الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُوُفِّىَ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ يَا أَبَا حَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ فَقَالَ أَلَا تَرَاهُ أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ الثَّلَاثِ عَبْدُ الْعَصَا وَاللَّهِ إِنِّى لأُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، وَإِنِّى لأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَسْأَلَهُ فِيمَنْ يَكُونُ الأَمْرُ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا. قَالَ عَلِىٌّ وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَمْنَعُنَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّى لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا. طرفه 4447
30 - باب مَنْ أَجَابَ بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
6267 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ
ــ
(أصبح بحمد الله بارئًا) من برأ -بفتح الرّاء- إذا خلص من المرض (ألا تراه؟) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستفهام للإنكار والتقرير (أنت والله بعد الثلاث) أي: الثلاث ليال عبدُ العصا كناية عن كونه محكومًا عليه كسائر الرَّعايا. والحديث سلف في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن قلت: ترجم على المعانقة ولم يرو له حديثًا؟ قلت: لم يقع له حديث بشرطه. وقد روى الترمذي أنَّه عانق زيد بن حارثة. وفي السِّيَر وشرح السنة أنَّه عانق جعفرًا حين [أتى] من الحبشة.
فإن قلت: سلف في المناقب أنه اعتنق الحسن بن علي فهلَّا رواه. قلت: قالوا ليس من دأبه إعادة الحديث بالسند الأول. ولم يقع له سند آخر، وفيه نظر؛ لأنَّه روى حديث الحسن ومعانقته في أبواب البيوع في باب ما ذكر من الأسواق عن عليّ بن المديني، ورواه أيضًا في كتاب اللِّباس في باب السِّخاب عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
باب من أجاب بلبِّيك وسعديك
6267 -
(همام) بفتح الهاء وتشديد الميم (معاذ) بضم الميم وآخره ذال معجمة. روى
أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا «هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ «يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ «هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ مُعَاذٍ بِهَذَا. طرفه 2856
6268 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ كُنْتُ أَمْشِى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ «يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِى ذَهَبًا يَأْتِى عَلَىَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلَاثٌ عِنْدِى مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَاّ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَاّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» . وَأَرَانَا بِيَدِهِ. ثُمَّ قَالَ «يَا أَبَا ذَرٍّ» . قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ إِلَاّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا» . ثُمَّ قَالَ لِى «مَكَانَكَ لَا
ــ
عنه (أنَّه كان رَديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ فقلت: لبَّيك وسعديك) يقال: لبَّ بالمكان وألبَّ إذا أقام به معناه: إجابة المنادي، أي: إجابة لك إجابة بعد إجابة فالتثنية للتكرير كقوله تعالى {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] وانتصابه على المصدر بفعل واجب الحذف ومثله لفظ (سعديك) أي: إسعادًا بعد إسعاد، والإسعاد الموافقة والامتثال على الطاعة (ما حقُّ العباد على الله) لا حقَّ للعبد على الله؛ لأن العبد بعمله لا يستحقُّ الأجرة على مولاه، ولكن وعده الله. فإنَّ الله لا يُخلف الميعاد، فكان ما وعده بمثابة الحق للزومه.
(هدبة) بضم الهاء وسكون الدال.
6268 -
(قال: حدّثنا والله أبو ذرٍّ بالرَّبَذة) -بفتح الرَّاء والباء ودال معجمة-، قرية بقرب المدينة. وإنما حلف وعيَّن المكان لأنَّه التبس على السامعين أبو ذرٍّ بأبي الدرداء كما دلّ عليه آخر الحديث، وكلاهما يروي هذا الحديث. رواه الأعمش عن أبي الدرداء (إلَّا دينار أرصده لدين): -بضم الهمزة وكسر الصاد وفتح الهمزة وضم الصاد- يقال: رصدته وأرصدته إذا ترقَّبته. (الأكثرون) مالًا (هم الأقَلُّون) رتبة ومكانة في الجنة (إلَّا من قال هكذا وهكذا) أي: صرف المال في جهات البرِّ، كقوله في الحديث الآخر: "نِعْم المال الصالح