الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطُطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِى فِي الْوَسَطِ، مِنْ جَانِبِهِ الَّذِى فِي الْوَسَطِ وَقَالَ «هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِى هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطُطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا» .
6418 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ خَطَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم خُطُوطًا فَقَالَ «هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ» .
5 - باب مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ
لِقَوْلِهِ (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ).
6419 -
حَدَّثَنِى عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِىٍّ عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «أَعْذَرَ
ــ
الربيع ضد الخريف خثيم بضم المعجمة وثاء مثلثة، مصغر. (وهذه الخُطَط الصغارُ الأعراض) جمع عرض بمعنى العارض. الآفات والأسقام (فإن أخطاه هذا نهشه هذا) -بالشين المعجمة - أي: لدغه، والكلام على طريق الاستعارة، ومحصل هذا المثل بقصر أمله لأن الوصول إليه محال وفي رواية البزار، عن أنس بن مالك:"أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا".
باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر
6419 -
(المطهَّر) بتشديد الهاء. (معن) بفتح الميم وسكون العين (المقبُري) بفتح الميم وضم الباء وفتحها (أعذر الله إلى امرئٍ أخَّر أجله حتى يبلغ ستين سنة) قال ابن الأثير: معناه لم يبق فيه بعد هذه المدة موضع الاعتذار فإن الصبا يمكن أن يعتذر له. وكذا الشباب لاشتعَال الهوى فيه وفي الكهولة بقايا، وأمَّا الشيخوخة فقد تناقصُ فيها من كلِّ وجه، هذا وقد أخبر سيد البرايا بأن "ما بين الستين والسبعين معترك المنايا" فالهمزة في أعذر للإزالة، كقولك: شكوتُ إلى فلان فما أشكاني، أي: لم يُزل شكايتي.
اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً». تَابَعَهُ أَبُو حَازِمٍ وَابْنُ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ.
6420 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَلِ» . قَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِى يُونُسُ وَابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدٌ وَأَبُو سَلَمَةَ.
6421 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ حُبُّ الْمَالِ، وَطُولُ الْعُمُرِ» .
رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ.
ــ
(أبو حازم) بالحاء المهملة سلمان الأشجعي هو الراوي عن أبي هريرة (ابن عجلان) بفتح العين وسكون الجيم.
6420 -
(أبو صفوان) بفتح المهملة (لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل) المراد من الكبير الشيخ؛ لأنه في مقابلة الشاب، وفي الرواية الأخرى:"يهرم ابن آدم في حبِّ اثنتين".
6421 -
(يكبر ابن آم ويكبر معه اثنتان) بفتح الباء فيهما. قال بعضهم: بضم الثاني وفتح اللأول، وهذا وإن كان له وجه إلَّا أنه مخالف للرواية. قال الجوهري: يقال: كبِر -بكسر الباء- إذا أسنَّ وبالضمِّ إذا عَظم.
فإن قلت: ما وجه مناسبة الحديث للترجمة؟ قلت: قال بعض الشارحين: كان الواجب أن يورد هذا الحديث في الباب قبله وقد غفل عن قصد البخاري. وقد نبهناك كثيرًا على أن البخاري يستدل بما في دلالته خفاء. والوجه إنما لما ذكر في الحديث أن الإنسان ما دام حيًّا حرصه في الازدياد فيجب عليه قطع ذلك الأمل والحرص إذا بلغ الستين لأنه لم يبق له عذر يعتذر به.