضدها. فإن قلت كيف دلالته على الترجمة، قلت قال ابن بطال يمكن أن يكون البخاري قصد بهذا التبويب معنى ما روى عن علقمة في تأويل قوله تعالى (مخلقة وغير مخلقة) قال علقمة إذا وقعت النطفة في الرحم قال الملك مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة بحث الرحم دماً وإن قال مخلقة قال أذكر أم أنثى فغرضه بهذا الباب والله أعلم أن الحامل لا تحيض على ما ذهب إليه أهل الكوفة وقالوا لأن اشتمال الرحم على الولد يمنع خروج دم الحيض وأجمع العلماء على أن الأمة تكون أم ولد بما أسقطته من ولد تام الخلق واختلفوا فيما لم يتم خلقه من المضغة والعلقة فقال مالك تكون بالمضغة أم ولد وقال أبو حنيفة والشافعي إن تبين في المضغة شيء من إصبع أو عين أو غيرهما فهي أم ولد قال وفيه أن الله تعالى قد علم أحوال خلقه قبل أن يخلقهم ووقت آجالهم وأرزاقهم وسبق علمه فيهم بالسعادة والشقاوة وهذا مذهب أهل السنة (باب كيف تهل الحائض) قوله (يحيى بن بكير) بضم الموحدة وفتح الكاف وسكون
أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ فَلْيُحْلِلْ، وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى فَلَا يَحِلُّ حَتَّى يَحِلَّ بِنَحْرِ هَدْيِهِ، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ» . قَالَتْ فَحِضْتُ فَلَمْ أَزَلْ حَائِضاً حَتَّى كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَلَمْ أُهْلِلْ إِلَاّ بِعُمْرَةٍ، فَأَمَرَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَنْقُضَ رَاسِى وَأَمْتَشِطَ، وَأُهِلَّ بِحَجٍّ وَأَتْرُكَ الْعُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ حَتَّى قَضَيْتُ حَجِّى، فَبَعَثَ مَعِى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرٍ، وَأَمَرَنِى أَنْ أَعْتَمِرَ مَكَانَ عُمْرَتِى مِنَ التَّنْعِيمِ
ــ
التحتانية (والليث) بفتح اللام وبالمثلثة و (عقيل) بضم المهملة وفتح القاف وسكون التحتانية تقدموا في أول كتاب الوحي. قوله (حجة) بفتح الحاء وكسرها وكذا واو الوداع (فقدمنا) بكسر الدال (ولم يهد) بضم الياء (وطيحلل) بكسر اللام من الثلاثي (وفلا يحل) بكسر الحاء و (حتى يحل) أي حتى يوم العيد وفي بعضها حتىي نحر، فإن قلت من أحرم بعمرة وأهدى فكيف لا يحل قبل العيد والحال أنه متمتع لابد له من تحلله عن العمرة ثم إحرامه بالحج قبل وقفة عرفة، قلت لا يلزم أن يكون متمتعاً لجواز أن يدخل الحج في العمرة فيصير قارنا فإنه قلت قد يتحلل الشخص بع انتصاف ليلة النحر فلم جعل غايته النحر أو وقته وذلك بعد طلوع الشمس يوم النحر وزيادة، قلت المراد به التحلل الكلي الذي يجوز له الجماع أيضاً، قوله (ومن أهل بحجة) أي نوى الأفراد سواء كان معه الهدى أم لا ولهذا لم يقيد بلم يهد وبأهدى، قوله (يوم عرفة) بالرفع وكان تامة (وأترك العمرة) هذا تصريح بفسخ العمرة لكن الشافعية أولوه بترك أعمال العمرة. قوله (حجتي) وفي بعضها حجي (وأمرتي) في بعضها فأمرني ولفظ (من التنعيم) متعلق باعتمر. فإن قلت الحديث دل على إهلال الحائض بالحج لا على كيفية إهلالها به وعقد الترجمة عليها، قلت المراد من الكيفية الحال من الصحة والبطلان والجواز واللاجواز فكأنه قال باب صحة إهلالها أو باب جوازها، فإن قلت صحة الإهلال بالعمرة لم يعلم من الحديث فلم يدل إلا على بعض الترجمة قلت المقصود من صحته أعم من أن يكون في الابتداء