الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - باب التَّوَاضُعِ
6501 -
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - كَانَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ. قَالَ وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا الْفَزَارِىُّ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِىٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَاّ وَضَعَهُ» .
6502 -
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِى شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
ــ
تأثمًا": أي: خوفًا من الإثم في كتمان العلم.
باب التواضع
من الوضع، وهو تنزل الإنسان عن رتبته إجلالًا لعظمة الله وكبريائه، وإبعادًا لنفسه عن مشاكلة المتكبرين.
6501 -
(زهير) بضم الزاي، مصغر، وكذا (حُميد) كذا وقع غير منسوب. قال الغساني وأبو نصر: هو ابن سلام، وقد روى البخاري عنه في مواضع (عن مروان الفزاري)(أبو خالد الأحمر) واسمه حيان (كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمّى العضْباء) وهي لغة المشقوقة الأذن وقيل قصيرة اليد ولم يكن كذلك وإنما غلب عليه ذلك الاسم.
6502 -
(خالد بن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء (عبد الله ابن، أبي نمر) بفتح النون وكسر الميم (عن عطاء) هو ابن بشار (من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب) -بفتح الهمزة والمدِّ- أي: أعلمته، ولا يخفى ما فيه من التهديد العظيم. والمراد بمعاداته الإيذاء كما وقع في رواية أحمد:"من آذى لي وليًّا" وفي أخرى "من أذلَّ وليًّا" فسقط السؤال بأن المعاداة
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى
ــ
لا تكون إلَّا من طرفين والولي لا يعادي أحدًا. على أن هذا عليه منعٌ ظاهرٌ. فإن الولي يعادي أعداء الله ورسوله.
فإن قلت: من الولي؟ قلت: عرفهم الله في كتابه. قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)} [يونس: 62، 63] فإن قلت: كيف دلَّ على الترجمة؟
قلت: وجه الدلالة ظاهر فإن إيذاء الولي إذا كان بهذه المثابة فالتواضع يكون تقربًا إلى الله بخفض الجناح لوليّه.
(وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ ممّا افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافل) أي: بعد أداء الفرائض.
فإن قلت: إذا كان أداء الفرائض أحب إلى الله تعالى فكان الظاهر أن يكون سببًا لمحبته تعالى دون النوافل قلت: أُجيبَ عن ذلك بأن النوافل حاوية لفرائضها ومشتملة عليها.
وفيه نظر؛ لأن الفرائض في قوله: "افترضته عليه" هو المقابل للنافلة، والصواب في الجواب: أن المحبة قابلة للشدة والضعف. معلوم عند كل أحدٍ.
والمراد بالمحبة في قوله: (حتى أحبه) كمال المحبة دلّ عليه ما بعده، ونظيره: من كان عليه دينٌ فأدّاه. ليس في جلب المودة مثل ما يُهدي كل يوم مقدارًا تبرُّعًا.
(فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به) اعلم أن الله تعالى أجلُّ وأعلى من أن يكون سمعًا لمخلوق أو بصرًا ولا في شيء، أو محلًا له أو متحدًا به، أو مباينًا عنه، جلَّ جنابُ قُدْسِه عن ذلك، وإنما هذا الكلام على طريق المثل وذلك أن من أفرط في حبِّ شيء لا يشاهده إلَّا معناه، ولا يجول في خاطر ولا يصغي إلَّا في حديثه وقس على هذا سائر الحركات والجوارح. وهذا مقام شريف يُعبَّر عنه بالفناء في التوحيد، وإليه يشير قدوة المشايخ أبو صالح عبد القادر الكيلاني في قوله:
وناظر في سوى مرآك حق له
…
يفيض من جفنيه بالدمع وهو دم